مجتمع

وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في قمة داكار وجلسة الحلول التمويلية

كتبت: رباب سعيد 

على هامش مشاركة السيد الدكتور محمد شاكر المرقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في القمة الثانية للإتحاد الأفريقي بداكار تحت رعاية فخامة رئيس السنغال ماكي سال – الرئيس الحالي للإتحاد الأفريقي، حيث تم دعوة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة وروّاد الأعمال ورؤساء المجموعات الإقتصادية الإقليمية”RECs” والمستثمرين الأفارقة والدوليين ومؤسسات تمويل التنمية وشركات القطاع الخاص.

 

وشارك الدكتور شاكر في جلسة عالية المستوى تحت مسمى “الحلول التمويلية من أجل تسريع الوصول للطاقة في أفريقيا”، حيث أوضح الوزير أنه تم تحقيق خطط الوصول الشمول الكهربائي مع مراعاة الإستدامة وتغير المناخ بمضاعفة مصر قدرتها بأكثر من ثلاثة أضعاف من 20 جيجاوات إلى 60 جيجاوات خلال ٩ سنوات.

 

وأفاد المرقبي أنه وفقًا لآخر تقرير يخص الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة بشأن التقدم المحرز في مجال الطاقة، والذي تم إعداده بشكل مشترك من قبل: الوكالة الدولية للطاقة (IEA) ، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) ، والأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، فإنه طبقاً لإجمالي عدد سكان مصر فإنه كان بالإمكان الوصول إلى مصادر طاقة موثوقة منذ عدة سنوات، لذلك بدأ قطاع الكهرباء المصري في التحول إلى مصادر للطاقة الكهربائية منخفضة الكربون، حيث يعتمد بشكل أساسي على استغلال موارد الطاقة المتجددة والمساهمة بشكل كبير في تحسين كفاءة الطاقة وتأمين الإمداد بالكهرباء وتقليل الانبعاثات.

وإستعرض وزير الكهرباء شاكر المرقبي الإنجازات المصرية في مجال الانتقال للطاقة النظيفة، حيث قام قطاع الكهرباء المصري بإضافة قدرات تعادل 28 جيجاوات إلي الشبكة الكهربائية بهدف تلبية الطلب المتزايد علي الطاقة، وقد تم ذلك بداية عام 2014.

كما أضاف الوزير بأن مصر غنية بمصادر الطاقة المتجددة وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية مما يؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة، ويبلغ إجمالي القدرات المركبة من الطاقة المتجددة حاليًا حوالي 6100 ميجاوات (مائية – طاقة الرياح – شمسية)، و بحلول نهاية عام 2025 ستصل القدرات الإجمالية من الطاقة المتجددة إلى 10 جيجاوات.

وتمت الموافقة على “إستراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة لعام 2035″، حيث ستصل حصة الطاقة المتجددة في مصر من مزيج الطاقة إلى 42٪ بحلول عام 2035، حاليًا يتم تحديث استراتيجية الطاقة حتى عام 2040 في ضوء التطورات العالمية المتعلقة بالطاقة المتجددة وتطوير تقنيات تخزين الطاقة والاتجاه الجديد نحو الهيدروجين الأخضر.

وتابع المرقبي أن استراتيجية مصر تعتمد على الانتقال إلى الشبكات الذكية، والتي ستساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الكهرباء وتقليل انبعاثات الكربون بالإضافة إلى تقليل الاستثمارات المطلوبة للبنية التحتية في الشبكات الكهربائية.

 كما يتم حالياً النركيز على تحسين وتطوير شبكات النقل والتوزيع بما في ذلك المحطات الفرعية ذات الجهد العالي ومراكز التحكم، حيث يعمل قطاع الكهرباء المصري على تعديل الشبكات لتتمكن من تفريغ الكهرباء من مشاريع الطاقة المتجددة، وخلال الفترة (2014 – 2022) تم إضافة خطوط نقل جديدة بقدرة 500 ك.ف بطول إجمالي 4613 كم مما يمثل زيادة بنسبة 150٪ مقارنة بحالة الشبكة في عام 2014.

بالإضافة إلى إضافة 21 محطة محولات على جهد 500 ك.ف. ك.ف بسعة إجمالية 33375 م.ف.أ بزيادة قدرها 340٪ عن حالة الشبكة عام 2014.، وبلغ إجمالي الاستثمارات في تقوية وتحديث شبكة النقل من 2014 إلى 2022 حوالي 85 مليار جنيه.

 

ويشار إلى أنه من أجل تطوير شبكة النقل على المدى الطويل، نقوم حالياً بدراسة التعاون مع الجانب الألماني لإنشاء green corridor بهدف خدمة القطاعات الإستراتيجية مثل الهيدروجين الأخضر وتحلية المياه ومشاريع البنية التحتية الضخمة ودمج جميع مصادر الطاقة المتجددة الحالية والمستقبلية في شبكة موحدة. 

بالإضافة إلى مبادرة حياة كريمة، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2 يناير 2019، والتي تهدف إلى توفير حياة كريمة للفئات الأكثر إحتياجاً في جميع أنحاء البلاد.

وفيما يخص تشجيع مشاركة القطاع الخاص، أفاد الوزير بأنه تم تبني برنامج واسع النطاق لتشجيع مشاركة شركات القطاع الخاص في مشاريع قطاع الطاقة، مثل إصلاح قطاع الكهرباء، وقد تم التعجيل به في السنوات الأخيرة حيث تم فصل شركات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء بشكل كامل، كما تم إتخاذ العديد من الإجراءات في هذا الصدد مثل إعتماد قانون جديد للكهرباء ، وعمل إصلاحات في الإطار التنظيمي والإعانات.

 كما تم إتخاذ الكثير من الإجراءات والحوافز لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشاريع القطاع مثل إتاحة المعلومات المتعلقة بأطلس الشمسي والرياح لجميع المستثمرين.

توفير دراسات تقييم الأثر البيئي تدبير الضمانات اللازمة والصادرة عن وزارة المالية الرسوم الجمركية على جميع المواد والمعدات المستوردة لا تتجاوز 2٪.

 ونتيجة لهذه الإجراءات، يتم إنشاء سوق كهرباء أكثر تنافسية لتشجيع مشاركة القطاع الخاص، إستعرض سيادته قصة نجاح مجمع بنبان للطاقة الشمسية، حيث شارك 32 مستثمرًا دوليًا ومحليًا في بناء واحدة من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم وتقع في مكان واحد بإجمالي قدرات 1465 ميغاوات، و بإجمالي استثمارات حوالي 2 مليار دولار.

وأضاف الوزير أن فعاليات مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ بشرم الشيخ (COP27)، تم توقيع 3 مذكرات تفاهم مع شركات محلية وعالمية في مجال مشاريع طاقة الرياح من أجل إضافة 28 جيجاوات من طاقة الرياح، بسعر شراء يعادربابل 2.4 سنت دولار، 

حيث ستسرع هذه الإتفاقيات الجديدة من تحقيق أهدافنا المتمثلة في حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل إلى 42٪ بحلول عام 2030 بدلاً من 2035.

وأشار الوزير أنه تم إطلاق المنصة المصرية لبرنامج Nexus للمياه والغذاء والطاقة تحت مسمى “نوفي” (NWFE) في يوليو 2022، ويهدف البرنامج إلى تسريع الأجند الوطنية للمناخ من أجل دعم التحول الأخضر في مصر الذي يعكس الترابط والتكامل بين العمل المناخي وجهود التنمية، يهدف برنامج “نوفي” إلى إيقاف تشغيل 5000 ميجاوات من سعة توليد الطاقة التقليدية الحالية والتي تعمل بالنفط والغاز وتسهيل إستثمارات تزيد عن 10 مليار دولار أمريكي لدعم تركيب 10000 ميجاوات من الطاقة المتجددة.

يعد برنامج “نوفي” نموذجًا وطنيًا لتعبئة تمويل المناخ والإستثمارات الخاصة لمشاريع التكيف والتخفيف، من خلال طرائق تمويل مبتكر

وعقدت هذه القمة في مركز عبده ضيوف الدولي للمؤتمرات في مدينة داكار – السنغال، بتنظيم من وكالة التنمية للإتحاد الأفريقي AUDA – NEPAD، وتم مناقشة تمويل مشروعات البنية التحتية لأفريقيا، تماشياً مع برنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا “PIDA” الذي تم تدشينه في عام 2012 وأجندة الإتحاد الأفريقي لعام 2063، وذلك من أجل دعم التحول الإقتصادي والتكامل الإقليمي لأفريقيا.

وجدير بالذكر أنه تم عقد قمة داكار الأولى في عام 2021، حيث تم تقديم حلولاً متضافرة لتسريع وتيرة تنفيذ المرحلة الثانية لخطة العمل ذات الأولوية لبرنامج تطوير البنية التحتية في أفريقيا “PIDA-PAP2″، حيث إعتمد مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي خطة العمل للـPIDA-PAP2 المتضمنة عدد (69) مشروع بإستثمارات تقدّر بنحو (160) مليار دولار تغطي قطاعات الطاقة والمياه والنقل والطيران المدني وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، ومن بين هذه المشروعات المشروعان المصريان للربط الكهربائي الإقليمي (الربط الكهربائي الإقليمي بين مصر والسودان كمرحلة أولى من الربط الكهربائي لمنطقتي شرق وجنوب القارة الأفريقية باستخدام حرم طريق القاهرة – كيب تاون الربط الكهربائي الإقليمي بين مصر وليبيا كمرحلة أولى للربط بين دول شمال أفريقيا وفي مرحلة متقدّمة الربط الكهربائي لأفريقيا أوروبا).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى