في ذكرى وفاتها.. مواقف وطنية مشرفة سجلتها أم كلثوم خلال مسيرتها الفنية
كتبت: مايا حماده
سعت دائمًا الفنانة الراحلة “أم كلثوم” تقديم الأغاني الوطنية في حب مصر بلدها، كجزء من حياتها الفنية والتي كانت عبارة عن ملحمة وطنية
فهي سيدة الغناء العربي ولم ينازعها أحد في مساحتها الخاصة، حيث سجلت كوكب الشرق الكثير من المواقف الوطنية لاسيما ودورها في المجهود الحربي عبر أغانيها منها الأغنية التي اطلقتها “راجعين بقوة السلاح” إضافة إلى ما سجلته من أغاني حماسية للجنود المرابطين على الحبهات حتى تنسى الناس آلام عام النكسة النفسية والمعنوية وصولاً لانتصار أكتوبر 1973.
يقول الباحث في الشأن الموسيقي “كريم جمال” في حديث له بإحدى اللقاءات، أن “أم كلثوم” أصيبت بحزن شديد جراء النكسة عام 1967 وأنها لم تغادر فيلتها لمدة أسبوعين ولاتتحدث مع أحد وقررت حينها التبرع بمبلغ 20 ألف جنيه استرليني تلقته من دولة الكويت نظير إذاعة بعض حفلاتها هناك، مضيفاً أن احداً لم يكن يعرف بأن أم كلثوم تبرعت بهذا المبلغ للخزانة المصرية إلا بعد تسريب أحد العاملين بالمالية المصرية صورة للشيك المتبرعة به.
أسست أم كلثوم مؤسسة أطلقت عليها “هيئة التجمع الوطني للمرأة المصرية” هدفها إسعاف الجنود المصابين وتوحيد صف سيدات مصر في حملة دعم المجهود الحربي محاولة منها شحذ الهمم وترميم المشاعر الوطنية وتعبئتها خصوصاً للمرأة المصرية.
ووفق الكاتب “كريم” نجحت كوكب الشرق في جمع 100 كيلو جرام من الذهب خلال 3 اشهر سخرتها لخدمة المجهود الحربي وتغذية الاحتياطي النقدي المصري كبديل للعملة الصعبة، عدا عن تقديمها 4 حفلات في مصر من أصل 24 حفلة كان من المقرر إقامتها، بالتوازي مع العروض الخارجية التي فضلت الغناء بالخارج لجمع العملة الصعبة لصالح المجهود الحربي وغيرها الكثير من المبادرات بمبالغ ضخمة قدمتها في تلك الفترة للهدف ذاته.
ونهايةً دعمت الراحلة “أم كلثوم” بشكل هام المجهود الحربي بمخزون سمعبصري مؤثر وفعال و لمدة عام ونصف العام أعات غناء أغنياتها الشهيرة من الارتجال الخاص بها لحناً وغناءً، مساعد بذلك في انتشار تلك الاغنيات الشبكة العنكبوتية.
يذكر أن الفنانة الراحلة “أم كلثوم” رحلت عن دنيانا يوم 3 فبراير 1975، بعد رحلة امتدت لنحو 50 عاماً في نشر وتقديم الطرب العربي الأصيل وإحياء الحفلات الجميلة في كل أصقاع العالم العربي