في ذكرى وفاة أمينة رزق.. ما لا تعرفه عن صاحبة أطول مسيرة فنية
كتب: أحمد الشورى
تحل اليوم 24 أغسطس ذكري وفاة الفنانة القديرة أمينة رزق، والتي تعد واحدة من أهم الفنانات اللاتي قدمن دور الأم على الشاشة المصرية، وصاحبة أطول مسيرة فنية في تاريخ السينما العربية، تألقت طوال مسيرتها الفنية حتى بلغت 80 عاما، وتميزت بالذكاء والإصرار والطموح والعزيمة والكاريزما.
وترصد “مجلة كلاسي” في هذا التقرير عن أبرز المحطات الفنية لها، بالسطور التالية:
ولدت أمينة رزق في مدينة طنطا في 15 أبريل عام 1910، وبدأت دراستها في مدرسة ضياء الشرق عام 1916، ثم انتقلت ووالدتها للعيش في القاهرة بحى روض الفرج مع خالتها الفنانة أمينة محمد إثر وفاة والدها وكان عمرها 8 سنوات.
وكانت رفيقة طفولتها هي خالتها أمينة محمد، وكانت تعمل كفنانة وهي أكبر منها سنا، وأكثر جرأة، أخذت أمينة الكبيرة يد أمينة الصغيرة واقتحمتا المسرح من باب الجمهور.
بدأت الفنانة أمينة رزق مشوارها الفني من على خشبة المسرح، حيث ظهرت لأول مرة على خشبة المسرح عام 1922، في إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار في مسارح روض الفرج، ثم انتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التي أسسها عميد المسرح العربي يوسف وهبي عام 1924، حيث ظهرت في مسرحية “راسبوتينفى”.
وبدأت في السينما من خلال فيلم “سعاد الغجرية”، ورغم كل تعجبات أمينة رزق، إلا أنها مثلا جسدت دور الأم في فيلم “بداية ونهاية” لصلاح أبو سيف عام 1960 ببراعة شديدة، وكان عمرها حينها 50 عاما.
في السبعينيات وما تلاها من عقود، قدمت أمينة رزق دور الأم بكثرة، وذلك في أفلام، مثل: “شاطئ العنف، العاشقة، أمهات في المنفى، الأنس والجن، دموع صاحبة الجلالة وعتبة الستات”، وكذلك في مسلسل “البشاير” مع الراحل محمود عبد العزيز، بينما حازت على عدد من الجوائز فى دور صغير قدمته في فيلم “أريد حلا” أمام فاتن حمامة سنة 1975.
شاركت أمينة رزق في أكثر من 150 فيلما اختير بعضها، مثل “دعاء الكروان” من بين أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ومنها “دعاء الكروان”، “بورسعيد”، “بداية ونهاية”، “بائعة الخبز”، “أريد حلا”، بداية ونهاية”، “التلميذة”، “قبلة في الصحراء”، “شفيقة القبطية”، “شاويش نص الليل”، “ناصر 56″، “استاكوزا”، “الكيت كات”، “الانتفاضة”، “شارع السد”، “صراع الأحفاد”، “المولد”، “التوت والنبوت”، “الإنس والجن”، “العار” و”العاشقة”.
وشاركت فيما يقرب من حوالي 96 مسلسلا تليفزيونيا، منها: “السيرة الهلالية، الإمام البخاري، هاربات من الماضي، محمد رسول الله، قال البحر، ليلة القبض على فاطمة، عصفور النار، بوابة المتولي، البشاير، ثمن الخوف، أوبرا عايدة، للعدالة وجوه كثيرة، هارون الرشيد، فارس الرومانسية، أوراق مصرية، أحلام مؤجلة، ضد التيار، خالتي صفية والدير”.
رفضت أمينة رزق الزواج نهائيا، وتكاثرت الأقاويل عن حالة عشق تمر بها لعميد المسرح العربي يوسف وهبي، ولم يكن انضمام أمينة لفرقة عميد المسرح العربي بداية حقيقية لفنها فحسب، وإنما كان بداية لحبها ليوسف وهبي الذي أعجبت بإنسانيته، لكنها لم تجرؤ يوما على أن تفتح قلبها له، خصوصا أنها لم تجد منه تجاوبا.
وبرغم من أن أمينة رزق عُرفت بلقب عذراء السينما المصرية؛ نظرا لعدم زواجها طوال حياتها، إلا أنها مرت بتجربة صعبة للغاية، حيث أجبرت على الزواج من قبل أهلها، وهو الأمر الذي خضعت له بسبب تهديد أهلها بالقتل، حيث حدث شجار بينهم لمدة 11 يوما بعد كتب الكتاب، فتم الطلاق وفقا لرواية أمينة رزق في حوار تليفزيوني نادر.
توفيت أمينة رزق فى مثل هذا اليوم عن عمر يناهز الـ93 عاما في عام 2003، بعد أن أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية، بعد صراع استمر لمدة شهرين مع المرض، وتوفيت في المستشفى.
رفضت الراحلة الزيارات من الوسط الفني ومن أصدقائها أيضا وكتبت ورقة اعتذار رقيقة للجميع لعدم استقبالهم، ولم تسمح لأحد بزيارتها سوى الفنانة ليلى فوزي والفنانة معالي زايد، والتي كانت قد تقربت منها في العشر سنوات الأخيرة من حياتها.