كتب: أحمد الجوهري
لمع نجم الفنانة “مديحة يسري” سريعا في عالم الفن وباتت مطلبا لكل صناع السينما، ولكن كان هناك من رآها حب عمره منذ أن شاهد صورتها على غلاف إحدى المجلات حتى صار متيما بها فسلبته قلبه، إنه الأديب الكبير “محمود عباس العقاد”.
أحب العقاد مديحة يسري وكانت في العشرينيات من عمرها وكان هو في الأربعينيات، كانت تعشق الفن والتمثيل ولكنه أراد أن يبعدها عن ذلك الطريق فلم ينجح، أراد تثقيفها وأعطاها كتب لكبار المفكرين كي تقرأها في صومعته وتظل في جوار قلبه.
وطلب منها أن تصنع له بلوفر(صديري) من الصوف كي تظل أمام عينيه، وحين انتهت من البلوفر وأهدته له، كتب فيها قصيدة وقال:-
هنا مكانُ صِدارِكْ هنا، هنا في جِوارِكْ هنا هنا عند قلبي يكادُ يلمَسُ حبي وفيكِ منه دليلٌ على المودةِ. حسْبي أَلمْ أنلْ منكِ فكرة في كلِّ شكّة إبرة وكلِّ عَقْدة خيْطٍ وكلِّ جرّةِ بَكْرة
ولكن كان للفنانة مديحة يسري رأي آخر فلم تبادله الحب ولم ترى فيه إلا صديقا تحترمه وهو ما لم يستوعبه “العقاد” وأصر أن توهب له قلبها كما فعل وأن تعتزل الفن.
ليتفاجئ بها ذات يوم تخبره أنها ستقوم ببطولة فيلم مع “محمد عبد الوهاب” وأنها غيرت إسمها ليصبح بدلا من “هنومة” “مديحة”.
وهنا أدرك العقاد الحقيقة ورضى بالأمر الواقع، لكنه لم يتزوج ولم يحب بعدها إلى أن فارق الحياة.
أما مديحة يسري تزوجت 4 مرات، وكشفت في حوار لها أنها ترتعب من الفئران، وحتى من مجرد ذكر اسمهم وإذا رأت فأرًا لا تنام الليل من الخوف.
ولدت الفنانة مديحة يسري بمدينة القاهرة في 3 ديسمبر عام 1921، وبرغم بشرتها السمراء، كانت تتميز بجمال لافت منذ صغرها، وامتازت بالأناقة والبساطة في ملابسها التي كانت أحد أسرار جمالها.
استطاعت مديحة يسري في وقت بسيط أن تحفر اسمها في عالم السينما، وكان أول دور لها مع الفنان محمد عبد الوهاب انطلاقة واسعة للنجومية.
من بعدها توالت أعمالها مع النجوم الكبار ومنهم “عماد حمدي، أنور وجدي، فريد الأطرش، محمد فوزي”، وغيرهم من نجوم الفن والطرب، الذين كانوا يعتبرون سمراء النيل عاملا رئيسيا لنجاح أي عمل فني.