أغرب جرائم فى العالم ….قتل بدم بارد
يوجد بالحياة جرائم كثيرة يقشعر لها الأبدان فيوجد من هذة الجرائم التى تم تمثيلها فى العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية ومنها من كان لا أحد يستطيع تحمل بشاعة الجريمة ولا يمكن تمثيلها .. وفى الفترة القادمة سنتطرق إلى غرائب الجرائم فى العالم ..
طفولة بائسة….
في بيت فقير متواضع في مدينة لومان الفرنسية ولدت كل من كرستين (1905) و ليا (1911), كانت طفولتهن عبارة عن بؤس متواصل ترك في نفوسهن و ذاكرتهن أثرا سيئا لا يمحى, كان والدهما مدمنا على الكحول و دائم الشجار مع أمهما التي طالبت بالطلاق و حصلت عليه بعد أن اكتشفت بان زوجها السكير كان يعتدي جنسيا على ابنتها الكبرى ايميليا ذات التسعة أعوام.
بعد الطلاق أخذت الأم بناتها الثلاث معها فبدء بذلك فصل جديد من المعاناة بسبب الفقر و الجوع, كان الاغتصاب قد ترك جرحا عميقا في نفس الابنة الكبرى ايميليا لذلك اعتزلت الحياة و أصبحت راهبة في احد الأديرة, أما كرستين و ليا فقد قضيتا معظم طفولتهن لدى الأقارب أو في الملاجئ الخيرية بسبب عدم تمكن والدتهما من إطعامهما و رعايتهما, وبسبب فقرهما المدقع اشتغلت الشقيقتان في سن مبكرة كخادمتين في بيوت الأثرياء في مدينة لومان, وكان عملهما شاقا يمتد من الصباح و حتى المساء لذلك لم تحظيا بصداقات وعلاقات مع الآخرين, و أدى انعزالهما هذا إلى تقوقعهما على بعض فانحصرت علاقتهما مع الناس على مجال العمل فقط.
كانت كرستين الأكثر ذكاء وتتمتع بشخصية قوية تتسم أحيانا بالتحدي و العنف, في حين ان ليا كانت قليلة الذكاء و هادئة الطباع, استحوذت شقيقتها على شخصيتها تماما فأصبحت تطيعها طاعة عمياء, ولا يفوتنا ان نذكر ان الوراثة كان لها اثر كبير في شخصية الفتاتين, فلدى عائلة بابين سجل حافل بالجنون و الاضطرابات العقلية اذ كان جدهم الأكبر مجنونا و مصابا بالصرع و العديد من أقاربهم قضوا نحبهم في مصحات عقلية, وكان والدهم السكير مختلا أيضا و قد انتهى به المطاف إلى مستشفى المجانين.
و يبدو أن كل هذه الأمور السيئة, أي البؤس و الفقر و العزلة و الجنون قد اجتمعت لترسم شخصية الشقيقتان بابين اللاتي كانتا تبدوان هادئتين و متزنتين في نظر الكثيرين ممن عرفوهما, لكن في الحقيقة كان هناك بركان من الغضب تغذيه العقد النفسية يغلي داخل الشابتين و يبدو انه انفجر و أطلق حممه الحارقة ليلة اقتراف الجريمة في منزل مسيو لانسلن.
في عام 1926 اشتغلت الشقيقتان كخادمتان لدى مسيو لانسلن و زوجته, كانت وظيفة ثابتة تتضمن المبيت و الطعام إلا أن عمل الخادمات لم يكن سهلا و مترفا في تلك الأيام, فقد كان عبارة عن سلسلة لا تنتهي من الواجبات الشاقة تستمر من الصباح و حتى أخر المساء, أحيانا لأكثر من أربعة عشر ساعة يوميا, و لم تكونا تحصلان إلا على إجازة لنصف نهار فقط خلال الأسبوع.
كانت ظروفا قاسية وجد البعض فيها مبررا للجريمة التي اقترفت لاحقا, لا بل أن بعض نقابات العمال آنذاك اتخذت من هذه الجريمة ذريعة للمطالبة بتقليل ساعات العمل, فيما رأى فيها الاشتراكيون صورة تجسد بجلاء الصراع طبقي!.
عملت الأختان الفرنسيتان كريستينا وليا، كخادمات مقيمات لدى عائلة فرنسية عام 1926، وكانت الفتاتان تتصرفان بغرابة، حيث لم يتحدثان إلى أي شخص سوى نفسيهما، إلا أنهم يقومان بأداء المهام المطلوبة منهن، دون الاهتمام بأي شيء آخر، وعاشوا مع تلك العائلة 7 سنوات.
قتل بدم بارد…
ثم في إحدى الليالي في فبراير 1933 عاد السيد لانسيلين، الذي كان ينتظر زوجته في منزل أحد الأصدقاء، ليجدها هي ابنته ميتين على الأرض، وسط بركة من الدماء، وتم اقتلاع أعينهم وتحطيم وجوهم، وبجانبهم مطرقة ملقاة على الأرض مليئة بالدماء.
اعترفت الأختان بجريمتهم فور إلقاء القبض عليهم، وبعد بضعة أشهر عانت كريستين من انهيار عقلي، وبعد محاكمتهم، حكم على كريستين بالسجن المؤبد لكونها العقل المدبر وراء جرائم القتل، في حين تم إطلاق سراح “ليا” وحصلت على وظيفة في فندق فرنسي بهوية جديدة، ويعتقد أنها توفيت عام 1982.