أداء إستثنائي من نجوم “إش إش”.. والدراما الشعبية تعود للواجهة

كتبت : مروة حسن
في موسم رمضاني حافل بالأعمال المتنوعة، إستطاع مسلسل إش إش”، أن يفرض حضوره بقوة، ويحتل الصدارة في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة وتفاعلًا، بعدما قدّم وجبة درامية دسمة جمعت بين الإحساس الشعبي، والدراما الإجتماعية، والكوميديا، والتشويق، وتألّق نجوم المسلسل بشكل لافت، حيث نجح العمل في أن يكون حديث الشارع، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، مؤكدًا أن الدراما الشعبية ما زالت قادرة على خطف القلوب وتصدر المشهد الفني.
مي عمر :
تألّقت النجمة مي عمر، في دور البطولة، إذ قدّمت شخصية “إش إش” بأداء مفعم بالإحساس، وجسّدت ببراعة فتاة الحارة القوية، التي تخبئ خلف صلابتها وجعًا إنسانيًا دفينًا.
إستعرضت مي، قدرات تمثيلية عالية، وقدّمت مشاهد إنسانية بالغة الصدق، فلامست القلوب، وأثبتت أنها ليست فقط نجمة على مستوى الشكل، بل موهبة فنية تستحق التقدير، جعلتها في مقدمة نجمات رمضان المنصرم.
ماجد المصري:
في شخصية “المعلم رجب الجريتلي”، قدّم أداءً يتّسم بالنضج والعمق. أظهر براعة فنية في تقديم شخصية مركبة تحمل بداخلها صراعات نفسية بين سلطته كزعيم شعبي وبين ضعفه الإنساني، فكان حضوره طاغيًا، أداؤه يعكس ثقلًا دراميًا قلّ نظيره.
هالة صدقي:
في دور “شادية”، قدّمت نموذجًا للأم التي تحمل عبء العائلة على كتفيها. بموهبتها وتاريخها الطويل، أظهرت ببراعة توازنًا إنسانيًا ناعمًا بين القوة والضعف، فلامست مشاعر الأمهات وتركت بصمة مؤثرة.
إدوارد :
بدور “بوشكاش”، أبدع في الجمع بين الكوميديا العفوية والدراما الصادقة، مضيفًا نكهة خاصة للعمل، وأثبت مجددًا أنه ممثل متعدّد الوجوه قادر على التنقل بخفة بين الحالات الفنية المختلفة.
إنتصار:
بدور “إخلاص كابوريا”، فاجأت الجمهور بأداء مختلف جمع بين السخرية والجدية. قدّمت شخصية مليئة بالتناقضات بإتقان ووعي، فأثبتت أنها تملك أدوات تمثيلية قادرة على الغوص في العمق دون مبالغة.
دينا :
في شخصية “تيسير”، أبهرت بجاذبيتها وأناقتها في الأداء، مجسّدة بمهارة مزيجًا بين الجمال والدهاء، وقدّمت حضورًا ناعمًا ومقنعًا زاد من جمال الشخصية.
شيماء سيف:
بدور “صفاء”، أشعلت الحلقات بروحها المرحة، لكنها في الوقت نفسه قدّمت تمثيلًا صادقًا ومؤثرًا. تميّزت بخفة ظل غير مبتذلة، ما جعلها من أقرب الشخصيات لقلوب المشاهدين.
عصام السقا:
في دور “نصّه”، قدّم أداءً عفويًا يحمل مشاعر الشاب الشعبي البسيط الذي يعيش التناقضات. تميز بحضور قوي، وأداء ممتلئ بالتفاصيل الدقيقة التي منحت الشخصية واقعية وصدقًا.
محمد الشرنوبي :
بدور “مختار”، أظهر نضجًا فنيًا ملحوظًا، حيث مزج ببراعة بين الرومانسية والتمرد، وقدّم أداءً هادئًا يلامس القلوب ببساطته وعفويته.
ندى موسى:
بدور “لبنى”، تألّقت بأداء حساس ومتقن، جسّدت الشخصية برقي داخلي، وجعلت مشاهدها مليئة بالصدق الإنساني، فكانت من أبرز نجمات العمل حضورًا وتأثيرًا.
إيهاب فهمي :
في دور “عبد العاطي”، جسّد شخصية الرجل القاسي بتمكن واقتدار، وأضاف ثقلًا كبيرًا على الشاشة من خلال أداء يتسم بالقوة والانضباط، أكسب المسلسل جانبًا من الواقعية الجادة.
أحمد زاهر :
رغم ظهوره في الحلقات الأخيرة، إلا أن حضوره كان طاغيًا. قدّم أداءً صادقًا وقويًا ترك أثرًا سريعًا وعميقًا، وأكد مكانته بين نجوم الدراما المصرية.
علاء مرسي :
بدور “مكرم شيخاليل”، أدخل حسًا كوميديًا راقيًا، دون أن يخل بتوازن الأحداث، مضيفًا نكهة خفيفة ظل مميزة إلى العمل.
أحمد عبد الله:
في دور الضابط “معتصم الألفي”، قدّم أداءً واثقًا واتسم بالهدوء والقوة، فبرز كممثل يمتلك حضورًا مؤثرًا ومتماسكًا.
محمد الصاوي :
الذي جسّد شخصية والد “اش إش”، نجح في التعبير عن مشاعر الأب الحنون بكفاءة عالية، فترك بصمة إنسانية حقيقية في وجدان الجمهور.
مايا طلام :
في شخصية “فاتن”، أبهرت بإحساسها الرقيق وحضورها الأنثوي اللافت، فجاء أداؤها متناغمًا مع خط العمل العام.
وشارك عدد من النجوم الكبار بمشاهد خاصة أثْرت الحلقات، على رأسهم: خالد الصاوي، محمد ممدوح، محمد عبد الرحمن ، حمدي هيكل، وياسر عزت، وكلًا منهم أضفى للعمل عمقًا فنيًا ودراميًا عزّز من ثقله وتأثيره.
المخرج محمد سامي :
ويُحسب للمخرج المبدع محمد سامي، نجاحه الباهر في توجيه هذا الكم من النجوم، وصياغة صورة درامية مترابطة تحمل توقيعه المميز، حيث أعاد رسم ملامح الحارة المصرية بجماليات بصرية آسرة، وأعاد الجمهور إلى دراما الشارع والحارة الشعبية بنَفَس عصري يحمل الإبداع في كل تفصيلة. إستطاع سامي، أن يُخرج من كل فنان أقصى طاقاته، ليصنع عملًا جماهيريًا بمذاق خاص، جامعًا بين الرؤية الإخراجية المتقنة والواقعية المؤثرة.
مسلسل “اش إش” لم يكن مجرد عمل درامي، بل ملحمة إنسانية متكاملة، أثبت من خلالها صُنّاعه أن الدراما المصرية لا تزال قادرة على إبهارنا، إذا اجتمعت الموهبة مع الصدق والإخلاص الفني.