أعنف زلزال بتاريخ تركيا.. إنتهى بمقتل نحو 33 ألف
كتبت: ساندي عياد
إهتز العالم اليوم على وقع أخبار الزلزال الذي ضرب أنحاء من تركيا وسوريا، وأسفر عن سقوط آلاف القتلى وآلاف الجرحى حتى الآن.
وبتصريحاته، أشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لهذا الزلزال واصفاً إياه بأكبر الكوارث التي شهدتها تركيا بعد زلزال أرزنجان (Erzincan) عام 1939.
ويصنف زلزال أرزنجان كأعنف زلزال بتاريخ تركيا الحديث، أي عقب إنهيار الدولة العثمانية وقيام جمهورية تركيا الحديثة، حيث خلف الأخير دمارا هائلا وحصد أرواح عدد كبير من الأشخاص 7.8 درجة على مقياس ريختر.
يصنف فالق شمال الأناضول بتركيا كفالق نشط يمتد على طول الحدود الرابطة بين الصفيحة التكتونية الأوراسية ونظيرتها التكتونية الأناضولية ويمتد هذا الفالق على مسافة 1600 كلم من شرق تركيا وصولا لبحر مرمرة.
وبسبب فالق شمال الأناضول النشط، شهد إقليم أرزنجان خلال الألف عام الأخيرة ما لا يقل عن 11 زلزالاً ذات قوة تدميرية هائلة وما بين عامي 1942 و1967، كان هذا الفالق لوحده وراء 6 زلازل تجاوزت شدتها 7 درجات على مقياس ريختر.
وخلال فترة عاش أثناءها العالم على وقع إندلاع الحرب العالمية الثانية عقب غزو الألمان لأراضي بولندا، إهتز إقليم أرزنجان في حدود الساعة الواحدة وسبع خمسين دقيقة ليلا، حسب التوقيت المحلي، يوم 27 ديسمبر 1939 على وقع زلزال مدمر بلغت شدته 7.8 درجة على مقياس ريختر.
ومع وجود مركزه بالقرب من مدينة أرزنجان، عاصمة إقليم أرزنجان، إمتد هذا الزلزال غربا لمسافة 400 كلم مخلفا المزيد من الدمار بالمناطق المحاذية.
وبسبب شدته، خلف زلزال أرزنجان موجات تسونامي بالبحر الأسود تراوح ارتفاعها ما بين متر و3 أمتار.أكثر من 33 ألف قتيل
إلى ذلك، دمر زلزال أرزنجان أكثر من 116 ألف مبنى وبسبب الشتاء والحالة الجوية السيئة، تعطلت جهود الإغاثة وإفتقر الناجون في البداية لجانب هام من المساعدة.
بادئ الأمر، تحدثت السلطات التركية حينها عن مقتل حوالي 8 آلاف شخص بسبب هذا الزلزال وباليوم التالي، إرتفعت تقديرات عدد القتلى لتبلغ حوالي 20 ألفا وخلال نفس ذلك اليوم، شهدت المنطقة موجة برد قاسية وقد قدرت درجة الحرارة بالمناطق المنكوبة حينها بنحو 22 درجة تحت الصفر.
إلى ذلك، أعلنت السلطات التركية حينها حالة الطوارئ بالمنطقة قبل أن تباشر بعملية إنقاذ عاجلة وخلال شهر يناير 1940، إرتفع عدد الضحايا ليقارب 33 ألف قتيل، توفي جميعهم إما بسبب الزلزال بشكل مباشر أوs بسبب البرد القارس والعواصف الثلجية عقب فقدانهم منازلهم، إضافة لأكثر من 100 ألف جريح.
عقب هذا الزلزال المدمر، إتجهت تركيا بالسنوات التالية لإعتماد أنظمة بناء مهيأة لمقاومة الزلازل بهذه المنطقة من جهة ثانية، تعرضت مدينة أرزنجان لأضرار جسيمة دفعت السلطات للتخلي الموقع القديم وتشييد مستوطنة جديدة للأهالي شمالا.