بين التعجب والأستفهام أسطورة أم حقيقة “عروس النيل”
كتبت: ميار عادل
بالتأكيد مر على مسامعنا حكاية أو أكثر كانت بطلتها عروس النيل، وجميعنا يمر بحالة من الصمت لفهم من هي عروس النيل، وهل كانت حقيقية منذ القدم وتتوارث الحكايات أم إنها أسطورة من وحى الخيال.
في مصر القديمة كانوا يقدسوا النيل بشكل كبير، لأنه مصدر للحياة والخير ويطلقوا عليه الإله “حابي”، ويكون على هيئة رجل عاري الجسد، وطويل الشعر ذو هيئة بدينة، واعتقدوا أنه المتسبب في حركة الفيضانات، بسبب تقلب مزاجه، فوقت يكون منسوب النيل معتدل، وأخر يكون مصاحب بفيضان يغرق البلاد أو تجف المياه نهائيًا.
ومن هنا أصبح المصري القديم يعمل على تقديسه بشكل واسع ويقدم له القرابين والهدايا ليرضى عنه، ومن الأعياد المقامة للنيل “عيد وفاء النيل” يتم به تزيين أجمل فتاة بكر في البلدة وتقدم وهي سعيدة بذلك، بعد أن تم إختيارها من قبل الكاهن الأكبر بإقناعها أنها ستتزوج من إله الخير حبيبها.
وفي إحدى السنوات أثناء العيد لم يبقى سوى فتاة واحدة وهي إبنة الملك، فلم يجد مخرج أخر غير الموافقة، وخادمة القصر عملت على خداع الجميع وصنعت تمثالًا من الخشب على هيئة عروس تشبه الفتاة تمامًا، وتمت المراسم جميعها كما هي وألقى الملك التمثال بيده وقيل الملك ألقى إبنته بيده، وأخذتها الخادمة في بيتها كإبنة لها فهي عقيمة.
كاد الملك أن يموت حزنًا على ابنته، فذهبت الخادمة له وروت ما حدث، فإبتهج الملك وأعطاها الهدايا الثمينة ثم قرر من بعد ذلك إلقاء تمثال خشب بدل من العروس البشرية.
المؤرخين قالوا إن عروس النيل ما هي إلا أسطورة ذكرت على المعابد وسجلت في اوراق المصري القديم لا غير، بدليل أن الديانة المصرية لا تسمح بتقديم قرابين بشرية لأي من الآلهة، لكن مازالت تتردد على الأدباء والكتاب حتى الآن، لكنها كانت وستكون ما هي إلا أسطورة.