جف القلم وبقيت أحرفه.. أسامة أنور عكاشة حكاية كل البيوت
كتبت: ساراتو محمد
أسامة أنور عكاشة الكاتب المصري الكبير الذي جمع بين شهامة إبن البلد، وتُقل ولاد الذوات، هو الذي جمع بين زينب وشوقي في الشهد والدموع، وسامح وهند في الحب وأشياء أخرى، والعمدة ونازك الصلحدار في الحلمية، ليخرج قصة ما ولنعتبر بها.. وأسكن أميرة في عابدين
وجعل الأكتع يسجن حسن عز الرجال في كتيبة الإعدام، وأتى بإمرأة من زمن الحب لزمن.. وبمفيد أبو الغار من سفره ليقابل الست فضة المعداوي لنرفع كلنا للحياة “الرايا البيضا”.
ولد أسامة أنور عكاشة في 28 يوليو 1941م، في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، والده كان من مواليد كفر الشيخ ووالدته كانت من مواليد طنطا، كان والده يعمل تاجراً، وهو الإبن الأوسط بين ثلاث أشقاء، نشأ وتربى في كفر الشيخ وكان يتردد كثير على القاهرة حتى درس وعاش بها.
تخرج من كلية الآداب قسم علم النفس والإجتماع بجامعة عين شمس عام 1962م. وعين مدرس بمدرسة دايروت الثانوية بأسيوط، ثم عمل عضو فني بالعلاقات العامة بمحافظة كفر الشيخ، ثم عمل أخصائيا إجتماعياً برعاية الشباب بجامعة الأزهر، ثم أخذ منحة تفرغ للكتابة من وزارة الثقافة.
تزوج مرتين المرة الأولى من زوجته السيدة سهير وأنجب منها أربع أبناء، ثلاث بنات وأميمة أمل ونسرين المذيعة بالراديو وأبنه المخرج الراحل هشام عكاشة، الذي توفى عام 2013م، بهبوط بالدورة الدموية. وقبل وفات الكاتب أسامة أنور عكاشة بأربع سنوات تزوج من الفنانة عبير منير.
كان يعشق القراءة منذ صغره وفي مرحلة المراهقة بدأ الكتابة في الشعر، ثم القصة وكانت غرامه الأول وكان عندما يكتب يشعر بمتعة كبيرة ويخرج القصة ببساطة وطبيعية، وقرر أن يكون مستقبله مرتبط بالقلم، أصدر مجموعة قصصية بعنوان “خارج الدنيا” عام 1967م، ولكن شعر أنه يكتب لنفسه، لأن عدد كتاب القصة أكثر من قراء الروايات، وإنتشار الكتاب محدود للغاية.
بدأ الكتابة للتليفزيون عام 1968م، بالصدفة عندما إختاره سليمان فياض أحد المسئولين بالتليفزيون ليقدم عملاً من إحدى مجموعاته القصصية، وقدم سهرة تليفزيونية بعنوان “حارة المغربي” أخراج علوية زكي.
كان له أراء في المسرح: “إن المسرح في أزمة تشبه أزمة الأدب، وإن المسرح ليس له وجود إلا في مسارح القطاع الخاص تُقدم نوعية من الفن لنوعية معينة من الجمهور”.
وفي السينما: إن السينما تجارة والمشاهد يذهب للترفيه، ولكن يجب أن يكون الترفيه مُنظم محترماً له هدف ومضمون. وفي النقد: “أن النقد هو المصفاه التي تخلص العمل الجيد من الرضيء”.
أهم أعماله
(المشربية – طيور الصيف – وأدرك شهريار الصباح – وقال البحر – النوة – عصفور النار – رحلة السيد أبو العلا البشري – الرايا البيضا – أنا وأنت وبابا في المشمش – مازال النيل يجري – الشهد والدموع – ليالي الحلمية – أهالينا – إمرأة من زمن الحب – كناريا وشركاه – عفاريت السيالة – الحب وأشياء أخرى – ضمير أبلة حكمت – أرابيسك – تحت الملاحظة – زيزينيا – أميرة في عابدين – لما التعلب فات – القانون وسيادته – البحر بيضحك ليه). ومن أعمال في السينما: ( كتيبة الإعدام – الهجامة – تحت الصفر – دماء على الأسفلت – الطُعم والصنارة). وقدم لمسرح الدولة أهم أعماله مثل: ( الناس إللي في التالت – في عز الضهر – ليلة 14).
حصل على العديد من الجوائز، وكانت أول جائزة له من نادي القصة بالمجلس الأعلى للثقافة عام 1961م، وحصل على أوسكار الفارس الذهبي لعدة أعوال متتالية، جائزة منتدى المثقف العربي تقديراً وعرفاناً بدوره في إثراء الثقافة والفن في العالم العربي، من دولة اليمن، جائزة مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عدة مرات، جائزة من مجلة السينما والناس لأحسن سيناريو، جائزة إعزاز وتقدير من محافظة السويس، جائزة إعزاز وتقدير من جامعة المنيا، إحتفالية من قصر ثقافة كفر الشيخ لأحد أبنائها، حصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002م، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2008م.
عانى قبل وفاته بشهرين بأزمة صحية، كان لديه متاعب بالكلى وأصيب بضيق في التنفس بسبب وجود مياه على الرئتين، نقل على أثرها إلى المستشفى ووافته المنية في 28 من مايو 2010م.