حرب روسيا وأوكرانيا.. لماذا وإلى أين؟
بدأت القوات الروسية يوم الخميس ٢٤-٢-٢٠٢٢ غزو دولة أوكرانيا، فهل أصبح العالم على أحقاب حربٍ عالمية ثالثة أم أنها مجرد حربٍ بين جارين وستنتهي بالتفاوض.. فبعد أن وعدت الولايات المتحدة الأمريكية أوكرانيا بأنها ستقف بجانبها في حربها أمام الدب الروسي، ومع بدء الهجوم اختلفت أولويات أمريكا، ولم نرى أي دعمٍ عسكريٍ حتى الآن لأوكرانيا، فهل أخلفت أمريكا بوعدها أم أن للحرب بقية.
بدأت النزاعات بين روسيا التي تمتلك مساحة كبيرة على خريطة العالم، وأوكرانيا الصغيرة، منذ عام ٢٠١٤ بسبب احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم التي تقع في أوكرانيا دون إطلاق رصاصة واحدة، ومنذ ذلك الحين وتريد روسيا إكمال ما بدأته معتمدةً على قوتها العسكرية الضخمة، حيث تسعى إلى السيطرة على أوكرانيا كونها تقع على حدودها، وفارق القوة العسكرية بين الدولتين كبير كفارق الحجم، فتعد روسيا ثاني أقوى جيش في العالم بينما أوكرانيا تأتي في المرتبة الثانية والعشرين ضمن الجيوش الأقوى في العالم.
واستعدت روسيا منذ أيامٍ بكامل قواتها العسكرية وأرسلت عشرات الآلف من الجنود على الحدود الروسية الأوكرانية، وكانت ساعة الصفر يوم الخميس الماضي وبدأت روسيا بشن الحرب على نظيرتها أوكرانيا استعدادًا لغزوها، لكن الأمور اختلفت تلك المرة، فقد قاوم الجيش الأوكراني بكامل قواه ولم يدع روسيا تحتل أوكرانيا بدون حرب، ومما شجع الجيش الأوكراني الوعود التي منحتها أمريكا للرئيس الأوكراني بأنها ستكون حليفتهم خلال الحرب، فمن المفترض أن تدافع الولايات المتحدة عن أوكرانيا بسبب خوفها من الامتداد الروسي، وتأثير تلك الحرب على قوة روسيا مقارنة بأمريكا، وقد ألفت الولايات المتحدة الأمريكية حلف الناتو ليقف في وجه روسيا.
لكن لماذا تريد روسيا احتلال أوكرانيا تحديدًا دونًا عن باقي الدول المحيطة بها؟
لا يتعلق الأمر بفرض السلطة والقوة فقط، بل إن الأمر أكثر من ذلك بكثير، فالأمر له أبعاد ثقافية وتاريخية، حيث أن كييف عاصمة أوكرانيا هي أول مكان تستقر فيه الشعوب السلافية، مما يعني أن دولة روسيا التي نراها اليوم بدأت في الأصل من العاصمة كييف، مع ذلك فهناك بعض الروسيون يرفضون كون روسيا وأوكرانيا دولتين مختلفتين، بل يؤمنون أن أوكرانيا جزء من الإتحاد السوفييتي قبل انهياره ومن هؤلاء الرئيس الروسي فلادمير بوتين، كم أن رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو تعتبر تهديدًا للأمن القومي الروسي.
على جانبٍ آخر فيعتبر رئيس روسيا فلادمير بوتين أن انهيار الإتحاد السوفييتي أكبر كارثة قد حدثت في القرن الماضي، على الرغم من أنه نفس القرن التي حدثت فيه الحرب العالمية الثانية التي توفي فيها ٦٥ مليون إنسانًا، مما يوضح أنه يعتقد أن انهيار الاتحاد السوفيتي فاجعة أكبر من الحرب العالمية الثانية، ويؤكد ذلك على تمسكه الشديد بفرض سيطرته على أوكرانيا لأن ذلك بالنسبة له يعدّ من قبيل إرجاع الحق لأصحابه.