مقالات

أم كلثوم..50 عامًا على رحيل كوكب الشرق إرث لا يموت

كتبت: مروة حسن

تحل اليوم 3 فبراير الذكرى الـ50 لرحيل كوكب الشرق، سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقى العربية.

في مثل هذا اليوم من عام 1975، فارقت أم كلثوم الحياة عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني الذي شمل الألحان، الكلمات، والأغاني التي أصبح لها صدى واسع في العالم العربي.

ولدت أم كلثوم في 31 ديسمبر 1898 في قرية طماي الزهايرة بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، واسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي.

نشأت في أسرة متواضعة حيث كان والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي، إمامًا ومؤذنًا، وكان له دور كبير في توجيهها نحو الغناء بعد أن لاحظ موهبتها في الصوت والإنشاد. كانت فاطمة طفلة تعلمت في كتّاب القرية، وقد ألهمها والدها ليغني مع أخيها في المناسبات المحلية.

بداية مسيرتها الفنية كانت في سن الثانية عشر عندما بدأت في الغناء بحضور جمهور صغير، حيث انطلقت تدريجيًا إلى أن أصبحت واحدة من أبرز الأسماء في الساحة الفنية.

كانت أم كلثوم أول فنانة تُغني بمفردها أوركسترا موسيقي في مصر، فبدايةً من عام 1924، قدّمت أول أسطوانتها “وحقك أنت المنى والطلب” التي حققت مبيعات ضخمة.

وعلى الرغم من تعرضها لهجوم كبير من الصحافة، في وقت كان يُعتبر فيه الغناء للنساء محرمًا في المجتمع المصري، فإن إصرارها على النجاح وأصواتها الرائعة جعلها تتربع على عرش الغناء العربي.

أم كلثوم تعاونت مع أفضل الشعراء والملحنين مثل أحمد رامي، محمد القصبجي، وزكريا أحمد، وقدمت أغنيات خالدة من بينها “أراك عصي الدمع” (1926)، “افرح يا قلبي” (1937)، “حأقابله بكرة” (1946)، “مصر تتحدث عن نفسها” (1951)، و”فات الميعاد” (1967)، كما غنت العديد من الألحان الوطنية التي أصبحت جزءًا من تاريخ الشعب المصري والعربي، أبرزها أغنيتها الشهيرة “غلبت أصالح في روحي” التي غنتها في حرب فلسطين.

عام 1954، عانت أم كلثوم من مشاكل صحية بسبب إصابتها بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية، مما أدى إلى جحوظ عينيها واضطرت لارتداء النظارات السوداء بشكل دائم.

ورغم ذلك، لم يتوقف عطاؤها الفني واستمرت في تقديم حفلاتها التي طالما شهدت حضورًا جماهيريًا ضخمًا، حتى أنها خصصت إيرادات حفلاتها لدعم المجهود الحربي في فترة نكسة 1967.

وقد تميزت أم كلثوم بقدرتها على التواصل مع جمهورها بشكل غير مسبوق، فقد كانت تروي وتؤدي الأغاني بمشاعر صادقة وحضور قوي، مما جعلها واحدة من أبرز رموز الفن في العالم العربي.

تجسدت هذه العلاقة الخاصة مع جمهورها في حفلاتها الشهيرة في القاهرة والمحافظات، وكذلك عبر بث أغانيها في المحطات الإذاعية، حيث كانت حفلاتها تُذاع بشكل مباشر عبر الأثير، ما جعلها تتمتع بشعبية واسعة في جميع أنحاء العالم العربي.

أم كلثوم، والتي لا يُمكن نسيانها حتى بعد خمسين عامًا على رحيلها، قد أسست مدرسة فنية خاصة بها، وأثرت في أجيال متعاقبة من المطربين والملحنين.

وتُعداليوم أم كلثوم رمزًا للغناء الراقي، ومرجعية أساسية في الفن العربي، حيث أن أغانيها تتجاوز الزمن وتظل تؤثر في القلوب والنفوس.

في 3 فبراير 1975، توفيت أم كلثوم بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنها تركت إرثًا فنيًا غنيًا سيظل حيًا في قلوب عشاقها.

واليوم، وبعد خمسين عامًا على رحيلها، لا تزال أغانيها تُسمع في المنازل والشوارع، ويمثل فنها حالة ثقافية راسخة في وجدان العالم العربي، وهو ما يجعل ذكرى رحيلها في هذا اليوم تذكر الجميع بعظمة سيدة الغناء العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى