مجتمع

مشكلات التنشئة الإجتماعية وأثارها على البيئة والمجتمع

كتب: حسني مبارك

 

التنشئة الإجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها تحويل الطفل من كائن بيولوجي إلى شخص إجتماعي وهي عملية مستمرة تبدأ منذ ميلاد الإنسان وحتى وفاته مرورا بمراحله المختلفة داخل الأسرة والمدرسة والجامعه ثم بيئة العمل والمواقف الاجتماعية والحياتية التي يتعرض لها الانسان طوال حياته والتي تكسبه مهارات وثقافات مختلفة تؤثر فيه ويتأثر بها

 

وتتعدد المشكلات الناتجة عن التنشئة الإجتماعية نتيجة إتخاذ الأسرة سلوكيات خاطئة في تربية الأطفال مما ينتج عنه مشكلات كثيرة نستعرضها فيما يلي.

 

السرقة

 

السرقة ليست حدثا منفصلا أو قائما بذاته وإنما هي سلوك كامن يعبر عن حاجات نفسية داخل الفرد، وقد تكون دوافع السرقة ظاهرة وشعورية ومباشرة وعلى النقيض يمكن أن تكون غير مباشرة ولا شعورية وأيضا قد تكون السرقة نتيجة لعوامل نفسية أو بيئية أو لإشباع دوافع جسمية.

 

كأن يسرق الطفل ليعوض الحرمان الذي يعيشه داخل الأسرة، وقدة يسرق أيضل انتقاما من الأخرين او تعويضا لعطف مفقود وقد يسرق الطفل المدلل لتعوده على الأخذ دون العطاء فدوافع السرقة كثيرة جدا مثل القسوة والحرمان او محاولة لإثبات وجود الشخص لنفسه داخل اسرته والمجتمع .

الكذب

هو إخبار للشي بعكس ماهو عليه وفي الحقيقة الكذب سلوك إجتماعي غير سوي ينتج عنه الكثير والعديد من المشكلات المجتمعية وأحيانا تؤدي الى جرائم خطيرة نتيجة هذا الكذب، وهو من أقصر الطرق الى النار يوم القيامة وحذرت منه وحرمته جميع الأديان ونهانا عنه حضرة النبي محمد ﷻ

 

 

 

فقال “وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا”. وتتعدد العوامل التي تؤدي الى الكذب ومنها الخوف من العقاب ومشاعر النقص والدونية والتعويض عن العجز وعدم التوافق بين الأقران ومحاولة جلب انتباه الأخرين والغيرة والحقد على الاخرين والرغبة في الإنتقام او محاولة التقرب والتودد .

الخوف

الخوف هو انفعال شائع بين الأطفال تتعدد أشكاله وطرق التعبير عنه والتي تؤثر تأثيرا واضحا في بناء ونمو شخصية الطفل، والخوف يدخل في غالبية الإضطرابات الانفعالية والسلوكية والإجتماعية والإنحرافات واضطراب الشخصية.

 

يكون الخوف طبيعيا عند حد ومستوى معين وهو أمر ضروري لحماية الفرد من اي خطر يهدد حياته ويدفع الفرد للعمل واتخاذ السلوك النافع، وقد يكون الخوف مرضي وغير عادي مثل الفوبيا او الخوف من الأماكن المغلقة والمرتفعة او المظلمة او الخوف من بعض الحيوانات او الخوف من الموت وما إلى ذلك

 

والخوف المرضي يؤثر تأثيرا سلبيا على الإنسان وتبعث في نفسه الفزع والقلق وعدم الإتزان والإصابة بالأمراض

 

 

وهذا الخوف يتسم باللا معقولية والتكرار والتضخم مما يجعل الانسان يبحث عن أسبابه وعلاجه لتفادي المشكلات الناتجة عنه. وتتعدد أسباب الخوف منها القصص المخيفة التي يرددها الاباء والقائمين على تنشئة الطفل كالغول وام اربعه واربعين والموت وجهنم وعذاب القبر

 

وأيضا مبالغة الكبار في التعبير عن مشاعر القلق والخوف امام الأطفال عند التعرض لحدث او موقف معين ولا يستدعي ذلك، أيضا خوف الطفل من الظلام ومن مقارنات الاباء بين ابنائهم وذويهم داخل الاسرة الواحدة او في بيئة المدرسة وسوء معاملة الطفل من المدرسين وتهديده بالفشل وزرع افكار سلبية داخل الطفل.

طرق علاج مشكلات التنشئة الإجتماعية بشكل عام

1_توافر القدوة الحسنة داخل الأسرة فهي أساس عملية التنشئة الإجتماعية.

2_تدريب الطفل على إحترام خصوصيات الأخرين ومعرفة حدوده وخصوصياته.

3_ تعويد الطفل على الصدق والأمانة وتشجيعه عليها وزرع الثقة بالنفس داخله.

4_ عدم مقارنته بالأخرين ومعرفة امكانياته والعمل

على تنميتها وتشجيعه على الإبتكار.

5_ اللوم والعقاب والتوبيخ امام الاخرين سلوك خاطئ من المربين والاباء فيجب تجنبه .

 

6_ توفير حاجات الطفل المختلفه وتشجيعه على الإعتماد على الذات وتقديرها واستحسان والاعجاب بالطفل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى