أبرز الأثار القبطية في سوهاج دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين “الدير الأبيض”
كتبت : ميار عادل
سوهاج عروس الصعيد ذات التاريخ العريق المليئة بالآثار من كافة العصور التاريخية، عاصمة مصر في عهد الأسرتين الأولى والثانية، وأيضًا بها الأماكن المقدسة مثل “أبيدوس” مركز الحج في عهد المصرين القدماء، ومن نتحدث عليه الدير الأبيض.
في غرب محافظة سوهاج وعلى بعد حوالي 8 كيلو متر في قرية “عمد” يوجد الدير الأبيض، الذي تم البناء على يد الأنبا شنودة ويرجع إلى عام 441م، مشيد من الأحجار الجيرية، ويعرف باسم “دير الأنبا شنودة” رئيس المتوحدين المنشئ له.
لم يبقى من الدير سوى كنيسة مخططة على النمط “البازيليكي” وتعتبر كنيسة مستطيلة الشكل ممتدة من الشرق إلى الغرب، منقوش علي جدرانها الخارجية كرانيس ورسوم ترجع إلي عصر ما قبل الميلاد وتنقسم الكنيسة إلى: صحن، وهيكل وجناحين، ومدخل الدير يتكون من عدد كبير من المداخل في القدم، وقيل أنهم حوالي ستة مداخل ومع تقدم الزمان تم غلق جميع المداخل ليبقى هناك مدخل رئيسي واحد فقط، ويطلق عليه “نارتكس” ويعني المدخل القبلي.
الصحن هو أولى أجزاء الكنيسة يرجع التخطيط إلى النمط المستطيلي، وينقسم إلى ثلاثة أجنحة وأربعة وعشرين عمود، وصفين من النوافذ على الجدار الشمالي للصحن بترتيب الواحد يلي الأخر، ثم ينتهي الصحن جهة الشرق عند وقوع الجزء الآخر من الكنيسة وهو الهيكل، ويعتبر ثاني أجزاء الكنيسة ويتميز بالزخارف التي تغطي هذا الجزء، ويضم خمسة أجزاء، ثلاثة علي نمط المربع وتغطيهم القباب، والاثنين الآخرين هم غرفتين في جهة الشمال والجنوب يقعوا داخل ساحة عرضية في عرض الكنيسة.
شهدت الكنيسة الكثير من الحرائق والوقائع والكوارث الطبيعية منها من مر مرار الكرام ومنها من أحدث أثار كبيرة، لكن بالرغم من كل هذا ظلت راسخة و متماسكة في محافظة سوهاج لتكن من أبر المعالم في المحافظة وما يميزها من العصر القبطي، ويأتون إليها الزوار من جميع أنحاء العالم من مختلف الأديان سنويًا للزيارة ولإقامة الشعائر الدينية.