السجون في العصر الإسلامي
السجون في العصر الإسلام
بقلم : محمد حمدي .
لم تكن السجون التي توجد الأن وليدة هذا العصر بل ترجع جذورها التاريخية لعصور سحيقة علي مر التاريخ ، والعصور ولكن نحن الأن بصدد الحديث عن السجون في العصر الإسلامي .
ولكن قبل الحديث عن تاريخ السجون في صدر الإسلام لابد من الحديث عن السجون في فترة العصر الجاهلي ؛ حيث سُجن ” الحارث بن عبد بن عمر بن مخزوم ” في سجن في جبل نفيع بمكة، كان يحبس فيه سفهاء قومه ، وكان ” لحجر بن الحارث الكندي ” والد أمرئ القيس ، سجن حُبس فيه بعض سادات بني أسد لأنهم ثاروا عليه ، ومن هؤلاء ” عمرو بن مسعود الأسدي ” ، و” عبيد بن الأبرص الأسدي” ، وفي الشام حبس ” عمرو بن جفنة الغساني” بعض القرشيين بطلب من “عثمان بن الحويرث الأسدي” بسبب رفض قريش تنصيب الأخير ملكاً عليها من قبل قيصر الروم ، ومن بينهم ” سعيد بن العاص” وابن أخته ” أبو ذيب” ، وفي الكوفة أتخذ المناذرة سجن الصنّين الذي سجن فيه الكثير من أشراف العرب وساداتهم من بينهم ” عنترة بن شداد” ، و” عدي بن زيد ” .
أما في عصر الرسول صلي الله عليه وسلم وفي بداية تأسيس الدولة العربية الإسلامية كان المجرمين ، والخارجين علي سلطان الدولة يتم سجنهم في المسجد كما حدث مع رجل يدعي ” ثمامة بن أثال ” ؛ حيث قام الرسول صلي الله عليه وسلم بربطة في سارية من سواري المسجد لمدة ثلاث أيام ، أو في بيت مسؤول الأمن أو في الخيام أو في سراديب ملحقة بالبيوت ، وقد أستمر هذا الوضع في زمن الخلفاء الراشدين ” أبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ” رضي الله عنهم أجمعين .
ولكن بعد إغتيال أمير المؤمنين ذي النورين ” عثمان بن عفان ” رضي الله عنه ومبايعة الإمام ” علي بن أبي طالب ” كرم الله وجهه تغيرت الأمور فقد كان لاتساع رقعة الدولة الإسلامية أكبر الأثر علي تطور بناء السجون فلم تعد المساجد ، الخيام ، والسراديب ، وبيوت مسؤولي الأمن في الدولة تكفي لسجن المجرمين بشكل مؤقت حتي يتم إصدار الأحكام عليهم ، لذلك أمر الخليفة ” علي بن أبي طالب ” كرم الله وجهه ببناء بيت يكون سجناً للمجرمين ، وكان هذا البيت في مدينة الكوفة .