ثقافة
أخر الأخبار

تبدلت حياتها وأصبحت من حسناء إلى مسخة بسبب قبح مظهرها..وتركت التمريض وعملت في السيرك

تعرف علي قصة ماري أن بيفان "الحسناء القبيحة"

في لندن عاصمة المملكة المتحدة، وبالتحديد في شهر  ديسمبر من عام1874ولدت ماري أن بيفان الحسناء القبيحة كما لقبها الجمهور، حين بلوغها العشرين من عقدها أصبحت غاية في الجمال والحسن، حتي أصبحت محط أنظار الكثير من الشباب، الذين بدأوا في التهافت عليها متمنيين نظرة واحدة من عينيها أو الطمع في أن ينالوا رضاها.

بدأت ماري أن بيفان العمل كممرضة في إحدى المستشفيات، وأثناء عودتها إلى المنزل كان يملئوها الفخر، لأنها أنقذت عجوزًا مسناً وطيّبت جراح شابة أخرى، وساعدت ذاك الطفل الصغير في رسم البسمة على وجهه مرة أخرى.

في ذلك التوقيت أعجب بها أحد الشباب والذي كان يعمل بائعا للورد ويدعي توماس بيفان، وتزوجت ماري منه بعد قصة حب طويلة، أثمر هذا الزواج عن إنجاب 4 أطفال.

ولكن الحياة لاتعطي كل شئ فيشاء القدر أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب، لتصبح شخصًا منبوذًا وغير مرغوب فيه، فعند بلوغ “ماري أن بيفان” عمر 32 عامًا، بدأت تظهر عليها أعراض مرض “العمالقة وتضخم الأطراف”، وتغيرت ملامحها تمامًا وأصبح نموها غير طبيعي، وتسبب ذلك في تشوه ملامح وجهها، وفقدان شعرها الطويل، وعينيها الجميلتان أصبحت جاحظتين، وكفيها الصغيران تحولا إلى ضخمين، فضلًا عن طولها الفارع.

كل هذه التغيرات كانت تُسبب لها صداع مستمر وضعف حاد في البصر وآلام في المفاصل والعضلات.

ولم تأتي المصائب فرادا حيث إصطدمت بوفاة زوجها الذي تركها غارقة في بحر الديون، كما تم طردها من العمل بسبب مرضها.

هنا أسدلت الستائر السوداء أمام أعينها، وأدركت أن الغرق في مستنقع الأزمات على وشك ابتلاعها، وأخذت تلعب بها الأقدار، تحاملت ماري على نفسها، حتى تراعي أبناءها وتبحث عن العمل، ومع إحباطها ويأسها واحتياجها المادي، قرأت عن مسابقة كانت تظن أنها طوق النجاة بالنسبة لها وأن الفوز بها سيُغير مجرى حياتها وكفيلًا أن يُسدد جميع ديونها، فاشتركت في مسابقة “أقبح امرأة في العالم”، وربحت الجائزة المُهينة وكانت قيمتها 50 دولارًا فقط.

بدأ إسم “ماري أن بيفان” يلمع في أضواء الشهرة خصوصًا بعدما فازت بالمسابقة وعُرض عليها العمل بالسيرك وكانت مهمتها الأساسية تتلخص في إضحاك الناس حتى لو كان على حساب كرامتها.

تهافتت عليها العروض ليشاهدون أبشع امرأة في العالم ويضحكون عليها، كانت تتألم من الداخل وجسدها ملئ بالجروح والالتهابات الحادة، وكان شرط العمل في السيرك هو أن تمشي على قدميها مسافات بعيدة ليراها الناس ويأتون للسيرك، وبالرغم من مرضها كانت تصمُت من أجل أبنائها.

واصلت “ماري أن بيفان” عملها في السيرك وتغلبت على السخرية والإهانات وتمكنت من تربية أبنائها، وقابلت كل العروض بنفس راضية، فكان الأطفال يقومون بإلقاء الحجارة عليها ويلقبونها بالوحش المُخيف ولكنها كانت تُردد جملة واحدة “أنا بحبكم زي ولادي”.

بالرغم من مرض ماري إلا إنها كانت تحرص دائما على إسعاد جمهورها بالحركات البهلوانية، ولا تبخل في أدائها الاستعراضي فأخذت تسقط وتقوم عدة مرات مما تسبب في إضحاك الجمهور وهتافهم والتصفيق الحار لها، وانتظر الجمهور أن تقوم ماري لتستكمل فقراتها إلا إنها لم تقم فماتت ماري وأسدل الستار عن حياتها وسط دموع محبيها وبكائهم.

ويقول أحد أبنائها بعد وفاتها :”لقد كانت أمي عندما تحضر الخبز لنا وكنا جياع، كانت تبكي طوال الليل، وكانت تقول أشعر إنني لا أستحق أن أكون أمًا صالحة، هل يجب أن أكون جميلة حتى يحترمونني”.

لم تكن «ماري ان بيفان» امرأة جميلة ولكن روحها وإنسانيتها تغلبت على مظهرها وشكلها.

حتي وبعد رحيلها أصبح أسمها يتردد في سرد القصة والحدوته لأخذ العبرة من هذا القدر الأليم وتأكيد مقولة أن الله قادر علي أن يبدل حال بحال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى