تعرف على نهاية حياة “أوسكار بانيتسا”
كتبت : مادونا عادل عدلي
نتذكر في مثل هذا اليوم 12 نوفمبر من عام 1853، ولد الأديب والكاتب الساخر والناشر الألماني أوسكار بانيستا
حيث تأخذ أعماله مكانة مهمة ضمن ما يعرف بكتاب الحداثة فى ميونخ، والذى درس طب وتخصص فى طب الأعصاب وعمل في ذلك المجال فترة.
ورغم عمله في الطب إلا أنه توجه إلى الكتابة الأدبية، فقد استطاع أن يستخدم إبداعه فى التعبير عن وجهة نظرة الشخصية، فكان يهاجم فى أعماله الكنيسة الكاثوليكية والتابوهات الجنسية والتصورات الأخلاقية البورجوازية، كما كان يستقى موضوعاته من تجاربه الذاتية، وكان يتميز أسلوبه الأدبى بالتلقائية والوصف الخارجى والخروج على التعابير التقليدية، ويتشابه مع الأسلوب السائد فى أواخر عصر التعبيرية.
حيث كتب العديد من المسرحيات من أشهرها مسرحية ساخرة نشرت عام 1894م، بعنوان “المجلس الكنسى للحب”
ويسخر فيها بشكل غير مسبوق فى تاريخ الأدب الألمانى من الكنيسة الكاثوليكية، كما له العديد من الأعمال ذات أسلوب خارج عن المألوف، يربط فيها بين الواقعية والخيال، كما له إنتاج شعرى يعتبر فى المقام الأول تعبيرًا عن التمزق الروحى.
كما عبرت قصائد أوسكار بانيتسا الأولى تقليدًا للنماذج الرومانتيكية، أما قصائده التعبيرية المنشورة عام 1899 فتشتمل على خروج على التقاليد فى الشكل والمضمون.
فقد تعرض عبر مسيرته للعديد من الأزمات فقد حكم عليه فى عام 1895م بتهمة الزندقة والتجديف وزج به إلى السجن، وتخلى عن الجنسية الألمانية وخرج إلى المنفى فى زيورخ
وطرد منها، فرحل إلى باريس، وبعد نشر آخر كتبه الشعرية أصدرت الشرطة الألمانية إعلانا للقبض عليه بتهمة “سب القيصر فيلهلم الثانى”، وتمت مصادره أمواله داخل ألمانيا.
وبعد ذلك قرر العودة إلى ألمانيا وانتهى به الحال إلى مستشفى للأمراض العقلية، وبذلك يعتبر بانيتسا أكثر الكتاب في عهد القيصر فيلهلم الثاني استهدافا من قبل الرقابة
وكان أكثرهم تعرضا للمحاكمة والقضاء، ولم يعاد اكتشاف أعماله وتقديرها إلا في ستينات القرن العشرين ثم في الثمانينات من نفس القرن، ورحل عن عالمنا في 28 سبتمبر من عام 1921م.