تقرير: مروة حسن
في مثل هذا اليوم الموافق 11 أغسطس نحيي ذكرى الفنان الكبير نور الشريف الذي رحل عنا، لكن أعماله ما زالت حية في ذاكرة السينما والدراما، حيث خلد اسمه بالسينما والدراما المصرية كأحد أهم الفنانين ممن سطروا مشوارا مميزا تنوعا فيه بأدوار مختلفة استطاع فيها إثبات موهبته ومدى ثقافته الواسعة، حيث كانت مسيرته الفنية مليئة بالإبداع والتنوع، وقدم لنا مجموعة من الأعمال التي تركت أثرا عميقا في قلوبنا.
ولِد الفنان الراحل نور الشريف في 28 أبريل عام 1946 بحي الخليفة بالسيدة زينب في القاهرة، وكان اسمه محمد جابر محمد عبد الله، ولكن قام فيما بعد بتغييره إلى نور الشريف جابر محمد.
توفي والده وكان يبلغ عمره حينها سنة واحدة فأشرف على تربيته عمه إسماعيل وأهتم به عمه الآخر أمين. وحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير “امتياز” وكان الأول على دفعته عام 1967.
كانت البداية الفنية لنور الشريف لم تكن سهلة المنال كما يظن البعض، لكنه عانى في حياته وسلك كل الطرق لتحقيق نفسه، ولو تحدثنا عند بداياته الفنية سنلاحظ إنه بدأ بالانضمام إلى فرقة التمثيل التي أنشأها عمه شعيب، والتي كانت تقدم مسرحيات قصيرة من تأليف وإخراج لأطفال الحارة، ومن هنا جاء اهتمامه بالتمثيل، وكان أول أجر حصل عليه من أول عقد وقعه في مسيرته الفنية 150 جنيها مصريا.
بدأ نور الشريف التمثيل في المدرسة، حيث انضم إلى فريق التمثيل بها كما كان لاعبا في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك، ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم واتجه بعدها إلى مجال التمثيل؛ بسبب حبه الشديد له عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه فأسند إليه دورا صغيرا في مسرحية الشوارع الخلفية، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية جوليو ورومييت وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام، والذي اختاره لبطولة فيلم قصر الشوق ليبدأ رحلة نجاحه اللامع، وحصل عن دوره على شهادة تقدير، وكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.
قام نور الشريف بعدها بعدة أدوار في السينما المصرية بدأها عام 1966 مع فيلم قصر الشوق، ثم توالت العديد من أعماله السينمائية، مثل: زوجتي والكلب، أبناء الصمت، الكرنك، أهل القمة، حدوتة مصرية، العار، سواق الأتوبيس، جري الوحوش، عمارة يعقوبيان، عصفور الشرق، الحفيد، الأخوة الأعداء، عصر الذئاب، الطاووس، البحث عن سيد مرزوق، ضربة شمس والعديد من الأفلام.
وفي عام 1999 قدم فيلم العاشقان الذي قام فيه بتجربة الإخراج لأول مرة.
كما تألق أيضا في الأعمال التليفزيونية من خلال مسلسلاته الشهيرة، مثل: لن أعيش في جلباب أبي، الرجل الآخر، عائلة الحاج متولي، حضرة المتهم أبي، القاهرة والناس، مارد الجبل، أرزاق، ثمن الخوف، الثعلب، العطار والسبع بنات، الدالي وخلف الله. وعدة مسلسلات تاريخية أهمها هارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز.
أما عن أشهر أعماله المسرحية، كانت يا غولة عينك حمرا، الأميرة والصعلوك، يا مسافر وحدك ولعبة السلطان.
وعن حياته الشخصية، فقد تزوج نور الشريف من الفنانة بوسي واستمر زواجهما لمدة طويلة حتى تم الانفصال عام 2006، ثم عادا مرة أخرى نهاية عام 2014، ولهما ابنتان، وهما سارة ومي.
يعتبر نور الشريف من أبرز الممثلين في تاريخ السينما المصرية، إذ استطاع أن يجسد الشخصية المصرية بكافة أشكالها، وقدم العديد من الأدوار المهمة في تاريخ السينما والتليفزيون والمسرح، حيث حصل على العديد من الجوائز ولقب بـ”صائد الجوائز” بفضل فوزه بأكثر من 50 جائزة.
وكانت رحلته في عالم الفن مليئة بالجوائز وشهادات التقدير، من بينها جوائز لأفلام شهيرة، مثل: يا رب توبة وحبيبي دائما، كما حصل على جائزة مهرجان نيودلهي عن فيلم سوق الأتوبيس، وجائزة أحسن ممثل عن فيلم ليلة ساخنة في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996م.
كما فاز بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أقامته جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية في دورته الثانية في سبتمبر 1977.
وفاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم بتوقيت القاهرة بمهرجان وهران للفيلم العربي.
وحصل علي جائزة التمثيل الذهبية من مهرجان نيودلهي عن فيلم سواق الأتوبيس.
وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار النقاد له فيلم سواق الأتوبيس أحسن ثامن فيلم في السينما المصرية.
وقد تم اختيار 7 أفلام للفنان نور الشريف في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام 1996، وهي: زوجتي والكلب 1971، أبناء الصمت 1974، الكرنك 1975، أهل القمة 1981، حدوتة مصرية 1982، العار 1982، سواق الأتوبيس 198.
ويعد آخر الأفلام الذي قدمها نور الشريف هو فيلم بتوقيت القاهرة، وعرض العمل عام 2015 وضم عدد كبير من النجوم، أبرزهم ميرفت أمين، شريف رمزي، كندة علوش، سمير صبري، أيتن عامر، عابد عناني، كريم قاسم، درة، بيومي فؤاد وعدد آخر من الفنانين، والفيلم كان من تأليف وإخراج أمير رمسيس.
وتدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي تشويقي حول ممثلة معتزلة تحمل اسم ليلى السماحي، والتي تجسد الشخصية ميرفت أمين وزميلها سامح كمال، وهي الشخصية الذي يجسدها نور الشريف وتزوره في منزله، وتطلب منه طلب غريب، وتتطور الأحداث بعد ذلك.
توفي الفنان نور الشريف يوم الثلاثاء 11 أغسطس عام 2015 في القاهرة بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 69 عاما ، وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 12 أغسطس 2015 من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر بعد مشوار طويل زاخر بالعطاء والتميز للفن في مصر والعالم العربي.
