إتهمت بقضية دعارة..تعرف على حكاية دلوعة السينما المصرية
كتبت : إسراء الشامي
تعد الفنانة ميمى شكيب من أصول شركسية، ومنذ عملها بالفن مع شقيقتها زوزو شكيب وهي شخصية مثيرة للجدل، أدت على الشاشة طوال فترات الخمسينات حتى السبعينات دور المرأة الارستقراطية والمرأة الشريرة اللعوب والدلوعة، ورحلت بعد أن عاشت حياة مليئة بالصخب والشهرة والتف حولها رجال المجتمع والفن والسياسة، وكانت نهايتها غامضة.
عانت آخر أيامها من اتهام بقضية دعارة تسببت في دخولها إحدى المصحات النفسية، وبعد أن تماثلت للشفاء، وبدأت في مواجهة المجتمع قتلت على يد مجهول بعدما ألقيت من شرفة منزلها في جريمة محاطة بالغموض.
ألقيت من شرفة منزلها في منطقة قصر النيل، وقيدت القضية ضد مجهول، ويقول البعض إن المتسبب في قتلها هو تآمر رجال السياسة عليها، المشكوك في تورطهم في قضية شبكة الدعارة التي قضت على أثرها ميمي شكيب 170 يوما في السجن عام 1974، بصحبة سجينات أخريات من داخل وخارج الوسط الفني، حصلت على البراءة بعد عدم ثبوت الأدلة.
بداية ميمي شكيب السينمائية
ولدت ميمى شكيب عام 1913 واسمها الحقيقى أمينة، توفي والدها الذى كان يعمل مأمورا لقسم شرطة حلوان وهي في سن الثانية عشرة، وتنازلت والدتها عن ميراثها هي وأختها زوزو شكيب من أجل أن يبقيا معها. وبدأت والدتهما في العمل من أجل أن تلبي احتياجاتهما؛ فقد نشأتا في أسرة أرستقراطية غنية لكنها تعلمت لغات عديدة بمدرسة الراهبات
ولفتت أنظار الفنان الفنان يوسف وهبي أثناء وجودها مع أسرتها على بلاج الإسكندرية فوجد فيها نجمة المستقبل وعندما عرض الأمر على أهلها قوبل طلبه بالرفض بحجة أنها خجولة ولا تستطيع مواجهة الجمهور على المسرح وأن تقاليد الأسرة تمنعها أيضا.
ميمى وزوزو شكيب
إلا أن ميمي شكيب عرضت الأمر على صديقتها وجارتها، زينب صدقي، وبينما هي في زيارتها إذ حضر الفنان سليمان نجيب واستطاع إقناعها في مشاركته التمثيل على المسرح، وأقنعت زينب صدقي صديقتها ميمي شكيب على تلك الفرصة الذهبية وقدمت مع سليمان نجيب مسرحية “حكم قراقوش” واختار لها اسم ميمي بدلا من أمينة، وعندما قابلها يوسف وهبي وهي ممثلة قال لها: فين تقاليد العيلة الآن.
ميمى شكيب ويوسف وهبى
أحبت ميمي شكيب وزوزو شكيب التمثيل وانتقلتا إلى فرقة الريحانى حيث تتلمذت على يد عملاق الكوميديا نجيب الريحاني، وعملت ميمي شكيب بفرقته حيث شاركت في العديد من مسرحيات الفرقة وكان من أشهرها مسرحية الدلوعة.
حياتها الخاصة وتزوجت من شريف باشا ابن إسماعيل باشا صدقي؛ لتعيش حياة الرغد والرفاهية، ولكن بعد ثلاثة أشهر تزوج عليها وهي حامل، فأصيبت بشلل مؤقت، وعادت إلى بيت أهلها وأصرت على الطلاق، ثم تزوجت من رجل أعمال يدعى جمال عزت، ولم يدم زواجها طويلًا، وكان الفنان سراج منير أول من أحبت بصدق، بعد أن جمعهما فيلم ابن الشعب أوائل الخمسينات وظلت ممتنة له حتى بعد وفاته فلم تتزوج بغيره.
160 عملا فنيا
وبدأت مشوارها مع السينما عام 1934 بدور صغير في فيلم ” ابن الشعب “، ومن أهم أفلام ميمى شكيب حياة الظلام، ابن الشعب، الحل الأخير، تحيا الستات، شارع محمد على، كدب في كدب، القلب له واحد، سر أبي، قلوب دامية، بيومي أفندي، شاطئ الغرام، أخلاق للبيع، حبيب الروح، حميدو، دهب، حكم قراقوش، الحموات الفاتنات، إحنا التلامذة، دعاء الكروان، البحث عن فضيحة، نشالة هانم، نهارك سعيد، وآخر أفلامها هو “السلخانة” عام 1982، وقدمت على مدى حياتها الفنية 160 فيلمًا.
الاتهام بالدعارة ثم الحكم بالبراءة
وشاء حظها السيء أن أعلن عن القبض على شبكة دعارة تديرها الممثلة ميمى شكيب وفنانات مصريات وهن ميمي جمال، زيزي مصطفى، ناهد يسري، كريمة الشريف، آمال رمزي، سهير توفيق، سامية شكري، عرفت فيما بعد باسم ” قضية الرقيق الأبيض ” لتنهار ميمى شكيب وتلقى الاتهامات على من حولها، واهتز الرأي العام من الحادث الشديد الأسف على سمعة الفن المصرى وحكمت المحكمة ببراءة ميمى شكيب ومجموعة الفنانات، وأرجعت المحكمة حكمها بالبراءة إلى التاريخ الفني العريق للفنانة وروجت الصحف المعارضة ان الدافع للحادث سياسى وان ميمى شكيب عرف عنها حب السهرات وجلسات المشاهير والسياسيين التي تضم سياسيين سابقين من من دول عربية.
اكتئاب وشلل ثم الرحيل
وخرجت ميمى من السجن مصابة بالاكتئاب الشديد والشلل النصفى دون أن تملك ثمن العلاج، وتحملها صديقتها نجوى سالم الى المستشفى وتسديد مصاريف علاجها، وعندما خرجت من المستشفى، وفى مثل هذا اليوم من مايو 1983 فوجئ المجتمع بإلقاء ميمى شكيب بنفسها من شرفة منزلها بشارع قصر النيل بوسط القاهرة، لترحل ميمى شكيب في مثل هذا اليوم عن 71 عاما وتموت معها الحقيقة.