لقب بـ”موليير العرب” وصنع ثورة في الزجل.. محطات في حياة بديع خيري في ذكرى وفاته
كتبت: مايا حمادة
يعد الكاتب المسرحي والشاعر الراحل “بديع خيري” والذي تأتي ذكرى وفاته اليوم، صانع ثورة في عالم الزجل بنكهة مصرية أصيلة وأحد المؤسسين لفن المسرح العربي، ولد “خيري” في حي المغربلين الشعبي بالقاهرة، دخل الكتاب وكان من حافظي القرآن الكريم، وكتب الزجل في سن مبكر من عمره،
أنهى دراسته بإحدى المدارس الأميرية بالحي، ليتخرج في معهد المعلمين سنة 1905، كتب خيري أول قصيدة له في عمر الثالثة عشرة وكانت بالعامية، دوّنها تحت إسم مستعار “إبن النيل” اختاره لنفسه، إستمر خيري في كتابة القصائد بعدها في صحف “الأفكار والمؤيد والوطن ومصر”، كما عمل في بداياته بهيئة التليفونات المصرية، لإجادته العربية والإنجليزية.
يمتلك ذكاء شديد ليس له مثيل في زمن القرن العشرين الذي عاشه، ترى كثير من الدراسات التي أجريت على المسرح المصري أن “بديع خيري” هو أبرز كتاب المسرح المصري في ذلك الوقت، كما أنه أول من كتب للسينما المصرية سواء في عهد السينما الصامتة أو الناطقة، من خلال تأليفه للحوار والقصة والأغاني، وكان أول أفلامه الصامتة “المندوبان”، بينما كانت أبرز بداياته في السينما الناطقة في أفلام “العزيمة” و”إنتصار الشباب”، عدا عن إنه فنان متعدد المواهب منذ نعومة أظافره، فهو الزجال والكاتب المسرحي المرموق، والممثل والملحن، وبكل هذه المواهب شكل بديع خيري مع نجيب الريحاني أعظم ثنائي مسرحي في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وكان خيري هو السبب بإكتشاف وشهرة نجيب الريحاني بعد أن كان منهمكاً بتأسيس المسرح الأدبي.
أما في عام 1912م تعرف بديع خيري على فنان الشعب سيد درويش، ثم بدأ في تأسيس فن الأوبريت الراقص في مصر، وكان أول عمل من هذا النوع الفني الجديد يحمل آسم “الجنيه المصري”، وفي عام 1917 قبل إنشغاله بتجربته مع الريحاني، وألّف خيري بعض المسرحيات لفرقة عكاشة.
وبعد ذلك سافر نجيب الريحاني وفرقته في جولة فنية إلى البرازيل عام 1924م، فقرر خيري التوجه إلى كتابة المسرحيات للفنان علي الكسار، وكتب له مسرحية “الغول”، وفي أواخر نفس العام أعادت منيرة المهدية تكوين فرقتها من جديد ليكتب لها خيري أوبريت “الغندورة” الذي عرض في بدايات عام 1925 حيث لاقى إستحساناً من النقاد، وكتب لها خيري أوبريت “قمر الزمان”، ثم أوبريتات “حورية هانم” و”الحيلة”.
تزوج خيري من سيدة من خارج الوسط الفني توفيت قبله وأنجب منها أبنائه الثلاثة الأكبر «مبدع» وهو محامي، «نبيل» الأصغر تخرج في معهد السينما، وإبنه الثالث «عادل خيري» الذي أصبح ممثلاُ ووفاته المنية عن عمر 32 عاماً.
يشار إلى أن الفنان المبدع “بديع خيري” غادر عالمنا في الأول من فبراير عام 1966، ليكون علم من أعلام مصر الثقافية والفنية على مدار عقود طويلة.