فن

جميل المغازي لـ”مجلة كلاسي”: لا يوجد مدارس فى الإخراج وكنت أضع عين المشاهد في عين الضيف

كتبت: رباب سعيد

جميل المغازي، واحد من أكبر مخرجي التليفزيون المصري، وله عدد من الأعمال الرائدة والتي تعد من تاريخ التليفزيون المصري، حيث قام بإخراج الكثير من البرامج والسهرات التليفزيونية، كذلك أخرج عددا من المسرحيات التليفزيونية، كما كان يقوم بإخراج الأعمال الخاصة بوزارتي الدفاع والداخلية.

في البداية من هو جميل المغازي؟

أنا إنسان ريفي بسيط من مدينة بيلا محافظة كفر الشيخ وصلت في المرحلة التعليمية إلى أن إلتحقت بالمعهد الصناعي بمنطقة حلوان محافظة القاهرة وأثناء الدراسة بالمعهد إلتحقت بمعهد التمثيل سرا لرفض والدي الإتجاه إلى عالم الفن والتمثيل حيث كنت متعلق بهذا المجال فقد تمكنت من الدراسة في معهد التمثيل والمعهد الصناعي.

 

ما هي المحطات التي أثرت في بدايتك في عالم الإخراج ؟

كانت البداية في مدينة بيلا مع مجموعة من الأصدقاء في سن الشباب حيث قمنا بعمل فرقة تمثيل شبه محترفة وقد نجحنا وتفوقنا وجاء ترتيبنا من الأوائل وأثناء دراستي بالمعهد الصناعي تم إيفادي ضمن بعثة تدرببة إلى مدينة المانيا ومن هنا كانت البداية لإحتراف مهنة الإخراج التليفزيوني حيث شاءت الظروف إلى أن أتعرف على أحد المخرجين في تليفزيون كولونيا فعملت معه كمساعد مخرج ومن هنا تركت الهدف الرئيسي للبعثة التدربية وتحقق حلمي حيث بدأت أعمل كمساعد مخرج إلى أن تقدمت لدراسة الإخراج في ألمانيا.

وفي الحقيقة لم أتخيل أن أعمل في أي مجال آخر مثل التصوير أو كتابة السيناريو غير الإخراج، لهذا لم أكن أنجح في أي مجال غير الإخراج.

برأيك هل يوجد مدارس في الإخراج وما المدرسة التى ينتمي إليها أو تبناها جميل المغازي ؟

في الواقع لا يوجد مدارس في فن الإخراج حيث قرأت ذات يوم في أحد المعارف في المانيا عندما يكون هناك “إنترفيو” أو مقابلة تليفزيونية مع أحد الضيوف لابد أن يبقى الضيف هو المحور الأساسي للكاميرا ولهذا كنت أقوم بالتركيز على ضيف البرنامج بحيث يرى المشاهد أن عينه في عين الضيف فكنت أضع الكاميرا في مكان ما حتى يرى المشاهد أن الضيف يجلس أمامه وبهذا أرى أنه تحقق محور الجذب للشاشة الصغيرة فقد قمت بتطبيق هذا في أعمال الراحل مفيد فوزي في برنامج حديث المدينة، فكان من أنجح البرامج الحوارية.

 

هل تأثرت بدراسة الإخراج فى المانيا ؟

نعم تأثرت بعدد كبير من المخرجين في المانيا وهؤلاء لم يعرفهم أحد هنا بمصر فكنت أتتبع خطاهم بل ومن أشد المعجبين بهم أما في مصر لا أعرف من هو الأفضل على الإطلاق في ذلك الوقت لأني لم أعمل مساعد مخرج في مصر لكي أعقد مقارنة أو أعجب بطريقة عمل لمخرج ما، وأنا تعلمت على يد مخرجين كبار في المانيا يأتي على رأسهم المخرج “باول مى” الذي قام بتصوير محاكمات “نور مبرج” في المانيا والتي عرفت “بمحاكمة النازيين” وكانت عبارة عن سلسلة من المحاكم العسكرية التي عقدتها قوات الحلفاء في عامي 1946/1945، هذا المخرج كانت تربطني به علاقة وطيدة لدرجة أنه كان يرغب في أن أتعلم كل شيء عن فن الإخراج ولهذا تتبعت خطاه في عملي داخل مصر.

 

ما هي الأعمال التي قمت بإخراجها في المانيا ؟

أخرجت برامج منوعات تحت إسم “كرنفال” ومن أجل أن يخرج العمل بصورة تطابق الإسم قاموا مخرجين المنوعات في ذلك الوقت بفتح أستوديوهين حتى تصبح كأنك في شارع يقف على جانبيه طابور السيارات لكن في الواقع لم تغمض عيني عن مخرجين الدراما، والمنوعات بشكل عام.

 

كيف بدأ مشوارك للإخراج في مصر ؟

كعادتي كنت ^قوم بعمل في الإستوديو ففاجأني الدكتور المشرف على دراستي “فن الإخراج” في المانيا بوجود عدد من الزائرين داخل الإستوديو هؤلاء هم الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام الراحل وسعيد أبو السعد صاحب أول صورة تليفزيونية ونور الدمرداش المخرج كانوا في زيارة إلى المانيا وهناك تعرفت عليهم عن قرب بعد أن أبدوا إعجابهم بعملي، فطلب مني الدكتور عبد القادر حاتم أن أسافر إلى مصر وهناك سوف يتم تعييني داخل مبنى التليفزيون أتقاضى راتب 170 جنية مثل المخرج الراحل محمد سالم، فما كان مني إلا أن أذكر له إني لا أستطيع النزول إلى القاهرة إلا في أواخر سنة 1966.

 

كيف كانت عودة المخرج جميل المغازي إلى الوطن؟

في 4 من يناير عام 1967 عدت إلى مصر لتنفيذ كل ما تعلمته في الخارج داخل مبنى التليفزيون لكن المفارقة أن الوزير الدكتور عبد القادر حاتم تم تغييره فكانت الواقعة وهنا أشار عليه أحد الأصدقاء أن أعمل في معهد التليفزيون بالحصة أتقاضى نحو جنيهان بالحصة أو أن أذهب إلى رئيس الإتحاد الإشتراكي في ذلك التوقيت حسين كامل بهاء الدين وبالفعل إستمع لي الرجل وبعد يومين من المقابلة أبلغني أمين حماد رئيس التليفزيون الراحل بالتعيين.

 

هل ساعدت في إكتشاف وجوه جديدة في التقديم التليفزيوني أو عالم الفن؟

في الحقيقة لقد أثريت مجال التقديم التليفزيوني بنجوم في مجال التقديم التليفزيوني والتي كانت لهم بصمة وعلامات فارقة في مجال التقديم الإعلامي بالتليفزيون المصري حيث يأتي على رأسهم الراحل مفيد فوزي وأحمد شوبير مقدم البرامج الرياضية بالإذاعة والتليفزيون حمدي الكنيسي وسكينة فؤاد وإقبال بركة وجمال الشاعر وأحمد مختار وغيرهم من المذيعين
وفي عالم الفن فكان هناك عدد من المطربين المقربين لي مدحت صالح محمد منير محمد ثروت هاني شاكر وغيرهم من المطربين ولكن في حقيقة الأمر لم أقم بإكتشاف هؤلاء المطربين بل كانت تربطني بهم علاقة صداقة قوية أدت إلى أن أتحيز لهم في كل شيء وللعلم أقدمت على إخراج عدد كبير من أعمالهم.

 

ما هي نوعية الأغاني المفضلة للمخرج جميل المغازي؟

أنا أحب الأغاني الوطنية وتعتبر هي الأغاني المفضلة بالنسبة لي حيث أرى أنها تشكل وجدان الناس فعلى سبيل المثال أغنية “بلدى” لمحمد ثروت وهاني شاكر “أنا من البلد دي” ألحان بليغ حمدي وعدد كبير من الفنانين فقد شاركت بها المطربة أنغام وعماد عبد الحليم، إيهاب توفيق، بجانب مجموعة كبيرة من الفنانين فقد تمتاز الأغاني الوطنية عن غيرها من ألوان الغناء بأن لها معنى وصورة أزلية مثل النيل، الأهرامات والتراث والحاضر في صورة الحداثة في المدن الجديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى