فن

الكاتبة سميحة المناسترلي عن مسلسل “نقطة سوداء” : بقعة سوداء فى ثوب الدراما المصرية

 

قالت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى : شاهدنا الأسابيع الماضية مسلسل “نقطة سوداء”، الحقيقة عن نفسى لا أستطيع تصنيفه كمسلسل درامي أبداً بل ممكن أن أصنفه كدراما “تطل علينا من خلال سحابة دخان” .

وتابعت : إنني أشفق على كل الفنيين والعمال المتواجدين داخل موقع التصوير من استنشاق كم السجائر التى قام الممثلون بتدخينها أمام الكاميرات، أما ما حدث من توضيح لكيفية تعاطي البودرة أمام الكاميرات بالإضافة لمشاهد العنف وممارسة السادية والعقد النفسية، فهي عن جد لقطات غير موفقة مطلقا، بل هي جريمة في حق المشاهد المراهق والشباب والأطفال، حيث أن القائمون على المسلسل يضعون الإدمان وممارسة العنف والقتل كحل دائم للهروب من أي مشاكل بصورة استفزازية مبالغ فيها .

وأضافت المناسترلي، أما مضمون المسلسل الذى هو صراع وثأر وانتقام بين أسرتين، فهذا موضوع قد تم تناوله كثيرا وبصور عديدة ناجحة، أما المسلسل الذى نحن بصدده هنا، هو مضمون تم توسيعه و”مطه” بصورة جعلتنا نقع في مستنقع “التيه” بصورة كفيلة بإسقاط مجتمعات بل دول بأكملها، فأصبحت المواقف هزيلة ملفقة، والشخصيات مهزوزة موتورة الأداء، أصبحوا في حيرة ما بين الإرتجال والنص الحقيقي، يجعلوننا نتساءل بين المشاهد عن ما يحدث ؟ وكأن على المشاهد أن يعيد ترتيب قطع “البازل” مرة أخرى حتى يقرأ المشهد ويستوعبه بصورة صحيحة – إنه مجهود لو تعلمون عظيم جدا على المشاهد- كما أنه اعتمد على الأكشن لإخفاء عوار النص المهلهل، الذي ارجعه في اعتقادي الخاص إلى تعدد المشاركين في الكتابة بلا تناغم أو دون تسلسل مدروس أو متقن .

وأكدت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى، أنها كمشاهدة ترى أن المسلسل أنتج كم من الأحداث الهزيلة المفتعلة، وتحدث عن القتل والخيانة والغدر بين أفراد الأسرة الواحدة، وزنى المحارم بمنهج هازم لثقافتنا المجتمعية، وترابطنا الأسري، بل منهج شيطاني خالي من أي مشاعر انسانية أو أصولية، والتخلى عن لغة الإحترام، داعياً إلى اسقاط القدوة، وكأننا في غابة أو مستنقع من الموبقات، عن الإخراج والتصوير والإضاءة بالطبع دون المستوى .

واختتمت المناسترلي حديثها قائلة : لا أدري كيف استكمل النجوم الكبار العمل والتصوير بمثل هذا الورق ؟! خاصة النجم القدير أحمد بدير وأحمد فهمي وفاء عامر وأحمد مجدي وناهد السباعي وسماح أنور وهدى الأتربي، أما الفنانة سارة سلامة فعليها تغيير نمط الأداء والماكيير وهي قادرة على أداء أفضل، في النهاية وللأسف لايسعني سوى وصف المسلسل بأنه “بقعة سوداء فى ثوب الدراما المصرية “، وأتمنى دراما هادفة ناجحة فى رمضان المقبل .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى