في ذكرى وفاة صلاح منصور.. شرير السينما المصرية والشهير بـ”العمدة”
كتب: أحمد الشورى
يوافق اليوم ذكرى وفاة الفنان القدير صلاح منصور الذي لقب بالعمدة بعد تقديم عدد من الأدوار الهامة في تاريخ السينما المصرية، وامتلأت حياته بالعديد من المواقف والأزمات والصراعات
وتبرز مجلة كلاسي في هذا التقرير عن أبرز كواليس حياته الفنية والشخصية.
صلاح منصور إشتهر بأدوار الشر في السينما المصرية تخرج من معهد التمثيل عام 1947 وبدأ حياته الفنية على المسرح المدرسى عام 1938، أثناء دراسته عمل محررًا صحفيًا في روزا اليوسف عام 1940
وأسس المسرح المدرسى مع زكى طليمات، اشترك فى العديد من المسرحيات مثل “الناس اللى تحت”، “ملك الشحاتين”، “برعى بعد التحسينات”، “زقاق المدق”، “يا طالع الشجرة”، “رومولوس العظيم”، “زيارة السيدة العجوز”.
تألق صلاح منصور في مرحلة الستينيات، وتعد المحطة الذهبية لأهم أدواره وعلامات في تاريخ السينما، ومن أهم أفلامه “لن أعترف”، “الشيطان الصغير”، وفيلم “مع الذكريات”، وقد قال عنه الممثل البريطاني الشهير تشارلز لوتون، عندما عرض الفيلم في لندن عام ١٩٦٢، بعدما صافحه: “لو أن هذا الممثل الموهوب موجود عالميًا؛ لكنت أسلمت له الشعلة من بعدي”، ويعد ” الزوجة الثانية” أحد أهم أفلامه التي خلدت اسمه في السينما، و”البوسطجي”.
ارتبط منصور بالرئيس الراحل أنور السادات في واقعة مؤلمة، حيث مرض ابن الفنان واستدعت حالته جراحة عاجلة ببريطانيا، وكانت ستتكلف مبالغ مادية لا يملكها الفنان المصري القدير، وسافر الأب والولد على نفقة الدولة لإجراء الجراحة، مكث لفترة طويلة استدعت الحالة الصحية لتجديد فترة الإقامة، لكن الروتين الحكومي وقف حائلا وكان من الضروري سفر الفنان لبلدته، قبل إكمال العلاج، ولكن مع زيارة السادات لبريطانيا،ط
حرص منصور على لقائه في السفارة وطلب منه مد فترة علاج ابنه، وهو ما وافق عليه السادات بعدما أحرجه قائلًا: “عندما يبرح الرئيس المكان ويتحرك الموكب الرسمي.. لا أحد يعرف أحدًا”، ولكن ابنه توفي بعد إجراء العملية، وواصل صلاح حزنه عليه لكنه لم يبتعد عن الفن حتى رحيله.
شهرته التي كسبها من أدوار الشر انقلبت لمواقف طريفة حدثت معه أثناء تصوير فيلم “ثورة اليمن”، فعندما كان يصور أحد المشاهد بملابس الإمام في شوارع بمدينة تعز اليمنية، اندفع البسطاء نحوه يريدون قتله وهم يهتفون “اﻹمام عاد من جديد اقتلوه اقتلوه”، ولم ينقذه من بين أيديهم سوى رجال الأمن المرافقين له أثناء التصوير.
شارك بالعديد من المسلسلات الإذاعية والأفلام واشتهر بدور العمدة فى فيلم الزوجة الثانية، أخرج للمسرح عددًا من المسرحيات منها “عبد السلام أفندى”، “بين قلبين”، كما أخرج للبرنامج الثانى للإذاعة عددًا من الروايات والمسرحيات العالمية، شغل منصب مستشارًا فى إدارة التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم حتى وفاته
له موقف شهير مع الرئيس الراحل أنور السادات، حين كان يعالج ابنه من مرض خطير فى لندن، وبانتظار إجراء عملية جراحية له على نفقة الدولة، تصادف وجود السادات بلندن، وكان منصور يحتاج لمد إقامته على نفقة الدولة ثلاثة شهور أخرى حتى إتمام ابنه للجراحة، فأمر السادات شفاهة بتنفيذ الأمر، ولكن منصور اعترض بخفة دم قائلاً: “عندما يبرح الرئيس المكان ويتحرك الموكب الرسمى لا أحد يعرف أحدًا”، فابتسم السادات وأدرك ما يرمى إليه ووقّع على الطلب.
في نهاية حياته أصيب بالعديد من الأمراض التي أصر على إخفائها علي أسرته، اضطر منصور أن يدخل المستشفى، وكانت معه زوجته وابنه الأكبر مجدى، وكانت آخر كلماته التي قالها: “لا تبكوا، فقد عشت عمرى وأنا أكره أن أرى الدمع في عيونكم، ولن أحبها بعد موتى”، وتوفي في مستشفي العجوزة صباح يوم الجمعة 19 يناير 1979.