ثقافةفن

 محمد الشافعي.. تنمية سيناء لابد أن تشمل الحجر والشجر والبشر 

 

ضمن فعاليات وزارة الثقافة للإحتفال بعيد تحرير سيناء، عقد قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي، بعنوان “سيناء أرض الفيروز والحضارات” أمس الثلاثاء، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور .

 

أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس الملتقى، وقالت موضوع اليوم من الموضوعات التى نفتخر بالحديث عنها دائمًا، فأرض الفيروز بقعة غالية مقدسة مهد الديانات السماوية، أرض الأنبياء والرسل، مشيرة إلى أن سيناء شهدت كل العصور التاريخية التى مرت بها مصر، ويحتضنها البحر الأحمر بين ذراعيه وينام عند قدميها البحر الأبيض المتوسط، هذه الأرض التى تحظى بمكانة كبيرة وعظيمة فى قلوب ووجدان المصريين، وتغنى نجوم الغناء المصري فى حبها وتحرير أرضها، مؤكدة أننا نحتفل لنستفيد ونتعلم ونستلهم دروسًا مستفادة تقتدي بها الأجيال القادمة التي لم تعش هذه الفترة من عمر الوطن الغالي مصر، وقدمت التحية لشهداء مصر وجنودها المرابطين على حدودها لحماية مقدراتها وإستقرار أمنها، وأيضًا التحية للسادة الحضور من رجال القوات المسلحة السابقين والشرطة المدنية المصرية .

 

️تحدث فى الملتقى الأستاذ الدكتور خلف الميري، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، وقال إن المنطقة العربية هى قلب العالم، ومصر هى قلب هذا القلب العربي، ودائمًا هى مطمع على مر العصور، لما تتميز به من موقع متفرد على الصعيد الجغرافي، وعلى صعيد العلوم والنظريات السياسية نجد أن مصر محل الطامعين والطامحين على مر التاريخ، لافتا إلى أن سيناء جزء فى الشمال الشرقى من أرض مصر، وتمثل الكتلة الصلبة لمصر طبقًا لنظرية اللب والقشرة، وهى خط الدفاع المتقدم لمصر، وذكر العديد من الأحداث التاريخية التى شهدتها أرض سيناء على مر التاريخ .

 

وإستعرض ️اللواء أركان حرب هشام الهناوي مستشار الشئون الإستراتيجية والعلاقات الدولية، فى حديثه أحداث معركة رأس العش فى بور فؤاد، مرورًا بحرب الإستنزاف، وحتى نصر أكتوبر 73، وقرار العبور وخطة الخداع الإستراتيجي لمصر، لافتا إلى أنه بالرغم من دعم أمريكا لإسرائيل فى حرب أكتوبر، إلا أن الجندى المصري سجل شجاعة عظيمة، وتابع حديثه حول مرحلة التفاوض لإستعادة باقى الأرض والإنسحاب الكامل من سيناء، ثم معركة الإرهاب وكيف تصدت لها مصر، هذا الوطن الذى شعبها جيش وجيشها شعب، موضحًا أن مصر تواجه تحديات كثيرة من الخارج، ولكنها ستظل تسعى لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وهى باقية شامخة إلى يوم الدين.  .

 

بدأ ️اللواء أركان حرب الدكتور محمد الهمشري، المتخصص في الإستراتيجيات وإدارة الأزمات والمخاطر بأكاديمية ناصر العسكرية، حديثه بما قاله الدكتور جمال حمدان عن سيناء وتسميتها ب “قدس الأقداس” وأنها مصر الصغرى، وأنها بوابة الأمن عبر التاريخ، مشيرا إلى أن الحركة الصهيونية العالمية زورت التاريخ لصالحها، واسكتت التاريخ الفلسطيني والعربي، وادعت أن سيناء وفلسطين هى أرض لبني إسرائيل، واستعرض اللواء الهمشري أهمية سيناء وما حباها الله من خيرات منذ العصر الفرعونى، وما حدث من أحداث تاريخية فى دلك العصر، الأمر الذى يؤكد على أن سيناء جزء لا ينجزأ من أرض مصر من قديم الزمان .

 

من جانبه أكد الإعلامي حسن هويدي وكيل وزارة الإعلام سابقًا، على ضرورة تركيز الإعلام بشكل أكبر على نقل الحالة الوطنية من جيل لجيل والتعرف على بطولات قواتنا المسلحة وإنتصاراتها التى أبهرت العالم، خاصة فى ظل التطور التكنولوجي السريع، والسوشيال ميديا التى تنقل أحيانًا أفكارًا ومفاهيم غير صحيحة ومضللة، وأنه علي الإعلام أيضًا أن يتفهم طبيعة ونفسية الشباب ويخاطبهم بطريقة جذابة، مشيرا إلى أن سيناء ستظل دائما مطمع، ولكنها كما قال الرئيس السيسي “خط أحمر”، ودائمًا نجد الشعب والجيش فى المواقف الشديدة لحمة واحدة وكيان واحد، وحائط صد منيع ضد كل من يحاول النيل منها .. تحيا مصر .

 

️وعن التنمية فى سيناء، تحدثت الأستاذة الدكتورة أماني فاخر عميدة كلية التجارة جامعة حلوان سابقًا وأستاذة الإقتصاد الدولي، وقالت إن الدولة بدأت تنمية سيناء فى عام ٢٠١٤ وخصصت مبلغ ٦٠٠ مليار جنيه لذلك، وتمت على مرحلتين، الأولى انتهت فى ٢٠٢٢ لتبدأ مرحلة أخرى إلى ٢٠٢٨، وكانت نظرة القيادة السياسية والدولة المصرية لتنمية سيناء “نظرة استراتيجية” مختلفة تماما عن التنمية التى حدثت فى كل أقاليم مصر، وتلك النظرة وهذه المخصصات المالية التى تمت بشكل احترافي متوازي فى مناطق معينة فى سيناء، وبجانب أنها ضرورة اقتصادية إلا أنها كانت أحد المستهدفات لتحقيق الأمن القومي داخل منطقة سيناء والخاصة بمصر، وذكرت العديد من المشروعات التى أقامتها الدولة فى سيناء فى مختلف المجالات .

 

من جهته، أوضح ️الكاتب الصحفي والمؤرخ محمد الشآفعي، أن سيناء مر عليها كل الأنبياء، وهى منجم البطولات المصرية منذ قديم الزمان وحتى الآن، ومصر دائما مستهدفة وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مشيرًا إلى أن سيناء بها عشرات الروافد الإقتصادية التى من الممكن أن تتحول من خلالها إلى قاطرة حقيقية ليس للإقتصاد المصري فقط بل للإقتصاد العربي أيضًا، منها منطقة “ياميت” وبها أفضل أنواع الورود، “بحيرة البردويل” وبها أفضل أنواع الأسماك فى العالم، والمنطقة من “رأس سدر” إلى “أبو زنيمة” بها أنقى أنواع الرمل فى الكون، وفى “سانت كاترين” منطقة بها أعظم نباتات طبية فى العالم، إلى جانب مناجم الحديد والفوسفات والنحاس والذهب، مؤكدا أن أى تنمية فى سيناء لابد أن تشمل الحجر والشجر والبشر، وكما يقول المثل الشعبي ” العمران يطرد الثعابين والعقارب”، أطلق الشافعي مقولته : “إن العمران فى سيناء يطرد الثعابين والعقارب والصهاينة” .

وتخلل برنامج الملتقى باقة من الفقرات الغنائية قدمتها فرقة “كنوز” بقيادة الفنان القدير “محمود درويش”، الذى تغنى بأشهر الأغاني الوطنية لنجوم الطرب فى مصر والعالم العربي، منها : “الله أكبر بسم الله، النجمة مالت على القمر، عظيمة يا مصر، احنا الشعب، لفى البلاد يا صبية” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى