منوعات

ريهام مصطفى تتوّج بـ”قلادة ذهبية” من قناة CBC تكريماً لمبادرتها لإسعاد الأيتام بعد أن تبرعت بورثها وباعت سيارتها إثر رؤيا للنبي

 

كتبت: مروة حسن

تبرعت ريهام مصطفى، مؤسسة دار “ارسم فرحة”، بكامل ورثها وذهبها، وباعت سيارتها الخاصة لشراء باص مدرسي لنقل الأطفال الأيتام إلى مدارسهم، بعد رؤيا مؤثرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بشّرتها بانفراج أزمتها.

وجاء ذلك ضمن قصة ملهمة كُرّمت بسببها بتقليدها “قلادة ذهبية”، من قناة CBC عبر برنامج “قلادة ذهبية”، الذي تقدّمه الإعلامية هبة عبد الفتاح.

 

جسدت ريهام مصطفى، قصة إمرأة قررت التخلي عن كل ما تملك من أجل إسعاد الأيتام. وقالت إن وفاة والدها كانت نقطة التحول، موضحة: “حب والدي كان وراء كل ده، وبعد وفاته شعرت بمعنى اليُتم رغم إني كنت متجوزة وقتها، لكن حسيت بالوحدة، وفكرت أعمل خير لروحه، بس ماكنتش محددة نوعه.”

 

وتابعت أن الكوابيس كانت تطاردها بعد وفاته، إلى جانب شعورها القاسي باليُتم، مما دفعها لبدء زيارات دور الأيتام لتقديم الطعام والحلوى، محاولةً التخفيف من ألمها من خلال إسعادهم. ومع الوقت، شعرت بمسؤولية كبيرة تجاههم، ولم تكتفِ بالزيارات، بل بدأت تتبنى أحلامهم.

 

وتحكي ريهام، عن لحظة مفصلية حين سألت الأطفال الأيتام في الدار عن المكان الذي يحلمون بزيارته، فأجابوا ببراءة أنهم يتمنون الذهاب إلى مكان فيه “زحليقة بتنزل في الميّه”، كما شاهدوا في أحد المسلسلات، مشيرين إلى أكوا بارك. لكن إدارة الدار أخبرتها أن تكلفة الرحلة كبيرة، نظرًا لعدد الأطفال الذي يصل إلى حوالي 50 طفلًا، حيث تبلغ تكلفة الطفل الواحد ما بين 2000 و3000 جنيهًا .

 

قررت حينها مراسلة الفنادق قائلة: “بعد إذنكم، ممكن تستضيفوا الأطفال؟ أكيد وشهم هيبقى حلو عليكم.”

وفعلًا، إستجاب أحد الفنادق وإستضاف الأطفال، ثم أخبرهم المسؤول: “وش الأطفال فعلًا طلع حلو علينا، الإقبال زاد رغم إن الفترة كانت كورونا ومافيش سياحة.”

 

أضافت أن الفنادق بدأت بعد ذلك ترسل دعوات للأطفال لقضاء يوم أو أكثر، داخل القاهرة وخارجها، كالبحر الأحمر، ومن هنا إنطلقت مبادرة “فسّح طفل يتيم”، التي نظمتها ريهام، بالتعاون مع فنادق وجهات مختلفة.

 

لكن الرحلة لم تتوقف عند الفسح والترفية، حيث تلقّت ريهام إتصالًا من دار الأيتام أبلغوها فيه بأن الأطفال بلغوا سن 18 عامًا ووجب خروجهم من الدار.

تقول: “دي كانت بداية مرحلة جديدة.. استأجرت شقة لست بنات، وفرشتها، وبدأت رحلة جديدة معاهم، لأن بعضهم كان في ثانوي أو إعدادي وماكملش تعليمه.”

 

واصلت جهودها بالتنسيق مع وزارة التضامن الإجتماعي، وأتمّت إجراءات تراخيص الدار الجديدة، ليبدأ فصل جديد من حياة البنات. وأضافت: “اتنين اتجوزوا، والباقي مكملين تعليمهم.”

 

أما عن باص المدرسة، فتوضح ريهام، أن تكلفة النقل المدرسي كانت مرهقة جدًا : “عندي بنيين، ومدارسهم في الهرم، والباص بيطلب 1000 جنيهًا لكل واحد، والتانيين مدارسهم في مدينة نصر بـ500 جنيهًا .. المبلغ في الشهر كان هيعدي 40 ألفًا جنيهًا، ودي فلوس مش موجودة، ومفيش موارد ثابتة للدار.”

 

وتكمل: “كنت متضايقة جدًا، وصليت، وقلت يا رب فوضت أمري ليك، ونمت.. حلمت إن عربيتي بقت زي اللي كنت عايزة أجيبها، والرسول عليه الصلاة والسلام بيقول لي: المشكلة اتحلت، والأولاد هيركبوا العربية دي. صحيت، حكيت لجوزي، وبعت عربيتي في نفس اليوم، وفي خلال 48 ساعة اشتريت باص ليهم.”

 

تحوّلت تجربة ريهام مصطفى، من لحظة ألم إلى مشروع حياة، ومن شعور باليُتم إلى إحتواء من لا يجدون من يحتويهم، لتصبح نموذجاً ملهمًا لإمرأة أعطت بلا حدود، وبحب خالص، وحصلت على تكريم لا يضاهيه شيء: دعوات أطفال، وقلادة من ذهب، ورسالة من السماء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى