ثقافة

الدعم النفسي وكيفية تخفيف الألم للمصابين بالأمراض المزمنة

 


كتب : حسني مبارك


الأمراض المزمنة هي الأمراض التي تستمر مع الإنسان فترة زمنية كبيرة وربما تستمر معه طوال حياته، حينها يتغير نمط حياته من المأكل والمشرب وتناول العقاقير الطبية والتي ربما يحتاج أن تكون لديه في البيت والعمل والشارع 

 

يحتاج الإنسان في هذه الأحوال إلى الدعم النفسي من المحيطين به ويجب عليهم أن يكونوا متفهمين للتغييرات التي تطرأ عليه من تقلبات مزاجية وانفعالات ونوبات هلع وخوف وغضب. إن منح النفس وقتًا لمعالجة الوضع الجديد وتقبله يعد من الأمور الضرورية للتأقلم مع التغييرات الحياتية التي تنتج عن الأمراض المزمنة والأحداث الصحية الخطيرة.

 


يحتاج الإنسان الطبيعي إلى الدعم النفسي وسماع كلمات التشجيع وذلك بما يسمى ” رفع الروح المعنوية” هذا بدوره يجعل الإنسان يعيش حالة من السعادة والنشوة وتزيد لديه الطاقة الإيجابية ومعدلات التفكير والإبداع في شتى مجالات حياته.
عندما يكون الإنسان مصابا بمرض حاد وبسيط كالأنفلونزا او أي ألم بعضو من أعضاء الجسم، فأنه يعلم بأن ما يمر به هو أمر مؤقت وسوف يزول في غضون أيام مع تناول بعض العقاقير الطبية الموصوفة له من طبيب مختص. ولكن السؤال .ماذا لو تم تشخيصك بمرض مزمن او خطير وسوف يؤثر عليك تأثيرا كبيرا؟! في هذه الحالة الوضع يختلف إختلافا كليا وجذريا .

 


كما أن الوعي الذاتي وتحليل الشخصيات والتطور الفكري لفهم الموضوعات المختلفة يساعد في مواجهة مثل هذه الأمراض المزمنة، ولا شك أن أصحاب هذه الأمراض يكونون مرهفي الحس ويتأثرون بكل العوامل الخارجية والظروف المحيطة بهم

فمثلا أصحاب مرض السرطان الذين يشعرون بالوحدة وعدم الإهتمام ممن حولهم وليس لديهم دعم اجتماعي تزيد لديهم فرص الوفاة بسبب هذا المرض بنسبة 60% خلال 10 سنوات من تشخيصه بالمرض وحتى في نجاح العلاج في مراحله الأولى. فيما أظهرت دراسات اخري بأن الاشخاص المصابين بهذا المرض والذين لديهم دعم إجتماعي من الأزواج بإعتبارهم الأقرب صلة بالمريض يقلل خطر الوفاة بنسبة 20 %، وهذا يؤكد لنا أن الدعم المعنوي للمريض يسبق كل شيء فهو الطريق للدعم الطبي والنفسي .


ونرى دائمًا أن الكلمة الطيبة صدقة وهي كثيرا ما تغير مجريات الأمور الحياتية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى