خاص..الناقد خالد عاشور عن مسلسل الضاحك الباكي “أفسدته المحسوبية”(حوار)
خاص..الناقد خالد عاشور عن مسلسل الضاحك الباكي “أفسدته المحسوبية”(حوار)
كتبت: نسرين أشرف
حرص الناقد خالد عاشور على إبداء نقده على مسلسل “الضاحك الباكي”، حيث أن هذا المسلسل يدور حوله العديد من الجدل نتيجة الاختيار الغير فـ موفق لفريق العمل الذي يراه العديد.
فـ مسلسل “الضاحك الباكي” يدور في إطار الحياة الفنية للفنان الراحل نجيب الريحاني.
تنفرد مجلة كلاسي بحوار مميز مع الناقد خالد عاشور بخصوص مسلسل الضاحك الباكي ويتمثل هذا الحوار في الآتي:
سؤال:ما هو رأيك في مسلسل مسلسل الضاحك الباكي الحامل للسيرة الذاتية للراحل نجيب الريحاني؟
للاسف مسلسل كنت أظنه سيكون مختلف لتناوله سيرة أحد عظماء الفن المصري والعربي وهو الفنان القدير نجيب الريحاني.. عمل أفسدته المحسوبية وإسناد أدوار لممثلين لم يقدموا أدوارهم بصورة بها مهنية وفن أو يكونوا على قدر كبير من النجاح.
وادوار تم تسكينها حسبًا للمحسوبية أولها دور والدة نجيب الريحاني الذي أسنده المخرج الأستاذ محمد فاضل لزوجته الفنانة فردوس عبد الحميد.. فليس من المعقول أن يسند دور لفنانة كبيرة في السن لا يتوافق الدور مع امكانياتها الجسدية والشكليه وقد ظهر عليها تأثير الزمن وعمليات التجميل والحقن وعدم قدرتها على الكلام أو بطء الحركة.. والحركة في حد ذاتها أحد أهم أدوات الممثل.
بالإضافة إلى الصوت وعامل السن.. فليس من المعقول أن تظهر بهذا السن ويكون لديها طفل حديث الولادة، ثم استسهال في السرد والسيناريو من النواحي التاريخية والدينية والديكور والإستعراض واللغة والحوار التي لا توافق زمنها وابنه زمننا الحالي.
ثم نأتي إلى اجتهاد أضر بـ السيناريو والمسلسل، فـ نجيب الريحاني نفسه بدأ كتابة سيرته الذاتية عام 1937 في شكل مذكرات مسلسله في حلقات نشرت في مجلة الإثنين التابعة لدار الهلال وقد تعمد بداية كتابتها من سن 16 سنة لأنه أصر على عدم كتابة ما قبل ذلك فهو لم يشأ ولم يحب أن يتذكر ما قبل ذلك من تاريخه وذكرياته.
فقام هذا الإجتهاد بضرر السيناريو والمسلسل ببدأ قصة حياة نجيب الريحاني وهو في سن أقل من 10 سنوات، ثم نأتي إلى مصيبة لا تقل عن مصيبة إسناد دور أم نجيب الريحاني إلى الفنانة فردوس عبد الحميد لأنها زوجة المخرج والدور لا يناسبها تماما في المرحلة الأولى من الحكاية.
تلك المصيبة في إسناد دور “نجيب الريحاني إلى الفنان عمرو عبد الجليل” الذي كنت أظن انه سيستغل المسلسل وشخصية نجيب الريحاني الثرية في إعادة تاريخه الفني.. ليحول شخصية نجيب الريحاني بطريقة تمثيله وطبقته الصوتيه و طريقته التمثيلية إلى أحد شخصيات أفلام خالد يوسف وعلى التحديد شخصية توشكا في فيلم كلمني شكرا.
طريقة عمرو عبد الجليل أضرت بتاريخ وعظمة نجيب الريحاني لتتحول الى شخصية “توشكا” وليس نجيب الريحاني.. للاسف.
ما هي النقاط التي لو أهتم بها المخرج أكثر لـ أصبحت السيرة الذاتية للفنان نجيب الريحاني بالشكل المطلوب و الصحيح ؟
أولًا: لم يركز على دراسة تاريخ نجيب الريحاني “وهناك حلقات مسلسله بصوت الريحاني نفسه كان من الممكن الأستفادة منها في السيناريو والمسلسل.
قناة الجزيرة قدمت فيلمًا وثاقيًا من سنوات في 52 دقيقة عن حياة “نجيب الريحاني” بأسم “الريحاني.. فيلسوف الضحك” أكثر مهنية وإبداع ودقة من عمل مبتذل كمسلسل “الضاحك الباكي” أراه عملًا أضر بنجيب الريحاني.
كان من الممكن أن يتجاوز هذا الفشل وأن يركز المخرج أولًا على إسناد الأدوار على من يستحق لا بحسابات المحسوبية والواسطة..
ثانيا أن يهتم بدراسة تاريخ هذه المرحلة من تاريخ مصر وتاريخ الريحاني نفسه من ناحية الديكور والحوار وسقوطه في اخطاء دينية لا يقع فيها مخرج حديث.
من وجهة نظرك….هل هناك أشخاص داخل الوسط الفني كانوا من الممكن أن يوفقوا في هذه الأدوار بالقدر المطلوب، أكثر من فريق العمل الحالي؟
هناك مواهب كثيرة قادرة على القيام بأدوار أسندت لآخرين خطأ كبير أن تسند لهم هذه الأدوار.
فمثلا دور نجيب الريحاني كان من الممكن أن يقوم به فنان شاب.. مثلا الفنان الشاب “حمزة العيلي” فهو من الجيل الشاب الذي يستطيع ان يتفوق في الدور، وهناك محمد فراج، أحمد داوود، وأحمد الفيشاوي، كثير من الجيل الجديد قادر على اداء الدور.
أما الأدوار النسائية فكثيرات هن الفنانات القادرات على تشخيص دور أم نجيب الريحاني ممن يناسبها الدور سنًا وشكلًا وقدرة على إثراء الدور بدلًا من هذه المهزلة.
ثم يأتي الأهم هو الإخراج فالأستاذ محمد فاضل ابن زمنه ولن يستطيع أن يواكب الحداثة والفكر الجديد والتطور التكنولوجي في أدوات التصوير والمونتاج والإخراج وللأسف مخرجين كانوا سيجعلوا من هذا العمل عظيم في تشخيص شخص في قامة “نجيب الريحاني” خذ مثلا المخرج محمد العدل، المخرج محمد على، المخرج عمرو البهيدي، المخرج هاني خليفة.
لن اقول كاملة أبو ذكري وتامر محسن،فكل هؤلاء وغيرهم من الجيل الجديد لديهم قدرة أكبر على الأبداع وقدرة أشد على الأختلاف والتميز والاتقان والسيطرة على الممثلين وإخراج احسن ما عندهم من تمثيل وما في الشخصية من تاريخ.. لا أن يتحول العمل إلى مهزلة بسبب الأختيارات والمحسوبية.
إذا كانت لديك بعض النصائح لـ مخرج هذا العمل…. فما هي هذه النصائح؟
للأسف فات آوان النصيحة لأن العمل تم تصويره وعرضه، ولا زلنا في الحلقة الثانية، والأسواء قادم طالما البدايات بهذا الشكل.
وللأسف ستعتبر النصيحة غير نافعة وسيعتبر صناع المسلسل أن المشاهد والناقد لا يفهم.
والمصيبة الأكبر أن يتم فيما بعد مدح هذه المسخرة واعتبارها عمل ناجح، كان من الممكن للمخرج الأستاذ محمد فاضل أن يبتعد عن اسناد ادوار لا يحق لها ان تكون في مكانها.. ولكن للاسف وقع في فخ المحسوبية، وهذا أضر بالعمل.
العمل الذي كنا نظن انه سيكون عملًا متميزًا وحزين على إهدار أموال الشركة المنتجة في دراما وسيرة ذاتية تحولت إلى مهزلة درامية.