خالد الظنحاني .. حين يصبح الإبداع هوية والمشهد الثقافي وطنًا

كتب : خيري بوزاني
كان اللقاء معه أشبه برحلة عبر عوالم الأدب، حيث تماهت الحروف مع نبض الشعر، وتقاطعت السرديات مع ظلال القصة، لتُرسم لوحة ثقافية تنبض بالحياة والتجدد.
في تلك الجلسة التي حملت شجون الفكر ووهج الإبداع، كان الحديث مع الأستاذ خالد الظنحاني، الأديب والإعلامي الإماراتي، بوابة إلى رؤى أعمق حول الثقافة والفن والمسؤولية المجتمعية.
لم يكن مجرد محاور، بل كان صوتًا يعبر عن جيل يؤمن بأن الثقافة ليست ترفًا، بل مشروع حياة. فمن الفجيرة، حيث يمتد البحر ويتماهى الأفق مع الحلم، أطلق مبادراته التي باتت اليوم منارات تشع نورًا في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي. هو رئيس جمعية الفجيرة الإجتماعية الثقافية، ذلك الصرح الذي تحوّل إلى منصة تجمع الأدباء والمفكرين تحت سقف واحد. وهو أيضًا المؤسس والرئيس لبيت الشعر في الفجيرة، حيث للكلمة سحرها، وللشعر امتداده الذي لا ينتهي. ولم تقف مسيرته عند حدود الوطن، بل حمل رؤى زايد إلى العالم من خلال “مبادرة سفراء زايد” الثقافية الدولية، في رحلة مستمرة لنشر قيم الإبداع والانفتاح الثقافي.
ولأنه رجل يكتب أثره على صفحات الزمن، لم يكن غريبًا أن تُكرّمه المحافل وتُثمن جهوده. فكان من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة عربيًا وعالميًا في 2019، وحصل على جائزة الرئيس الهندي الراحل عبد الكلام العالمية للتميز الثقافي عام 2016، كما اختارته الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية ضمن أبرز 100 شخصية عربية في مجال المسؤولية المجتمعية لعام 2020.
في حضوره، تبدو الثقافة مشروعًا ممتدًا، ليس مجرد كلمات تُلقى في فراغ، بل رؤى تُزرع في الأرض لتنمو أشجارًا تظلل الأجيال القادمة. هو من أولئك الذين يدركون أن الإبداع ليس لحظة عابرة، بل هوية تُصنع على مهل، ومسيرة لا تنتهي عند حد، بل تبدأ عند كل منعطف جديد.
في تلك الجلسة، حيث اختلطت الفكرة بالوجدان، أدركتُ أن بعض الشخصيات لا تُعرَّف فقط بما تنجزه، بل بما تتركه من أثر.. وخالد الظنحاني، بلا شك، أحد هؤلاء.