خالد صلاح يثير الجدل في تجربتين فنيتين.. سيد الناس ومعاوية

كتبت : آية يوسف
خاض الكاتب الصحفي خالد صلاح، تجربة جديدة في مجال الكتابة الدرامية من خلال مسلسلين تلفزيونيين يتم عرضهما على الشاشات فى رمضان 2025 هما مسلسل “معاوية”، و مسلسل “سيد الناس”، ليثبت قدرته على التأليف بعيدًا عن عالم الصحافة، ومع عرض مسلسل “معاوية”، أثار العمل جدلًا واسعًا بين المتابعين والنقاد على حد سواء.
ورغم إثارة الجدل إلا أن خالد صلاح، إستطاع أن يحقق نجاحًا ملحوظًا في تجاربه الدرامية رغم التحديات التي يواجهها، وبينما كانت الحوارات والموضوعات محل نقاش ساخن، فقد أثبت مسلسل “معاوية”، قدرته على جذب الإنتباه وفتح أبوابًا لأسئلة جديدة، مما يبرز تميز خالد صلاح، كمؤلف قادر على خوض غمار الكتابة بشكل مبدع وملهم، ورغم السجال الدائر على مواقع التواصل الإجتماعي في العالم العربي بعد عرض مسلسل “معاوية”، إلا أن العمل نجح في لفت الأنظار وجذب إنتباه الجمهور بشكل كبير.
وأثار المسلسل جدلًا واسعًا بسبب تناول شخصية تاريخية مثيرة للجدل مثل : معاوية بن أبي سفيان، مما دفع العديد من المتابعين إلى التعبير عن آرائهم بشكل حاد، سواء بالرفض أو التأييد، وعلى الرغم من هذا الجدل، قدم المسلسل مادة درامية دسمة، وجذب إنتباه الجمهور بمستوى إنتاجي مميز، وقصة تاريخية مختلفة، مما جعله واحدًا من أكثر الأعمال متابعة ومناقشة في الموسم الرمضاني الحالي.
مسلسل “سيد الناس”:
وتميز الكاتب الصحفي خالد صلاح، في تجربته الدرامية مع المخرج محمد سامي، من خلال التعاون المثمر في مسلسل “سيد الناس”، حيث جرى هذا التعاون ضمن ورشة عمل بعنوان “ورشة قلم”، هذه الورشة كانت بمثابة محطة أساسية لتطوير الفكرة الدرامية وتقديم الشخصيات والحبكة بطريقة جديدة ومثيرة، وإستطاع خالد صلاح، أن يدمج بين قدراته الصحفية وخبراته الكتابية مع أسلوب محمد سامي، القصصى والإخراجي، ليقدما عملًا دراميًا مميزًا، وكانت “ورشة قلم”، بمثابة نقطة إنطلاق لكتابة نص ثري وعميق، حيث ساعدت في إثراء الحوار وتصعيد الحبكة بشكل يتماشى مع روح العمل الدرامي ويشبع شغف الجمهور بالتشويق والإثارة.
وأكد الكاتب خالد صلاح، أن رسالة مسلسل “معاوية”، تكمن في سعيه لفهم الوقائع التاريخية المرتبطة بالصحابة بطريقة عقلانية، حيث يهدف العمل إلى تسليط الضوء على الحقائق التاريخية وتقديم صورة شاملة لشخصيات تاريخية مثل: معاوية بن أبي سفيان، مما يساهم في تنحية القداسة عن من لا يستحقها، ويعطي المجال لفتح النقاش حول الجوانب الإنسانية والسياسية لتلك الشخصيات، ويؤسس لخطاب ديني جديد يعتمد على التحليل والنقد البناء بعيدًا عن التقليد الأعمى، ويعزز من أهمية الفهم العميق للتاريخ الإسلامي بعيدًا عن التأويلات المغلوطة أو المبالغة في تقديس الأشخاص.
وتعقيبًا على ردود فعل الجمهور حول مسلسل “معاوية”، أوضح كاتب المسلسل خالد صلاح، الغاية من إنتاج المسلسل في تدوينة مطولة نشرها عبر حسابة الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، مُعلقًا :”حين بدأنا هذا المشروع مع MBC Studios، لم تكن غايتنا أن نصوغ حكاية تُضاف إلى سجل الروايات المتضاربة، ولم يكن قصدنا أن ننتصر لرؤية على أخرى، أردنا أن نقترب من معاوية، لا كخليفة نقش اسمه على دواوين الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال لا يهدأ، وأجبرته الحياة على أن يكون لاعبًا رئيسيًا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه”.
وتناول الكاتب خالد صلاح، السياق الذي يتم من خلاله شخصية معاوية بن أبي سفيان، في المسلسل، من خلال نقاطٍ عديدة منها: “لم يكن معاوية رجل سيف كخالد بن الوليد، ولا ناسكًا زاهدًا كعلي بن أبي طالب ، ولا قارئًا حافظًا كعبد الله بن مسعود، ولا أقرب للنبي مثل حذيفة بن اليمان، أو عمار بن ياسر، لكنه كان رجل التدبر الطويل والإنتظار الصامت. من طفولته، أدرك أن الآنتصارات ليست كلها في ساحات القتال، وأن الحرب ليست دائمًا حلًا، بل أحيانًا تكون الحرب هي المصيدة التي يقع فيها المتعجلون.
وتابع :” تعلم أن النصر الحقيقي هو أن تصمد حين يسقط الآخرون، وأن تدير المعركة بالعقل لا بالغضب”، وتحدث الكاتب عن “مرارة الفقد” التي عاشها معاوية، لزوجته الأولى، وأخيه، وخيبته في حبّه الثاني”.
وأضاف: “ثم جاءت الطعنة الكبرى، مقتل ابن عمه، وخليفة المسلمين عثمان بن عفان، فجأة، لم يعد معاوية، واليًا يدير شؤون الشام من بعيد، بل أصبح الرجل الذي يرى نفسه مسؤولًا عن دم عثمان، عن الثأر، عن تحقيق العدالة كما يراها هو من وجهة نظره، صار هو ولي الدم في عائلة تطالبه بالإنتقام من القتلة”.
وأشار الكاتب خالد صلاح، إلى أن: “معاوية شخصية درامية بإمتياز، لأنه لم يكن ذلك القائد الذي يحسم الأمور بحد السيف وحده، بل كان ذلك العقل الذي يحسب كل خطوة، ويدرك أن الزمن، في النهاية، هو أذكى اللاعبين”.