د/ معتز العوامري لكلاسي: التغذية الإكلينيكية حلول فعالة لمواجهة تحديات الصحة
حوار: بهاء الدين محمد
تعتبر التغذية السليمة ركيزة أساسية لصحة الإنسان، حيث تلعب دورا حيويا في الوقاية من الأمراض وعلاجها. في هذا الحوار تستضيف “مجلة كلاسي” دكتور “معتز العوامري” أخصائي التغذية الإكلينيكية بعيادات لايت كلينك، والذي يمتلك خبرة واسعة في مجال التغذية العلاجية.
وسنناقش معا أهمية التغذية في معالجة حالات، مثل السمنة والنحافة، بالإضافة إلى استراتيجيات التغذية الوريدية والأنبوبية.
ومن خلال خبراته ومعرفته، سيساعدنا دكتور معتز في فهم كيف يمكن للتغذية أن تؤثر بشكل إيجابي على الصحة العامة وجودة الحياة.
في البداية من هو معتز العوامري؟
دكتور معتز العوامري هو أخصائي تغذية إكلينيكية حاصل على درجة البكالوريوس في الصيدلة ودراسات عليا في التغذية الإكلينيكية، يتمتع بخبرة واسعة في التغذية العلاجية لمختلف الحالات المرضية، بما في ذلك السمنة والنحافة، بالإضافة إلى التغذية الوريدية والأنبوبية.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها في التعامل مع حالات سرطان المريء والمعدة، وكيف يتم إدارة التغذية في هذه الحالات؟
تواجه حالات السرطان في منطقة المريء والمعدة تحديات كبيرة، حيث تحتاج إلى التغذية الأنبوبية أو الوريدية لأن المرضى لا يستطيعون تناول الطعام الطبيعي. تُعالج هذه الحالات عادةً في المستشفيات من قبل أطباء التغذية الإكلينيكية في وحدات العناية المركزة. في العيادات، يتم التعامل مع أمراض مثل القلب، الضغط، السكري ومقاومة الأنسولين.
مقاومة الأنسولين حالة شائعة تُعالج من خلال تقديم نظام غذائي مناسب.
هل يمكنني اتباع نظام غذائي لعلاج مرض معين؟ وإذا كنت شخصًا سليما، فما النظام الغذائي المناسب لي؟
إذا كنت أعلم أن لدي مستويات عالية من الدهون الثلاثية، فمن غير الذكاء اتباع نظام الكيتو الكلاسيكي الذي يزيد من الدهون المشبعة. يمكنني العمل على تقليل الأطعمة المقلية والزبدة والزيوت والقشطة التي نتناولها في الكيتو الكلاسيكي. هذه الأنظمة تتطلب شخصا سليما تماما.
الكيتو له أنواع، وأنا أعمل أكثر بالنظام النظيف. مثلا يمكنني تناول البيض المسلوق مع القليل من الزبدة، أو الجبن الشيدر الخفيف بدلا من الموتزاريلا الذائبة. بالنسبة للخضروات، يمكنني استخدام زيت الزيتون بدلا من السمنة أو الزيوت الأخرى.
يمكنني تحويل النظام الكلاسيكي إلى نظام أخف، مع الحفاظ على فكرة الكيتو. لا يوجد نظام غذائي علمي يعتمد على الكيتو فقط، بل يمكن إضافة الصيام المتقطع إلى أي نظام غذائي.
كيف يمكنني اتباع نظام الكيتو بطريقة صحية دون التأثير سلبا على مستويات الدهون الثلاثية في الجسم؟
بالنسبة لي، أفضل نوع دايت هو الكيتو، ولكن ليس الكيتو الكلاسيكي. الفكرة العلمية وراء ذلك هي أنني أبدأ بتقليل النشويات في النظام الغذائي، هذا يعني أنني لا أحرم الجسم من مصدر الكربوهيدرات، بل أضيف مصادر مثل المكسرات وبعض الفواكه المسموح بها في الكيتو.
فكرة الكيتو هي إدخال الجسم في حالة تسمى الكيتوزيس، حيث يتم تكسير الدهون المخزنة في الجسم وتحويلها إلى طاقة بدلا من السكر الذي كان المصدر الرئيسي للطاقة عند تناول الأرز والمعكرونة. هذا النظام يساعد في تكسير الدهون ونحت الجسم.
لهذا السبب، أفضل الاعتماد على الكيتو مع الصيام المتقطع، حيث يساعد الصيام المتقطع في استهلاك السكر الموجود في الدم.
كيف يمكنني التأكد من أن النظام الغذائي الذي أتبعه مناسب لاحتياجاتي الشخصية ويساعدني على تحقيق أهدافي الصحية؟
النصيحة قد تكون فعالة إذا كان لديك حظ جيد، لأن النظام الغذائي المحسوب لك قد يكون مناسبا. كل شخص يحتاج إلى سعرات حرارية مختلفة للحفاظ على وزنه أو فقدانه. إذا اتبعت نظاما غذائيا من الإنترنت يحتوي على 1500 سعر حراري وأنت تحتاج إلى 2000 سعر حراري، فإنك تستهلك 500 سعر حراري أقل مما تحتاجه، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، ولكن إذا كان النظام غير مناسب فقد لا ترى النتائج المرجوة.
الأفضل هو أن تكون على دراية باحتياجاتك الغذائية وتخطط لنظام غذائي يناسبك. هذه المعلومات يمكن لأي شخص معرفتها من خلال الدراسة أو القراءة.
كيف يمكن تحسين العادات الغذائية للأطفال بطريقة فعالة دون حرمانهم من الأطعمة المفضلة؟
اتباع نظام غذائي قاسي للأطفال قد يكون غير فعال، حيث يركز الأطفال على الطعم بدلا من القيم الغذائية. من الضروري تقييم عاداتهم الغذائية وتخفيف استهلاك الأطعمة غير الصحية تدريجيا، مثل تقليل تناول الأندومي.
التحفيز والمتابعة الأسبوعية مهمان لتحقيق النجاح، مع ضرورة تقديم خيارات صحية دون حرمان.
توعية الأهل بمخاطر بعض الأطعمة وتعليم الأطفال العادات الغذائية الصحية سيساعد في تحسين نمط حياتهم، مما يزيد من انخراطهم في تلك العادات عند رؤية نتائج إيجابية.
ما هي أغرب حالة صادفتها في تجربتك المهنية؟
تحدثت عن أغرب حالة صادفتها، وهي حالة صديقة لي. مع مرور الوقت بدأت تعرف أكثر عن أسباب زيادة وزنها. كانت تعاني من ضغط نفسي بسبب مقارنة نفسها بالآخرين، حيث كانت دائما نحيفة، ولكنها اكتسبت الوزن بعد الزواج.
عندما ناقشت معها هذا الموضوع سألتها عن كيفية حدوث ذلك، رغم أن الكثيرين يعتقدون أن الحمل هو السبب، إلا أنها لم تخلف أطفالا.
وعزز ذلك إلى ضغوط الحياة اليومية، مثل العمل والاهتمام بالمنزل، مما جعلها تتناول كميات أكبر من الطعام.
كان هناك جانب نفسي مثير للاهتمام في هذه الحالة. من الممكن أن زوجها كان يؤثر عليها بطريقة غير مباشرة، حيث كان يشجعها على تناول الطعام، لكنه لم يكن يشاركها في نفس الكميات.
هذه الحالة تظهر كيف يمكن أن تؤثر العلاقات الشخصية على العادات الغذائية وزيادة الوزن.
ما هي أفضل خيارات الإفطار والغداء التي يمكن اتباعها لتحسين الصحة وتخفيف الوزن؟
يعتبر الإفطار أهم وجبة في اليوم، ويفضل أن يبدأ الشخص يومه بأقل كمية من النشويات أو السكريات.
من الخيارات الصحية للإفطار، يمكن تناول البيض مع شرائح الديك الرومي أو الفلفل الملون. بعد الإفطار بساعتين أو ثلاث يمكن تناول وجبة خفيفة، مثل الشوفان مع كوب من القهوة أو الشاي.
أما بالنسبة للغداء، يمكن تناول البروتين مع حصة محددة من النشويات، مثل الأرز أو الخبز، وينبغي تقسيم النشويات على مدار اليوم.