تدشين مكتب شباب الجنوب العالمي على هامش الاحتفال بيومه العالمي
شهد مركز التعليم المدني بالجزيرة أمس تدشين مكتب شباب الجنوب العالمي بوزارة الشباب والرياضة، تزامنا مع اليوم العالمي لتعاون دول الجنوب.
وبدأ الحفل بعزف النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية بحضور المسؤولين التنفيذين والتشريعين، يتقدمهم كل من السفير عمرو الجويلي مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي، اللواء إسماعيل الفار مساعد وزير الشباب والرياضة للعلاقات الحكومية والمشرف على قطاع الشباب، الباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي مدير مكتب شباب الجنوب العالمي وكوكبة من القيادات الشابة خريجي برامج مكتب الشباب الإفريقي علي مدار 10 سنوات، إضافة إلى شباب الملحقين الدبلوماسيين (دفعه 56).
وفي مستهل كلمته نقل اللواء إسماعيل الفار مساعد وزير الشباب والرياضة لشؤون قطاع الشباب تحيات وزير الشباب والرياضة، مضيفا أن الوزارة تُولي اهتماما بالغا بتطوير البرامج والمبادرات التي تستهدف تمكين الشباب على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
وقال الفار في تصريحاته: “إن إطلاق مكتب شباب الجنوب العالمي يأتي في إطار رؤية الوزارة لتعزيز دور الشباب في قيادة عملية التنمية وبناء مجتمع مستدام، فنحن ملتزمون بتقديم الدعم الكامل لهذا المكتب ليكون منارة لنقل التجارب والخبرات بين الشباب في دول الجنوب”.
وأضاف الفار أن المكتب الجديد سيلعب دورا حيويا في الدبلوماسية الشبابية، وفي إحداث نقلة نوعية في التعاون مع الدول الشريكة، من خلال توفير منصات تفاعلية للشباب لطرح أفكارهم والمساهمة في تحقيق الأهداف المشتركة بين دول الجنوب.
ومن جانبه، أبرز السفير عمرو الجويلي مساعد وزير الخارجية لشئون متعددة الأطراف والأمن الدولي الاهتمام الكبير الذي يوليه الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج لمساهمة مصر القيادية في تعزيز دور الجنوب العالمى في المنظومة متعددة الأطراف بشكل عام، والأمم المتحدة ووكالاتها بشكل خاص، مثمنا مبادرة وزارة الشباب والرياضة لتأسيس مكتب شباب الجنوب العالمي كمنصة لتواصل للشباب المصري مع نظرائهم في دول الجنوب، ومنوها إلى المكانة البارزة التي يحتلها الشباب في الجنوب العالمى، باعتباره المكون السكاني الأكبر والواعد، مقارنة بباقى مناطق العالم الجغرافية التى قد لا تتمتع بذات الميزة الديمغرافية.
وعرض مساعد وزير الخارجية للدور الريادي الذي تستمر مصر في الاضطلاع به تعزيزا لقيادة الجنوب العالمي، بدءا من مشاركتها كمؤسس لحركة عدم الانحياز المعنية في الأساس بالموضوعات السياسية والاستراتيجية، ومجموعة الـ77 المعنية بالموضوعات الاقتصادية والتنموية والتي تحتفل بذكراها الستين هذا العام، إضافة إلى العديد من المنتديات الدولية الأخرى العابرة للقارات الثلاثة النامية، إفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية والوسطى، مثل منظمة التعاون الإسلامي.
كما عرض الجويلى لبعض الأمثلة للمؤسسات العاملة لتعزيز التعاون فيما بين دول الجنوب ومنها مركز الجنوب في جنيف، الذي سبق أن تولى الدكتور بطرس غالي رئاسته، وكذلك توليه أول أمين عام للمنظمة الدولية للفرانكفونية التي أغلب أعضائها من دول الجنوب، ومكتب التعاون جنوب جنوب بسكرتارية الأمم المتحدة التي سبق أن رأسه دبلوماسيون مصريون.
واستعرض حسن غزالي مدير مكتب شباب الجنوب العالمي في كلمته الرؤية الرامية إلى تمكين الشباب في دول الجنوب من خلال خلق جسور تواصل بين شباب مصر وشباب الدول الشقيقة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
وأكد غزالي أن المكتب يأتي امتدادا طبيعيا للدبلوماسية الشبابية منذ عقد من الزمن (2012-2024)، حيث استطاع تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة وبدعم من وزير الشباب والرياضة تحقيق نجاحات ملموسة في تعزيز الشراكات الدولية، خاصةً عبر البرامج القيادية مثل “منحة الزعيم جمال عبد الناصر للقيادة الدولية”، “المدرسة الإفريقية 2063، “حركة ناصر الشبابية”، “برامج متطوعي الاتحاد الإفريقي”، “نموذج محاكاة الاتحاد الإفريقي” و”مشاريع تضامن شعوب وادي النيل”، ودعم الطلاب الأفارقة الوافدين وغيرها من البرامج التي خلقت أجيال مؤمنة بالدائرة الإفريقية في محددات الشخصية والسياسة المصرية.
وفي سياق متصل خلال الفعالية، جرت جلسة نقاش حيوية قدم خلالها السفير عمرو الجويلي نظرة بانورامية لمفهوم الجنوب العالمي، مبرزا أن مطلبه الأساسي هو إضفاء العدالة والإنصاف وحكم القانون والمشاركة المتساوية في العلاقات متعددة الأطراف والنظام الدولي بأكمله.
وطرح الحضور من الشباب العديد من الأسئلة حول دور مكتب شباب الجنوب العالمي في تمكين الشباب وتوسيع نطاق البرامج لتشمل كافة المحافظات، خاصةً في صعيد مصر، كما تمت الإشارة إلى الدور الحيوي لمشروع المدرسة الوطنية لإعداد الكوادر – بذور لدى دارسي اللغات الأجنبية، مثل اللغة السواحيلية، الفرنسية، الإسبانية والأوردية، في تعزيز التواصل بين الشباب من مختلف الثقافات.
وخلال مداخلاتهم، أثنى الحضور من خريجي برامج المكتب على أثر مبادرات المكتب في مساراتهم العملية ورفع مهاراتهم وتمكينهم، وشددوا على ضرورة تفعيل برامج تدريبية تستهدف ذوي الهمم، كما أشادوا بالدور الذي يلعبه المكتب في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الوعي بين الشباب حول قضايا التعاون الدولي.
واعتبروا أن مثل هذه المبادرات تسهم في تطوير قدرات الشباب على مستوى دول الجنوب، مما يعزز التعاون المتبادل ويخلق فرصا للنمو المشترك.
في ختام الفعالية، كرمت وزارة الشباب والرياضة متمثلة في اللواء إسماعيل الفار مساعد وزير الشباب والرياضة والسفير عمرو الجويلي عرفانا بما قدمته وزارة الخارجية المصرية من رعاية ساهمت في إنجاح المبادرات الشبابية خلال السنوات الماضية.