“نور الشريف”… لايزال يشكل علامة فارقة في الفن
كتبت : مادونا عادل عدلي
نتذكر اليوم الجمعة الـ 28 من أبريل ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل نور الشريف الذي يعتبر أحد أهم الفنانين في تاريخ مصر والعالم العربي لما قدمه من بصمات عديدة خلال مسيرة طويلة ارتبط فيها ببطولات على مستوى السينما والدراما ليصنف أنه أحد أهم الفنانين بفضل موهبته الكبيرة وثقافته الهائلة.
وخلال التقرير التالى نسلط الضوء على واحد من أهم أعمال الفنان الراحل نور الشريف، وهو مسلسل لن أعيش في جلباب أبى الذى يعتبر من أهم روائع الدراما المصرية، في تاريخها، ولا يزال إلى الآن يحظى بنسب مشاهدة كبيرة في العالم العربى كله مع كل إعادة عرض له.
من هو نور الشريف
محمد جابر محمد عبد الله الشهير ب نور الشريف ولد يوم 28 إبريل عام 1946 فهو ممثل ومنتج ومخرج حيث يُعتبر واحدًا من أبرز المُمثلين في تاريخ السينما المصرية الحديثة، وأهم من جسد الشخصيَّة المصريَّة بِكُل أشكالها الاجتماعيَّة على شاشة السينما.
قدَّم خلال مشواره الفني الطويل العديد من الأعمال الهامة في تاريخ السينما، والتلفزيون، والمسرح، وحصل على العديد من الجوائز حتَّى لقِّب بـ«صائد الجوائز».
كما لهُ سبعة أفلام في قائمة أفضل 100 فيلم مصري حسب استفتاء شارك فيه العديد من النُقاد المصريين سنة 1996.
وُلد في حي السيدة زينب وتُوفي والده بعد مولده بأقل من سنة واحدة، وتزوجت والدته وسافرت مع زوجها إلى السعودية وتولَّى أعْمامِه تَرْبِيته هو وشَقِيقتُه الوحيدة «عواطف».
التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه سنة 1967 بتقدير امتياز، وكان ترتيبه الأوَّل على دفعته. تزوج من الفنانة بوسي سنة 1972، وانفصلا سنة 2006، ثم عادا مرة أخرى سنة 2015 أثناء مرضه، ولهُ ابنتان هما سار ومي
فلا يزال نور الشريف يشكل علامة فارقة فى تاريخ الفن بأعماله التى لا تزال تعيش بيننا، ولا يزال رحيله يؤلم جمهوره ومحبيه، خاصة أن موهبة نور الشريف موهبة فريدة وتنبأت له الصحافة بمستقبل باهر مع أول ظهور له، وهو ما شهد عليه عدد مجلة آخر ساعة وتحديدًا يوم 12 يونيو من عام 1968، حيث أعلنت المجلة عن بزوغ نجم جديد فى عالم الفن
حيث كان ما زال يخطو أولى خطواته الفنية، ولفت إليه الأنظار بموهبته التى تفرد بها عن غيره من أبناء جيله، فجمع بين الوسامة والثقافة، إنه نور الشريف الذى بدأ من ملاعب كرة القدم حتى وجد ضالته على خشبة المسرح، وفى السطور التالية ننشر ما كتبته الناقدة والكاتبة الصحفية إيريس نظمى.
كشف المقال الذى كتبته إيريس نظمى أن المخرج كمال عيد كان يستعد لإخراج مسرحية “روميو وجولييت” لشكسبير، وكان حائرًا فى البحث عن البطل روميو، وعندما شاهد نور انتهت حيرته وأسند إليه دور البطولة، وهو مازال طالبًا فى المعهد العالى للفنون المسرحية، ولكن سوء حظه أن المسرحية لم تعرض، إلى أن تخرج وتم اختياره معيدًا بالمعهد فى قسم التمثيل.
جاء المقال بعنوان: “لاعب الكرة الذى أصبح نجمًا“
وكتب فى متنه: زمان كان جواز المرور إلى عالم الفن بالنسبة لأى ممثل أن يكون وسيما فقط، وأن تكون الممثلة هى ست الحسن والجمال، لكن الصورة تغيرت هذه الأيام فلا مانع من أن يكون الممثل وسيما ولا من أن تكون الممثلة هى ست الحسن والجمال، لكن هناك شرطا أهم من ذلك كله، هذا الشرط هو الموهبة والدراسة والثقافة.
وأحدث الوجوه الجديدة التى شاهدتها فى الفترة الأخيرة هو الممثل نور الشريف وقد شاهدته لأول مرة في دور “كمال” فى فيلم قصر الشوق، وأحسست أنه لا يمثل ولكنه كان يؤدى دوره بطبيعية مطلقة .
إن نور الشريف إلى جانب أنه وجه مريح ومقبول ومعبر قد درس فن التمثيل فى معهد الفنون المسرحية، والغريب أن نور الشريف – وهذا ليس اسمه الحقيقى – كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم معروفا، وكان يجرى فى الملاعب ويلهث وراء الكرة ويحلم بمجد ونجاح الرياضيين المعروفين.
كانت أحلام – محمد جابر – وهذا اسمه الحقيقى – تتركز فى الكرة فقط، إلى أن دخل معهد التمثيل فتغير مجرى حياته وأصبحت خشبة المسرح حلمه الحقيقى وأمله الذى يتطلع إليه . ترك الملعب الواسع الكبير واختار خشبة المسرح المحدود ليجرى ويتحرك عليها. وهو فى الحالتين يجد الجمهور الكبير الذى يصفق للعمل الجديد، سواء فى الملعب أو على خشبة المسرح والجمهور يعجب دائما بالدور الناجح.
واختتم المقال؛ إن الكثيرين تبهرهم أضواء الفن فيجرون وراءها ثم يسقطون فجأة فى الطريق والسبب أنهم بلا موهبة، ولا ثقافة ولا دراسة، وكما قلت إن الممثل الجديد لم يعد يكفى أن يكون وسيما بل لابد أن يكون موهوبا قبل كل شيء، وأعتقد أن نور الشريف من هذا النوع ممثل يمكن أن يتطور وأن يتقدم بخطوات واسعة لو وجد الفرص الكافية.
وفاة نور الشريف
تُوفي نور الشريف في يوم الثلاثاء الموافق 11 أغسطس 2015، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة عن عُمر يناهز 69 سنة.