د.علي ناصر سلمان ..يصف ” المعجزة الحية”

هل تعلم أن الغواصة “تيتان” المصمم من التيتانيوم، المعدن الذي يفوق الفولاذ صلابة بخمس مرات، والقادر على مقاومة الضغط والتآكل بقدرة مذهلة تحطمت على عمق 3800 متر فقط تحت سطح المحيط الأطلسي؟
تحطمت رغم إحتوائها على أحدث أنظمة التحكم والاتصال، ورغم كل ما بذله الإنسان من هندسة ومعرفة وأموال.
لكن، في مفارقة تقشعر لها الأبدان، في أبريل الماضي، وعلى عمق 8300 متر، أي أكثر من ضعف العمق الذي تحطمت فيه تيتان ، اكتشف العلماء مخلوقًا مذهلًا:
سمكة صغيرة من نوع “الحلزون” تسبح بكل هدوء في ظلمات المحيط في خندق “إيزو اوغاساوارا” جنوب شرق اليابان، العلماء وصفوها بـ “المعجزة الحيّة”، لأنهم لطالما اعتقدوا أن الحياة في هذا العمق مستحيلة.
فكر لحظة:
الضغط في هذا العمق يعادل 800 ضعف الضغط الجوي
وكأن فيلًا كاملاً يقف على ظفرك!لا ضوء، لا طفو، لا دفء، مجرد صمت، وبرودة، وضغط يسحق الفولاذ.
ومع ذلك، هذه السمكة لم يجعل الله لها مثانة هوائية كالأسماك المعتادة، بل جعل لها جلد هلامي، وأشواك مرنة، وتركيبة أشبه بكرة مطاطية تتشكل كما تشاء، وتتحرك في هذا العالم الغريب بثقة مذهلة.
لكن الأعجب لم يكن في شكلها الخارجي فقط، العلماء وقفوا مبهورين أمام إبداع الخالق على حماية البروتينات داخل خلايا السمكه من الانهيار بفعل الضغط الساحق.
فقد اكتشفوا أن الله وهب جسمها القدرة في إنتاج مادة كيميائية فريدة، تُبقي البروتينات مستقرة مهما كان الضغط، وكأنه معملًا دقيقًا داخل كل خلية، يعمل رغم الجحيم المحيط بها.سبحان الله الذي خلق، فأبدع فأذهل العيون والعقول الذي أحسن كل شيء خلقه سبحان الله العظيم