مالا تعرفه عن الفنان سمير صبرى
تقرير :بسملة محمد
توفى صباح اليوم، الجمعة، الفنان القدير سمير صبري، عن عمر يناهز ال 85 عام، بعد صراع مع المرض، تاركًا ميراث فنيًا كبيرًا.
ولد الفنان القدير سمير جلال صبري، في 27 ديسمبر عام 1936 بالإسكندرية، والتحق منذ طفولته بمدرسة فيكتوريا كوليدج، و تعلّق سمير بالفن وحبه كثيراً منذ صغره؛ بسبب قدرة والدته على عزف البيانو، وخالته كانت تلعب على العود، بالإضافة إلى استمراره ب التوجه إلى السينما والمسرح برفقه عائلته.
و انفصل والد سمير عن والدته، وكان حينها عمره 9 سنوات، لينتقل مع أبيه إلى محافظة الجيزة، و عاش سمير في تلك الفترة بعمارة السعوديين، التي كان يسكن فيها العندليب الأسمر، عبدالحليم حافظ.
تخرّج سمير صبري من كلية الآداب جامعة الإسكندرية، ومع وجود عبدالحليم في نفس العقار ساعد سمير على الانطلاق الفني، بعد أن ظهر مع العندليب الأسمر في أغنية “بحلم بيك” لأول مرة.
و لعبت الصدفة دورها في اقتحام سمير للمجال الفني، و رأته الفنانة لبنى عبدالعزيز في مبنى ماسبيرو مع عبدالحليم حافظ، وطلبت منه أن يشاركها في أحد مسلسلات الأطفال المقدمة بالإنجليزية، وذلك لأنها كانت تعمل في هذا الوقت في ركن الطفل بالإذاعة المصرية.
و تعلم سمير داخل مبنى الإذاعة، الكثير على يد كبار الأساتذة، واعتبر نفسه تلميذًا لآمال فهمي، وسامية صادق، وفهمي عمر، وطاهر أبوزيد، وجلال معوض، ومأمون أبوشوشة، وشارك سمير في العديد من الأعمال الدرامية، أبرزها “يا ورد مين يشتريك”، و”حضرة المتهم أبي”، و”قضية رأي عام”، و”ملكة في المنفى”، وغيرها.
واستطاع سمير أن يأسس شركة إنتاج فني، أشرف من خلالها على أفلام (جحيم تحت الماء، وإنذار بالقتل، وجحيم تحت الأرض، وفي الصيف الحب جنون، ودموع صاحبة الجلالة، وغيرها).
و قدم سمير عروض غنائية عديدة في أفلام (البحث عن فضيحة، ونص ساعة جواز، وفي الصيف لازم نحب، والعاطفة والجسد، وغيرها).
و مع اهتمام سمير بالمجال الفني، لم يُهمل البرامج التليفزيونية التي يقدمها، منها “الفرقة 16″، و”هذا المساء”، و”كان زمان”، وذلك كله على التليفزيون المصري، و”ماسبيرو” على فضائية “TEN”.
وبالنسبة لحياة سمير الشخصية، تزوج سمير مرة واحدة من سيدة إنجليزية تُدعى “مورين”، دون علم أهله، وتعرف عليها من خلال عمله لفترة قصيرة كمعلم في مدرسة إنجليزية للبنات، وتزوجها وعمره 16 عامًا وكان طالبًا بكلية الآداب في وقتها.
و أنجب سمير من مورين ابنه “جلال”، ويعمل طبيبًا في لندن حاليًا، وترددت الشائعات عن ارتباط سمير بالفنانة سماح أنور، ولكنه نفى الأمر في حواره مع الإعلامي مفيد فوزي، وقال إنه أحب سماح أنور، لكنه لم يتزوجها، بسبب فارق السن الكبير بينهما والبالغ 22 عامًا، رغم أنه اشترى الدبل.
و في عهد أنور السادات، تعرض برنامج النادي الدولي، الذي يقدمه سمير، للإيقاف، وتم منعه من الظهور في التليفزيون، بسبب الفنانة فيفي عبده، التي قالت إنها من قرية ميت أبو الكوم، وهي مسقط رأس السادات كذلك، و توقف سمير عن الحديث لمدة 30 ثانية، وهذا الصمت فهمته السلطات على محمل السخرية من رئيس الدولة.
و اتهمه البعض بسرقة تراث التليفزيون المصري، أثناء تقديمه برنامج ماسبيرو بفضائية TEN، وقال إن جميع اللقطات التي كان يعرضها هي من شبكة الإنترنت فقط.
وعمل سمير في البرنامج الأوروبي، خلال نكسة عام 1967، و كان يترجم أخبار وكالة “رويترز”، التي قالت إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى القناة عكس الأخبار التي تطلقها الإذاعة المصرية، وفور أن توجه إلى الإعلامي، أحمد سعيد، و مزق الورق وقال له “إنت تقول اللى نقولك عليه بس”، و خلال عمل سمير بالتليفزيون المصري، تمكن من إجراء حوارات مع الملاكم الراحل محمد علي كلاي، والسلطان قابوس بن سعيد، والإمام موسى الصدر، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، وغيرهم.
و ذكر سمير أن المخرج الراحل، حسن الإمام، صاحب فضل كبير عليه في مشواره الفني، وكان يعتبر الفنان الراحل، حسين الإمام، ابنه، وكان سمير سببًا في عودة الفنانة الراحلة سامية جمال إلى الرقص من جديد، رغم أن عمرها كان 60 عامًا، بسبب مرورها بضائقة مالية شديدة.
و صرح سمير الإعلامي القدير مفيد فوزي بأنه في السابق كان معجبًا بالفنانة شادية، وكان يغير عليها من الراحل كمال الشناوي، وسعد لأنها تزوجت من عماد حمدي وليس من الشناوي، وقال لها: “كنت عاوز أتجوزك وأنا صغير”.
و خلال تصوير فيلم “حكايتي مع الزمان” كان من المقرر أن يُقبّل الفنانة وردة في أحداثه، إلا أن زوجها الملحن، بليغ حمدي، رفض ذلك بشدة، أوضح سمير أن نهاية فيلم حكايتي مع الزمان تغيرت بسبب تدخل الفنان الراحل رشدي أباظة، الذي قال للمخرج حسن الإمام: “مفيش واحدة ست تتاخد من رشدي أباظة”، بعد أن كان من المفترض أن يترك حبيبته ويرحل، ليقرر “الإمام” إنهاء الفيلم على سمير صبري وهو يحيي الجمهور.
ولقب سمير ب “ملك الأفراح” و إن سبب هذا اللقب عمار الشريعى عندما ذهب معه فرح وكان دائم التواجد مع عمار في بيته وكان يأتى منير والأبنودى وكبار النجوم، وكان معه في فرح وقال عمار اننا معانا النجم سمير صبرى، ملك الأفراح.
و تم تكريم سمير في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، في احتفالها باليوبيل الماسي، ومن الجامعة البريطانية عن مُجمل أعماله الفنية، وحصل على الدكتوراه من جامعة “وورويك” الإنجليزية عن رسالة قدمها عن أثر السينما المصرية على المجتمع العربي منذ الأربعينيات وحتى الثمانينيات، ونال جوائز عن عدة أفلام، أبرزها (الإخوة الأعداء وبالوالدين إحسانا).
و اعتبر سمير فيلمي (البحث عن فضيحة وبالوالدين إحسانا) أكثر عملين قدماه إلى الجمهور، كما قدم مؤخرًا في السينما فيلم بتوقيت القاهرة عام 2015، ولعب فيه دور سامح كمال ميخائيل، و رأى سمير أن ميرفت أمين هي أجمل فنانة مصرية، حسب تصريحاته للإعلامي مفيد فوزي.