مقالات

فايزة واصف أيقونة الإعلام المصري

كتبت : مادونا عادل عدلي

فقد مجال الإعلام الإعلامية الكبيرة فايزة واصف، وهي واحدة من أهم مقدمى البرامج التليفزيونية فكانت رائدة في المجال التليفزيونى، وارتبط اسم الإعلامية الراحلة بالكثير من البرامج التليفزيونية، ولكن كان أشهرها برنامج «حياتى» خاصة وإنها قدمته على نحو 35 عاما، وهو واحد من أشهر البرامج التليفزيونية فى ماسبيرو وتناولت فيه المشكلات الأسرية والاجتماعية التى يرسلها إليها المشاهدون عبر البريد لتعاد معالجتها فى قالب درامى مؤثر، وبعد ذلك تستضيف خبراء من علم النفس أو الاجتماع أو القانون والإعلام لتحليل المشكلات، وتقديم الحل المناسب لها.

فايزة واصف، إعلامية من الجيل الذهبى للإعلاميين، مهنيتها وحضورها وكاريزمتها وثقافتها وضعتها فى مكانة كبيرة، وجعلت منها أيقونة إعلامية مصرية وعربية ملهمة لأجيال وراء اجيال من الإعلاميين الشباب.
فقد حافظت فايزة واصف طوال مشوارها الإعلامى على صورة الإعلامى النموذجية، دون حيد عن مسارها الطبيعى كسيدة تخاطب الملايين عبر الشاشة تحافظ على تألقها دون ابتذال تتناقش وتتحاور بأسلوب راق ومنضبط تحترم ضيوفها وتقدرهم وتمنحهم مكانتهم المستحقة.
حدث اثر رحيل المذيعة القديرة فايزة واصف حزن  شديد لكثيرين ممن اعتادوا على الاستماع لبرنامجها «حياتى» الذى كان يذاع على شاشة التليفزيون المصرى لمدة تجاوزت الـ30 عاما
برعت فايزة فيها من خلال تسليط الضوء على مشاكل وأزمات خاصة بأشخاص عاديين ممن اعتادوا على إرسال الرسائل لهم كوسيلة للتواصل، ومن ثم تسليط الضوء على المشكلة ومحاولة حلها من قبل متخصصين.
المذيعة القديرة امتلكت خلال حياتها أسلوبًا ميزها عن أقرانها منذ الوهلة الأولى لظهورها على الشاشة بعد رحلة قصيرة بين الإذاعة، فقد حلمت فايزة واصف بالعمل مذيعة منذ شبابها الأول
حسبما صرحت مع كل ظهور تليفزيونى لها بحوارتها القليلة، التى أكدت فيها أنها حصلت على بكالوريوس فى الفنون المسرحية بقسم التمثيل والإخراج لتكسر حاجز الخوف من الجمهور وتكتسب القدرات الإعلامية، لكن التمثيل فى حد ذاته لم يدخل أبدًاً فى حيز طموحاتها، ففى الوقت ذاته تخرجت فى كلية الآداب بقسم علم النفس والاجتماع، ما يعكس اهتمامها بحل المشاكل النفسية الاجتماعية، وساعدها برنامجها لتتكلم فيه عن إطلاع ودراسة ساهمت فى إثقال البرنامج كون مذيعته دارسة لما تتطرق له مع ضيوفها.
وفي عام 1963 دخلت فايزة واصف الإذاعة، وذلك عبر إذاعة «صوت العرب»، بعدما خاضت امتحانات وصفتها بأحد البرامج التليفزيونية أنها كانت أشبه بالامتحانات العسيرة، فقد امتحنها إذاعيون كبار مثل مهدى علام وحسنى الحديدى، ووكلت إليها الإذاعة تقديم برنامج يحمل اسم «أغنية اليوم».
وبعد مرحلة الإذاعة، انتقلت إلى جهاز التليفزيون الذى كان وقتها لا يزال فى مهده ومرحلة ميلاده، فقدمت خلال هذه المسيرة العديد من البرامج، أشهرها برنامج «حياتى»، ثم برنامج «حياتى معاك»، وبرنامج «ربيع العمر» الذى تطرقت فيه لمشاكل المسنين.
حيث ارتبطت فايزة واصف فى أذهان الجميع ببرنامج «حياتى»، أحد أشهر برامج حل المشكلات الذى استمر أكثر من 30 عامًا، ولكن ربما لا يعلم كثيرون أن بدايته لم تكن بنفس الاسم، وإنما كان اسمه «مشاكل وآراء»، والذى اعتمد على أن تصلها خطابات تحمل مشاكل الناس، فتذهب بفريقها لمقابلة أصحاب المشكلات، ثم تغير اسم البرنامج إلى «رسالة» فأصبحت الرسائل تأتى إليها وتعرضها على الهواء مباشرة، وتناقش المشكلة وحلولها مع أحد المتخصصين، لكن تكرار كلمة «حياتى» فى خطابات متابعيها جعلها تغير اسم البرنامج إلى «حياتى»، ليترسخ عند الجميع بهذا الاسم ويتخلد فى تاريخ التليفزيون المصرى.
واستمر البرنامج على هذا النحو حتى أخبرها أحد أساتذتها أن صاحب المشكلة لا يجوز ظهوره على شاشة التليفزيون، ومن ثم تم إسناد البرنامج إلى المخرج حسين كمال الذى برز بعد ذلك فى الإخراج السينمائى، وقدم أفلاما شهيرة مثل «شىء من الخوف، والبوسطجى»، لينجح فى حل مشكلة عدم ظهور أصحاب المشاكل بوسائل وتقنيات متقدمة وقتها وسابقة لعصرها، ليحل بذلك معضلة كبيرة أمام الإعلامية الراحلة التى ترغب فى تقديم مشاكل المواطنين العاديين الاجتماعية على الشاشة، لكنها باتت فى الوقت نفسه مجبرة على إخفائهم، لذلك طرأت لها فكرة تقديم هذه المشكلات الحقيقية مع إعادة تمثيلها فى مشاهد مصورة، فى شكل مسلسل بسيناريو مكتوب ليعيد صياغة القصص بأسلوب مشوق. 
وأيضا تلقّت فايزة واصف كثيرًا من شكاوى المواطنين، وكان عليها تحديد مجموعة من المعايير التى تختار بها هذه المشاكل، أهمها أن تكون مشكلة عامة يستفيد كثيرون من حلها ومناقشتها، واستضافت فى «حياتى» العديد من المستشارين لحل المشاكل، منهم السيدة مفيدة عبدالرحمن أول محامية مصرية.
ويذكر أن قد نعى المجلس القومى للمرأة، برئاسة الدكتورة مايا مرسى، وجميع عضواته وأعضائه، الإعلامية القديرة فايزة واصف، بكلمات حاول فيها وصف مسيرتها العظيمة، قائلين إنها صاحبة قضية ورسالة، وهدفها دومًا كان خدمة المجتمع، حيث أثرت الساحة الإعلامية بالعديد من البرامج المهمة والهادفة، فى حين نعتها الهيئة الوطنية للإعلام بالتأكيد على أنها صاحبة مسيرة حافلة من العطاء للعمل الإعلامى خاصة أنها من جيل رواد الإعلام المصرى الذين قدموا إعلامًا مهنيًا ورسالة هادفة توعوية لكل شرائح المجتمع.
 تخرجت من كلية الآداب قسم علم نفس واجتماع، ودخلت الإذاعة عام 1963، وحصلت على بكالريوس فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج، حيث إنها كشفت فى لقاء سابق بأن سبب دراستها للفنون المسرحية، ترجع إلى إنها كانت شابة خجولة جدا، فأرادت أن تتخلص من الخجل بدخولها قسم التمثيل والإخراج.
وانتقلت الإعلامية فايزة واصف من الإذاعة للعمل فى التليفزيون، وعرضت فكرة تقديم مشاكل المشاهدين فى برنامج «سيمى دراما»، من خلال عرض المشكلة فى شكل تمثيلى، فى حلقة نصف ساعة، ولاقت الفكرة قبولا كبيرا من الجماهير، فكان برنامج «حياتى»، وبعد عرض المشكلة كانت واصف تأتى بعلماء دين وأطباء نفسيين وعلماء اجتماع يشرحون ويوضحون للمشاهد رأى الدين أو الحالة النفسية أو الاجتماعية لأصحاب المشكلة.
وكشفته الراحلة فايزة واصف عن مفاجأة كبيرة فى أحد اللقاءات بانها لم تتقاضَ أجرا عن برنامج «حياتى» رغم تحقيقها نجاحا كبيرا، وكان يعمل معها الكثير من المعدين غالبيتهم لم يتقاضوا رواتب نظير عملهم، وحوالى 10 من المخرجين الكبار فى التليفزيون المصرى، وأشارت إلى أن كبار الفنانين كانوا يحصلون بالكثير على أجر 40 جنيه، وأكدت فى لقائها بأن برنامجها كان صادقا فى كل ما يطرحه ويتجنب الرياء تماما، بالإضافة إلى أن حب طاقم العمل وإخلاصه جعله ناجحا، وكان به صدق ولم يداخله أى رياء، لذلك نجح لأن الجمال بالصدق والحب والإخلاص.
ولكن مع اختلاف الزمن والشكل التى تطل به المذيعات على شاشة التليفزيون، فقد انتقدت الإعلامية فايزة واصف المذيعات اللاتى يخرجن على المشاهد من خلال الشاشة مرتديات «فستان سواريه» ولكن انتقادها ليس بسبب أنها متزمتة ولكنها كانت ترى أن السواريه هى ملابس تخص الأفراح وليس التليفزيون، كما أنها انتقدت قلة ثقافة المذيعات ووجهت لهن نصيحة الاهتمام بالقراءة حتى يستمررن فى عملهن مهما طال بهن العمر.
لم تكن الإعلامية فايزة واصف ناجحة فقط فى عملها فى مجال التليفزيون والبرامج، ولكنها كانت ناجحة فى الحياة الخاصة، فهى لم تتزوج عن حب ولكنها تزوجت زواج صالونات، وكان رجلا بمعنى الكلمة، فلم يتدخل فى عملها مطلقا وكان يتولى الانفاق على المنزل، فكانت فايزة واصف مقتنعة تماما بزواج الصالونات وليس عن حب لأنها كانت تستفيد بخبرات من حولها وتجاربهم كما أن لديها وجهة نظر بأن الزواج عن حب دائما يفشل، واعتبرت أن هذا دليل لنجاح زواجها الذى استمر 40 عاما رغم أنها لم تكن ست بيت شاطرة، فكانت فتاة وحيدة لـ 3 أشقاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى