ثقافة

تعرف على قصة مدينة العلمين المصرية

كتبت: هبه الله تامر 

 

اسئلة غريبة تطارح عقلك فور ما تلتقط أذناك هذا المصطلح، وهل في مصر أرض الفراعنة، أرض الخصب والنماء، رمز الخير والعطاء، هبة النيل ودرة السماء حدائق للشيطان، أوقفي هذا السيل المتدفق من الأسئلة فالإجابة نعم في مدينة العلمين بمصر توجد حدائق للشيطان، بالطبع ليست من صنع الرحمن، ولا الإنسان، ولكنها صنيعة فكر عبقري جبان، وعقل آثم مُدان، خطط ودبر وأطلق للشر العنان. 

 

أحد الانتصارات الحاسمة في الحرب العالمية الثانية

 

 دارت رُحى الحرب بشكل أساسي بين اثنين من القادة البارزين في ذلك الوقت القائد البريطاني برنارد مونتغمري قائد معسكر قوات الحلفاء، والألماني المعروف بثعلب الصحراء إرفن روميل، قائد معسكر قوات المحور بالعام 1942، الوقت الذي كانت فيه أوروبا الغربية بالكامل تحت سيطرة الألمان، كانت مدينة العلمين المصرية آخر موقف للحلفاء في شمال إفريقيا، الشمال من هذه المدينة التي كانت تبدو غير ملحوظة كان البحر الأبيض المتوسط وإلى الجنوب كان منخفض القطارة بمصر، وقد كانت العلمين بمثابة عنق زجاجة الذي سيضمن عدم تمكن روميل من استخدام شكله المفضل للهجوم، واجتياح العدو من الخلف.

 

بذر بذور حدائق الشيطان

 

يعرف خطة روميل فحسب، بل يعرف أيضًا مسار خطوط الإمداد الخاصة به، في هذا الوقت فكّر ثعلب الصحراء أن ينهي المعركة سريعا فقرر أن يحول أرض العلمين إلى حدائق للشيطان يلهو ويعبث فيها مشيًعا رائحة الموت بكل الأرجاء فأمر قواده بزرع عددًا كبيرًا من الألغام الأرضية المضادة للأفراد وللدبابات جنوب العلمين في منطقة علم حلفا، ومن ثمّ فقد زرعت القوات الألمانية ملايين الألغام بعرض 5 أميال ليكون حقلًا كاملًا للألغام ويكون بمثابة كابوس لقوات الحلفاء.

 

الأكثر تضررا بالألغام

 

عانت مصر معاناة شديدة لتقتلع بذور الشيطان، التي أودت بحياة آلاف البشر، وتعيد الأمان لأرضها الطيبة، فالمكان بالأساس كان موطنًا لآلاف المزارعين البدو الذين عاشوا برفقة ملايين من ألغام الحرب العالمية الثانية غير المنفجرة، وقد طالبت مصر المجتمع الدولي خاصة إنجلترا وألمانيا- بتحمل المسؤولية والمشاركة في التخلص من حقول الألغام أو حقول الموت التي زرعتها، ولكن هذه الدول تنصلت من المسؤولية المباشرة.

 

مسيرة التحول

 

ومؤخرًا استطاعت مصر استعادة الأمل وحققت نهضة غير مسبوقة بمدينة العلمين الجديدة، وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، قد أصدر تقريراً تحت عنوان “العلمين الجديدة، أرض الألغام إلى وجهة عصرية عالمية”، سلط خلاله الضوء على مدينة العلمين الجديدة والتطور الذي لحق بها للتحول من أرض للألغام إلى وجهة عصرية تمثل باكورة الجيل الرابع من المدن الجديدة في مصر، المعتمدة على مصادر الطاقة المتجددة، والتي ستُغير من خريطة الساحل الشمالي المصري بأكمله. 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى