كتب :أحمد الجوهري
تحوي مصر شوارع لها ماض تليد، وتاريخ عتيد، شوارع يفوح منها عبق التاريخ، ومناطق تناطح الزمان في أصالته، تراها فتبرهك، تمشي بها فتسلبك عقلك، وليس بغريب. فمصر قد قامت حضارتها قبل حتى أن يقوم التاريخ.
كلاسي تستعرض معكم أماكن وشوارع شهيرة في مصر لنتعرف سويا عن تاريخها.
سموحة
ينتسب “حي سموحة” إلى المليونير اليهودي چوزيف سموحه عميد عائلة سموحه التى يرجع نسبها ليهود بغداد .
كان رجل إقتصاد و صناعة من الطراز الأول و قد وفد على مصر ليتاجر في الاقمشة ، و في سنة 1924 قام بتجفيف بحيرة الحضرة و التي كانت تسمى ملاحة رجب باشا و بدأ في تشييد حي سموحة و كانت البداية إنشاء نادى رياضى لممارسة الفروسية فى الإسكندرية و الذي لا يزال يحمل إسمه ( نادى سموحة ).
كان معروفا بصداقته الشخصية للملك فؤاد الاول ، و قد اشتهر جوزيف سموحة بكرمه فى تمويل مشروعات الخدمات الإجتماعية للطائفه اليهودية ، و على راسها مساهمته فى انشاء المستشفى اليهودي في حي سيدي جابر في إسكندرية .
ولد جوزيف سموحة في الأول من يناير عام 1878 في بغداد – العراق و توفي في باريس في 22 سبتمبر عام 1961 عن عمر يناهز الثالثة و الثمانين .
و تقول “جان نجار” حفيدته كان جدي رجلا متدينا وطنيا محبا للخير و لوطنه مصر و قد تزوج هو و جدتي في مانشستر بإنجلترا و مع بداية الحرب العالمية الثانية وفدا إلى مصر و في مصر ساهم جدي في تمويل إنشاء معبد و كنيسة و مسجد و تقول أيضا لقد ساهم أيضاً برؤيته في تطوير المشاريع و بماله في إحياء مدينة الإسكندرية و إعادة هيكلتها و تطويرها حيث انتشر في ذلك الوقت البعوض بسبب البحيرات لذلك قام بالبناء و التعمير بيئيا للتطوير الحضاري فقام بإنشاء الساحات العامة و الشوارع التي تصطف على جانبيها الأشجار و أقام أيضا نادي رياضي و ملعب جولف و ملعب للسباق في المنطقة التي لا تزال تعرف باسمه “سموحة”.
و أضافت “جان نجار” أنه بعد أزمة السويس أجبرت الحكومة المصرية عائلة سموحة على مغادرة مصر شأنها شأن كل العائلات اليهودية في ذلك الوقت الذين أجبروا على ترك وطنهم و حياتهم و منازلهم و تجارتهم و أصدقائهم إلى الأبد ، و تقول الحفيدة أيضا : و حيث أن اليهودية بالنسبة لنا كانت مجرد ديانة و ليست توجه سياسي لم نفكر بالهجرة إلى إسرائيل و كنا نفضل الاتجاه ناحية امريكا و اوروبا .
و تعيش “جان نجار” حاليا بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية مع أبنائها و احفادها و دائما ما تحن إلى الإسكندرية أرض الذكريات و الوطن الأم .
“جان نجار” تعمل حاليا في مجال الأدب و قد كتبت مذكراتها و قصة خروجها من مصر في كتاب بعنوان “رشفه من نهر النيل.
