منوعات

مسجد السلطان حسن 

بقلم : محمد حمدي

   صدق من وصف قاهرة المعز لدين الله بمدينة الألف مأذنة فكلما رحلت وأرتحلت في ربوع القاهرة ستجد الكثير والكثير من المساجد الأثرية أو حتي حديثة البناء فالقاهرة شاهدة علي الكثير من المساجد التي بُنيت في العصور الإسلامية البعيدة سواء العصر الأموي ، أو العصر العباسي ، أو حتي عصر الدويلات المستقلة تلك المساجد التي لا تزال شاهد عيان علي عظمة العرب المسلمين وما قدموه للإنسانية ، والحديث عن الأثار الإسلامية في القاهرة بشكل عام ، والمساجد الأثرية بشكل خاص سوف يتطلب الكثير من المقالات ، ولكن في هذا المقال سوف نتحدث أثر من أهم الأثار الإسلامية في القاهرة ألا وهو ” مسجد السلطان حسن ” .

   وقبل الحديث عن المسجد لابد من التعرف عن منشئ هذا المسجد ألا وهو السلطان ” حسن بن الناصر محمد بن قلاوون ” ؛ حيث ولد السلطان حسن في عام 735هـ – 1334م ، وتولي عرش مصر عام 748هـ – 1347م وهو ابن ثلاثة عشر عام ولصغر سنة ناب عنه في حكم الديار المصرية الأمير ” بيغا روس ” أحد كبار أمراء المماليك ، وفي عام 751هـ – 1350م صدر قراراً من دار القضاء في مصر بأن السلطان حسن قد بلغ سن الرشد وتولي زمام الأمور ونودي به سلطاناً علي مصر بشكل رسمي .

   يُعتبر مسجد ومدرسة السلطان حسن من أشهر المعالم الأثرية في القاهرة ؛ حيث يوصف بأنه درة العمارة الإسلامية في المشرق الإسلامي ، ويعد من أشهر أثار القاهرة روعة وجمال ؛ حيث يعود بناء هذا المسجد لفترة العصر المملوكي ؛ حيث أنشاؤة السلطان ” حسن بن الناصر محمد بن قلاوون ” في الفترة ما بين أعوام 757- 1356م / 764- 1363هـ .

   وعن وصف مسجد السلطان حسن يمكن القول بأنه يتكون من أربع إيوانات يتوسطهم صحن كبير مكشوف ، وكان من المخطط أثناء بناء هذا المسجد أن يتكون من أربعة مأذن ، ولكن تم بناء ثلاثة فقط الأولي والثانية تقعان بالقرب من القبة في الناحية الشرقية ، أما الثالثة فكانت تقع علي اليمين من الباب العمومي للمسجد ، ولكن في عام 762هـ / 1361م سقطت إحدي المأذن الثلاثة فقرر السلطان حسن عدم بناؤها وإبطال بماء المأذنة الرابعة والأكتفاء بمأذنتين فقط للمسجد .

    وبني هذا المسجد علي مساحة شاسعة بلغت 7906 متر مربع ؛ حيث يبلغ أقصي طول له 150منر ، وأقصي عرض 68متر ، ويبلغ أرتفاع المسجد عن الصحن ما بين 60 : 81 متر .

   وإلي جانب كون هذا الأثر الإسلامي العظيم مقراً لإقامة الشعائر الدينية كان أيضاً مدرسة يُدرس بها المذاهب الفقهية الأربعة ” الشافعية ، والحنفية ، والمالكية ، والحنبلية ” ، وكان يدرس بها أيضاً علوم القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ، والقراءات السبع وإلي جانب ذلك كانت المدرسة تضم جناح خاص لتعليم الأيتام الخط العربي ، وحفظ القرآن الكريم .

   ولقد أحاط الغموض التام بالمهندس الذي أشرف علي بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم ولكن ” هرتس باشا ” وهو الذي أشرف علي عملية ترميم المسجد تحت إشراف لجنة حفظ الأثار العربية عام 1915م قد أستنتج من أسلوب العمارة التي بني بها المسجد أن المهندس المشرف علي البناء كان أجنبي يعود أصلة إلي بيزنطة وأنه قد تعلم أصول العمارة الإسلامية في بلاد السلاجقة .

    وقد تعرض مسجد ومدرسة السلطان حسن لعملية الترميم مرتين الأولي كما ذكرنا علي يد ” هرتس باشا ” عام 1915م تحت إشراف لجنة حفظ الأثار العربية بتكلفة 40 ألف جنية أما عملية الترميم الثانية كانت عام 2012م تحت إشراف وزارة الأثار المصرية بتكلفة 78 ألف جنية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى