مجتمع

في ذكرى ميلادها… “مي زيادة” نابغة من نابغات العرب بإبداع صحفي وأدبي

 

كتبت: مايا حماده

عاشت الأديبة “مي زيادة” حياة ثقافية متفردة وأمجاد أدبية لم تعشها سابقًا أديبة عربية برأيي نقاد ومؤرخي الأدب، وبجانب اتقانها عدة اللغات، تمتعت مي بعطاء إبداعي لسنوات طويلة رغم احساسها المتضخم بالاضطهاد والمعاناة، فحصدت مع الوقت شهرة واسعة في أوساط أرفع طبقة من الكتاب والمفكرين في مصر ولبنان وسوريا والعالم العربي بأكمله.

ولدت “ماري” أو مي زيادة في مثل هذا اليوم 11 فبراير 1886م لأب لبناني هاجر إلى الناصرة بفلسطين ومن أم سورية، وتعدد البلدان التي تنتمي لها الكاتبة جعلها تأخذ حيزا خاصا في مجال الادب والفكر، حيث تعتبر مصر هي البلد الذي شهد ولادتها الفكرية والأدبية.

هاجرت “مي” مع والديها إلى مصر عام 1907 وبرز أسمها فيها وبقيت حتى آخر لحظة من حياتها متيمة بها ومعترفة بفضلها، وبحسب المصادر التي تناولت حياتها تؤكد أن اللهجة المصرية كانت غالبة على لسانها.

وكثيراً ماتحدثت “مي” عن البلد التي تمثل لغتها فقالت: “عادت روحي إلى مصر فدعوني أجلس وراء تلك الرمال حيث يقطن السكون غير المتناهي، دعوني أنفرد في وحدة الأفق، وأناجي أبا الهول” ومن هناك بدأت بنشر إبداعتها في “المحروسة” التي أصبحت ملكاً لأبيها لتستلم بعده رئيسة تحريرها عام 1929.

برز نشاط “مي” في الصحافة والأدب في عدة صحف منها “الأهرام، والهلال، والمستقبل، والمقتطف” ونشرت أول ديوان لها بالفرنسية عام 1911.

أهم كتبها “باحثة البادية” وهو عن الأديبة المصرية ملك حفني ناصف والذي لاقى أثر جوهري في شهرة مي بين أوساط النخبة المثقفة ، وكتاب “سوانح فتاة” وهو تجميع لبعض مقالاتها وبحوثها التي نشرتها في الصحافة وأثارت إعجاب الكثيرين من المثقفين، عدا عن كتاب “كلمات وإشارات” وهو كتاب صغير يحوي خطباً لها، في نوادٍ ثقافية بمصر وغيرها الكثير من الكتب الثمينة.

غير أن حياة مي تدهورت بمآسي زعم البعض منها لأسباب معينة أصابتها بالجنون فتم استدراجها إلى لبنان وزجها في مصحة عقلية في ثلاثينيات القرن الفائت، لتنتهي حياتها بعد رحلة نموذجية أدبية تردد صداها في العالم العربي والغربي بتاريخ 19 أكتوبر عام 1941 في القاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى