74 عام على رحيل كشكش بيه الضاحك الباكي “نجيب الريحاني”
كتبت : صوفيا إسماعيل
تحل اليوم الذكرى ال ٧٤ على رحيل رائد من رُوَّاد المسرح والسينما في الوطن العربي عمومًا ومصر خصوصًا، ومن أشهر الكوميديانات في تاريخ الفنون، نجيب إلياس ريحانه ، الشهير بنجيب الريحاني.
ولد الريحاني في ٢١ يناير ١٨٨٩, بحي باب الشعرية، بمدينة القاهرة ، لِأبٍ عراقيٍّ من مدينة الموصل يُدعى «إلياس ريحانة».
كان يعمل والده بِتجارة الخيل، فاستقر به الحال في القاهرة لِيتزوَّج امرأةً مصريَّة قبطيَّة أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب.
تلقَّى الريحاني تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسيَّة بالقاهرة، وفيها ظهرت موهبته التمثيليَّة المُبكرة، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسيّ، واشتهر بين مُعلميه بقُدرته على إلقاء الشعر العربي، حيثُ كان من أشد المُعجبين بالمُتنبي وأبي العلاء المعرِّي.
أحب الريحاني الأعمال الأدبيَّة والمسرحيَّة الفرنسيَّة، وبعد إتمامه دراسته، عمل مُوظفًا بسيطًا في شركةٍ لِإنتاج السُكَّر في صعيد مصر
وكان لِتجربة الريحاني أثرٌ على العديد من مسرحياته وأفلامه السينمائيَّة لاحقًا، وعاش لِفترةٍ مُتنقلًا بين القاهرة والصعيد.
أسس مع صديق عُمره بديع خيري فرقةً مسرحيَّة عملت على نقل الكثير من المسرحيَّات الكوميديَّة الفرنسيَّة إلى اللُغة العربيَّة، وعُرضت على مُختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يُحوَّل قسمٌ منها إلى أفلامٍ سينمائيَّة مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر.
تزوَّج الريحاني من الفنانة اللبنانية بديعة مصابني الذي تعرَّف إليها أثناء إحدى عُروضه في لُبنان، واصطحبها معهُ إلى مصر حيثُ افتتحت ملهىً خاصًا بها اشتهر باسم «كازينو بديعة».
كما أسست بديعة فرقتها المسرحيَّة الخاصَّة التي عُرفت باسم «فرقة بديعة مصابني» والتي اكتشفت العديد من المواهب التمثيليَّة في مصر.
انفصل الريحاني عن بديعة مصابني بعد ذلك، ليتزوَّج بامرأةٍ ألمانيَّة هي «لوسي دي فرناي» وأنجب منها ابنته الوحيدة.
أُصيب الريحاني في أواخر أيَّامه بِمرض التيفود الذي أثَّر سلبًا على صحَّة رئتيه وقلبه، وفي يوم 8 حُزيران (يونيو) 1949م
تُوفي الريحاني في المُستشفى اليُوناني بِحي العبَّاسيَّة بِالقاهرة، ولمَّ يختتم تصوير آخر أفلامه، وهو «غزل البنات»، فتوفي عن عمر ناهز ال ٦٠عاما.
ترك نجيب الريحاني بصمةً كبيرةً على المسرح العربي والسينما العربيَّة، حتَّى لُقِّب بِـ«زعيم المسرح الفُكاهي» في مصر وسائر الوطن العربي، ويرجع إليه الفضل في تطوير المسرح والفن الكوميدي في مصر، وربطه بالواقع والحياة اليوميَّة في البلاد.
كان لِلريحاني وأُسلوبه التمثيلي تأثيرٌ على العديد من المُمثلين اللاحقين، منهم فُؤاد المُهندس الذي اعترف بتأثير أُسلوب الريحاني عليه وعلى منهجه التمثيلي. وقد أدَّى دور الريحاني عدَّة مُمثلين في عدَّة مُسلسلات تلفزيونيَّة تحدثت عن بدايات الفن المسرحي والسينمائي في مصر والوطن العربي.
كان من أشهر أعماله غزل البنات، لعبة الست، أبو حلموس، سلامة في خير ، سي عمر ،كما اشتهر بتقديم شخصية كشكش بيه.