مُنِحت وسام “نجمة القدس”.. أبرز المواقف الوطنية لنادية لطفي
كتبت: سارة محمد الباجوري
بعد مرور عامين على رحيل فاتنة الشاشة المصرية “نادية لطفي”، لازال الجمهور يتذكرها بأعمالها ومواقفها، ولكن ما أُخفى عن جمهورها هي مواقفها الوطنية والسياسية الكثيرة.
فكان تاريخها حافل بنضال سياسي يثبت مدى إنتمائها لوطنها مصر ولعروبتها، فكان لها مواقف من بداية العدوان الثلاثي على مصر 1956، حيث سجلت 40 ساعة تصوير في النجوع المصرية لتجمع شهادات الأسرى في حرب 1956، 1967، وعبرت عن حزنها من إهمال نشر صورها مع الجنود لتساهم في رفع الروح المعنوية.
كما ساهمت بعمل فيلم بعنوان “جيوش الشمس” سجلت من خلاله شهادة المصابين والجرحى من الجنود عن الحرب بمشاركة المخرج شادي عبد السلام.
وكانت نادية لطفي مسئولة اللجنة الفنية أيام حرب الاستنزاف، وقامت بمبادرات عديدة لدعم القوات المسلحة، ونظمت زيارات على الجبهة للجنود لرفع الروح المعنوية لديهم، كما تطوعت في التمريض أثناء حرب أكتوبر 1973، وتركت أعمالها الفنية وتفرغت لخدمة الجنود، ونقلت إقامتها لمستشفى القصر العيني أثناء فترة الحرب.
وفور تحقق النصر في حرب أكتوبر أُصيبت بإنهيار عصبي لأنها لم تصدق الخبر، وأعربت عن أسفها واستنكارها لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2017 حينما أعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعترفت بأن القرار ليس مفاجئ ولكنها عبرت عن حزنها لهذا القرار.
ولم تكن داعمه للقضية المصرية فحسب، فكان دعمها للقضية العربية بأسرها، حيث دعمت فدائيين الثورة الفلسطينية في اليمن والجزائر، كما قضت حوالي أسبوعين في لبنان عام 1982 أثناء حصار بيروت، فأنخرطت في صفوف المقاومة الفلسطينية، أثناء الإجتياح الصهيوني لبيروت، وإستطاعت رغم الصعوبات وتعرضها لخطر الموت أكثر من مرة أن تسجل بكاميرتها كل ما حدث أثناء الحصار ونقلته لمحطات تليفزيونية عالمية.
ولإستكمال دعمها للقضية الفلسطينية قامت بزيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أثناء فترة الحصار الصهيوني، وكرمها الرئيس ياسر عرفات حينما جاء لمنزلها وقام بإعطائها شاله تقديرًا لموقفها، لأنها تعد الوحيدة التي قامت بزيارته أثناء الحصار.
وبعد تكريمها من الرئيس الراحل ياسر عرفات أعتذرت عن دعوة تكريمها التي تلقتها من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث عبرت عن سعادتها بالمشاركة في دعم القضية الفلسطينية التي هي في حقيقتها قضية كل العرب، ولكنها فخورة بتكريمها من الرئيس ياسر عرفات الذي ذهب لمنزلها، وترى أن شاله كافيًا بالنسبة لها ولا يعادله أي تكريم آخر.
ولازالت مكتبتها تحتفظ بـ 25 شريط فيديو لوقائع حقيقية عاشتها، وأعدت كتاب وثائقي يسجل الحروب التي تعرض لها العالم العربي بداية من 1956 لعام 2003، وخصصت الكتاب للحديث عن دور الفن في الأحداث والحروب التي وقعت على مصر، ودور الفنانين في دعم القضايا الوطنية.
وتقديرًا لجهودها في دعم القضايا العربية، ودعمها الواضح للقضية الفلسطينية، منحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام “نجمة القدس” عام 2019، أثناء زيارته لها بمستشفى المعادي العسكري.