“تريند زمان” حسن يوسف وشمس البارودي وأيام صعبة أثناء حرب أكتوبر
كتب :أحمد الجوهري
أصبح “التريند” هو لغة هذا العصر، وبوابته الكبري إلى الأضواء، لكنه ليس وليد هذا العصر وإنما له جذور ممتدة ومتأصلة وتاريخ طويل، وإن كان قد اختلفت آلياته وطرقه، وأساليبه، لكن يبقى “التريند” واحد.
عاش” حسن يوسف” وزوجته “شمس البارودي” فترة حرب اكتوبر داخل الولايات المتحدة، كانا قد سافرا قبل شهر أكتوبر مع المخرج “حلمي رفلة” لتصوير فيلمه الجديد “حب على شاطئ ميامي” هناك وبعد تصوير المشاهد الأولى في “كاراكاس” في “فنزويلا ” انتقلوا إلى “ميامي” ثم “نيويورك” وكانت الحرب قد أعلنت واغلق مطار القاهرة الدولي وظل القلق يسيطر عليهما خاصة أن جميع وسائل الإعلام في امريكا مناهضة” لإسرائيل” حتى أن التلفزيون هناك كان يعرض أفلاما من معارك 67 على أنها قد صورت في جبهة القتال حديثا ولم تجد كل محاولات الإتصال التليفوني أو البرقي مع القاهرة في تلك الفترة.
ولم يجدا سوى السفر فورا إلى “باريس” وهناك بدا الاطمئنان يسود مشاعرهم بعض الشيء بعد أن ظلا على إتصال بمكتب شركة الطيران العربية وبالدكتور علي السمان مدير مكتب وكالة أنباء “الشرق الأوسط” الذي كانا يشاهدانه يتحدث كل يومين في التلفزيون الفرنسي ويشرح آخر التطورات ويفند لمندوب إسرائيل كل حججه الواهية .
ومع أول طائرة سافرت من باريس بعد إعلان وقف إطلاق النار عادا على متنها .
كانت الطائرة محتشدة عن آخرها بالطلبة المصريين الذين كانوا يعملون في اجازتهم الدراسية في أوربا وكان من المفروض أن تصل بهم الطائرة إلى بني غازي ثم يستقلوا السيارات إلى القاهرة . إلا أن كابتن الطائرة أعلن لهم في الطريق أن مطار القاهرة قد افتتح.
البرقية الوحيدة التي وصلت إلى القاهرة من حسن يوسف أثناء الحرب كانت تقول ” أجلوا عرض فيلمي الجديد الشياطين والكورة”.