مقالات

من التلغراف إلى الراديو محاولات رائعة من المخترع العبقري “غوليلمو ماركوني”

مرت الإذاعة في الوطن العربي بالكثير من المراحل والتطور حتى وصلت إلى هذا الشكل حالياً، واصبحت من أهم الوسائل في نقل الاخبار قد تكون بنفس أهمية التلفزيون، ويرجع الفضل في هذا إلى المخترع الإيطالي “غوليلمو ماركوني”، حيث نجح في اختراع راديو عام 1901، يبث موجات راديوية لمسافات طويلة، ليكون بذلك أول من أرسل موجات بشكل علني وصريح، واضعًا بهذا العمل العالم على حافة جديدة من التطور والتقدم.

و سبق هذا الإنجاز الكبير، محاولات كثيرة ورائعة من قبل “غوليلمو” لاختراع جهاز قادر على بث موجات صوتية من دون الحاجة إلى أسلاك، وهو ما كان يعرف حينها بجهاز “التلغراف”، وبعد فترة من العمل، نجح غوليلمو في اختراع جهاز الراديو، و استخدم الراديو في البداية كأجهزة للسفن البحرية، كي تتمكن السفن بالتحدث مع بعضها البعض، خاصة الحربية منها، حيث كان التركيز على التواصل الشخصي، ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى أسست عدد من الإذاعات، فأهتمت بنشر المواعظ الدينية والرياضة والأخبار.

ويعدّ عام 1926، هو عام نهضة الراديو، حيث بدأ الصراع والتنافس بين المحطات الإذاعية، وتم إنشاء أول محطة إذاعية وهي محطة “NBC”، ثم محطة “Colombia الأميركيتين”، و سعى كل منهما إلى عرض برامجه الخاصة، فبدأ عرض برامج درامية عديدة، بالإضافة إلى برامج حوارية والتنافس على من يسبق الآخر في سرعة إيصال المعلومة، كذلك الحصول على مواد ترويجية.

وبين عامي 1930 و 1950، هما العصور الذهبة للمحطات الإذاعية، حيث تحول المذياع إلى وسيلة لتسلية العائلات، ليتحول هذا الأمر إلى روتين يومي، و يجتمع فيه الأقرباء والأصدقاء لمتابعة برنامج إذاعي معين.

و أدى تقدم وتطور الإذاعات وبرامجها، إلى اكتساح شهرة المذياع عدد كبير من وسائل الترفيه والإطلاع والتسلية، كالجرائد والندوات وغيرها.

وكان حينها المراسل الميداني، يذهب لتغطية حدث أو ندوة معينة، ثمّ يعود بالخبر إلى المحطة الإذاعية لتلاوتها وإعلام الناس بها.

و جهاز الراديو ليس جهاز إذاعة فقط، بل يستعمل في تشغيل أجهزة التلفاز والهواتف الخلوية، وذلك لتسهيل عملية التواصل بين الشعوب، وأن شهرة المذياع عادة للانخفاض بعد اختراع التلفاز.

وكانت أول جملة انطلقت في الإذاعة المصرية هي جملة “هنا القاهرة”، التي قالها المذيع المصري”أحمد سالم”، في عام 1934، وتألقت بها إذاعة البرامج العامة بعد ذلك، وكان للمذيعات المصريات في تلك الفترة دور خاص في دعم الإذاعة المصرية ودخولها لقلوب المستمعين من خلال أصواتهم الجذابة والدافئة.

وسنعرض في السطور التالية أبرز المذيعيين في هذا الوقت ولهم تأثير كبير في حياة الإذاعة:

*أبلة فضيلة

كانت من أشهر المذيعات المصريات في الراديو، وعلي صوتها الدافئ نشأ أجيال من الأطفال، مستعما بلهفة لقصصها الممتعة الشيقة، إبتداًء من حكاية البلبل للسلحفاة الحكيمة لغناء الحمار، وإستطاعت أبلة فضيلة أن تسكن قلوب الأطفال والكبار أيضا بصوتها الجذاب.

*آمال العمدة

وهي زوجة الإعلامي مفيد فوزي، وقدمت أكثر من برنامج إذاعي لا يزال صداه عالقا في أذهان المستمعين وأبرزهم “ساعة زمان” و”إقرار ذمة شخصية”، وكان لها العديد من البرامج الرمضانية وهي “ابنتي من المشاهير”، و”زوجتي من المشاهير”، و”عقدتي”، و”الاختيار الصعب” واشتغلت أولًا في اذاعه الشباب ثم تم إختيارها لكفاءتها لتنضم الي إذاعه الشرق الأوسط.

*آمال فهمي

ملكة الكلام في الوطن العربي، وكانت من الإعلاميات الخالدات في تاريخ الراديو، فهي أول من أدخل الفوازير في الإذاعة العربية، كما أنها الوحيدة في ماسبيرو التي حصلت علي جائزة مصطفي وعلي أمين للصحافة، بعدما حولت تحقيقات صحفية إلي تحقيقات إذاعية وهو الأمر الذي لاقي إستحسان مستمعي الإذاعة، وكانت صاحبة فكرة برنامج “الشعب يسأل والرئيس يجيب”، مع الرئيس المعزول محمد مرسي.

*آمال علام

تعد من المذيعات المتميزات وعملت بإذاعة صوت العرب، ولها الكثير من البرامج الناجحة التي كان لها صدى واسع عند جمهور الشباب، ومن الأسماء التي لها وزنها في الراديو، صاحبة الكثير من البرامج الناجحة والتي كان أبرزها “المرأة والأمم المتحدة” والبرنامج الجماهيري “مارثون الأغنيات” مع الإعلامي المعروف أحمد شريف.

*ليلي دوس

تعد أول امرأة عربية تعمل كمذيعة راديو في الشرق الأوسط، بدأت حياتها المهنية كمنتج في الراديو عام 1944 ثم مذيعة في نفس العام عندما أعلنت خبر إنزال نورماندي ذلك الغزو الذي أنهي الحرب العالمية الثالثة، والذي قالت عنه أنها وجدت نفسها عالقة أمام هذا الموقف حيث لم تجد أحدا في الإذاعة لإعلان الخبر مما اضطرها للإعلان عنه بنفسها ومن بعدها انطلقت في رحلتها بالعمل الإذاعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى