حكايات من زمن فات.. عبد الفتاح القصري ومعاناته بسبب “حول” عينه
أحمد الجوهري
التاريخ يحوي قصص وحكايات لا حصر لها، ولكل حكاية أصل، كلاسي تأخذكم لرحلة لنستكشف من خلالها “حكايات من زمن فات”
الفنان الكبير “عبدالفتاح القصري” كان يعاني من “الحول” في عينه اليمنى، والتي إستخدمها كثيرا في أدائه الكوميدي بكثير من أعماله، ومن هنا كان سر شخصيته الكوميدية الفنية، وقد حاول بعضهم إغراءه لإجراء عملية جراحية لـ”ضبط” عينه، لكنه عارض بشدة، إذ كيف يسمح أن تسلب منه مؤهلاته بهذه السهولة.
هذا الحوَل أوقع القصري في مشاكل عديدة، مما جعله هدفا لتهكم بعض زملائه الفنانين، ومن ذلك أنه كان في أحد الأيام يجلس في الدرجة الأولى بالترام، وكانت تجلس أمامه سيدة حسناء بصحبة رجل ضخم الجسد، وجلس الفنان الراحل متجها بوجهه إلى اليسار، لكنه كان شارد الذهن، ولم يتنبه إلى أن عينه اليمنى “الحولاء” قد إستقرت على وجه السيدة، وبدأ كأنه يحدق فيها، وإذا بالرجل يصيح في وجهه: “يا أفندي مالك لا تستحي وكأنك لم ترى إمرأة طوال حياتك، منذ ساعة وزيادة وعينك لم تتحرك عن زوجتي.
وقبل أن يتفوه “القصري” بكلمة واحدة لكي يرد على هذا الإتهام، إذا بالركاب جميعا قد إنضموا للزوج، عندما لاحظوا أن عينه بالفعل قد تعلقت بالسيدة وتباروا في تأنيبه.
وحاول القصري إقناعهم بأنه “أحول”، فلم يصدقوه، فأضطر للنزول في أقرب محطة وكانت لعناتهم تلاحقه بشكل عنيف.
ومن الغريب والعجيب، أن هذه المضايقات الكثيرة لم تحل بين القصري والإعتزاز بهذا “الحول”، فإنه كان يعتبره “كنزا لا يفنى” وكان دائما يردد “لو لم أكن أحول لتمنيت أن أكون أحول.