مجتمع

في اليوم العالمي للقراءة.. تعرف على أليفة رفعت المرأة التي احتجت على التمييز ضد المرأة

 

كتبت: نور أحمد

“أليفة رفعت” أو كما تسمى في الحقيقة “فاطمة عبد الله رفعت” روائية وقاصة مصرية، ولدت في 5 يونيو عام 1930 في عاصمة مصر “القاهرة”

 

 

تعلّقت أليفة رفعت منذ صغرها بالعلم والأدب وأحبته وسط عائلة محافظة على التقاليد ونظراً للتفكير السائد حينها، منعها والدتها ووالدتها من استكمال تعليمها ودخولها الجامعة وقرروا تزويجها في سنها المبكرة ظناً منهم أن هذا هو الأفضل لها.

وبالفعل تزوجت بعد معاناة كبيرة منها ورفض عدة مرات لهذه الزيجة محاولة منها لمنعها واستكمال دراستها الجامعية وتحقيق حلمها الذي كانت تحلم به وهو دخولها لكلية الفنون الجميلة بسبب حبها للفن بدلا من ذلك، كان زوجها ضابطاً بالشرطة له مقاما عاليا ورفيع المستوى ونتج عن زواجهم ثلاث أبناء ومن ثم توفى زوجها عام 1978، وتلك هي المعلومات القليلة المعروفة عن عائلة “أليفة” نظراً لتحفظها عن إفصاح الأمور والأسرار عن عائلتها وذلك لعدم التسبب في الحرج لهم.

كانت مؤلفاتها ناتجة عن ما تعرضت له من ظلم وتعنت، ولما رأت في المجتمع من ظلمه للمرأة وتمييزه للرجل ولكل ما يفعل وهذا انعكس على كتاباتها فقد تناولت في قصصها حالة الوحدة التي عانت منها النساء، والفصل بين عالم الرجل وعالم المرأة، كما أن لها مجموعة من القصص القصيرة المصرية التي تسرد حياة النساء الريفيات المصريات بكل ما يواجهونه في الريف.

غادرت “أليفة” إلى عدة بلدان منها تركيا، قبرص، النمسا، تونس،السعودية، المغرب، وقد سافرت تلك الدول الأجنبية رغم أنها تتحدث العربية فقط، وتم ترجمة كتبها إلى الإنجليزية، والألمانية، والسويدية، والهولندية. يقول الصحفي أشرف توفيق في حوار نشره قبيل وفاتها أنها تزوجت من المستشرق “دينيس جونسون ديفيز” وكان زواجهم عرفيا عام 1979 ومن خلاله تمت ترجمة أعمالها ومن أبرزها قصة “عالمي المجهول”.

وقد صرَّحت “أليفة” مقابلتها الهاتفية مع الكاتبة والناقدة المصرية “صافيناز كاظم” أنها تعرضت للتعنيف والضرب من قِبل الرجل الإنجليزي الذي ترجم أعمالها وذلك لإجبارها على الكتابة عن شذوذ النساء وهي رفضت وبشدة. وكتبت “أليفة” سيرتها الذاتية في عدة أوراق ولكن لم يتم نشرها حتى الآن.

كتبت الكثير من المؤلفات وأكثر هذه المؤلفات التي أثارت جدلاً كبيراً هو كتاب بعيداً عن المئذنة التي تمت ترجمته على يد المستشرق “دينيس جونسون” وبقى محظوراً في مصر من النشر حتى وفاتها ورحيلها عن العالم وذلك يعود إلى الجرأة الكبيرة في كتابتها لهذا الكتاب.

توفت “أليفة” في يوم 4 يناير عام 1996 وقد أعلنت عائلتها عن وفاتها باسمها الحقيقي ” فاطمة” ولكن لم يتم التعرف عليها من الكثيرين وذلك لشهرتها الدائمة باسم “أليفة” كما كانت تنشر بأسماء مستعارة مثل اسم ” عايدة”، وهذا هو ختام قصة الكاتبة الجريئة الصريحة الشفافة “أليفة رفعت”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى