منة شلبي أبرز المرشحين لبطولة مسلسل عن قصة حياة الأديبة “مي زيادة
كتب أحمد الجوهري
إنتشر خلال الأيام الماضية خبر يقول أن هناك عمل درامي يروي قصة حياة الأديبة والكاتبة “مي زيادة” ستقوم ببطولته النجمة “منة شلبي” من تأليف “محمد هشام عبية”
وفي تصريح من المؤلف “محمد عبية” قال: مشروع قائم ولكن لم يكتب فيه حرف، ومش متوقع أن يخرج للنور قبل 2024.. وأضاف أن النجمة “منة شلبي” مرشحة بالفعل لكن ليس هناك إتفاق نهائي.
ولعل الخبر فرصة لنتعرف أكثر عن “مي زيادة” الأديبة والكاتبة التي عشقها معظم الأدباء وكانت نهايتها في مستشفى للأمراض العقلية.
ولدت مي زيادة و إسمها الحقيقي “ماري إلياس” في 11 فبراير سنة 1886 ببلدة الناصرة بفلسطين ، وهي إبنة وحيدة لأب لبناني وأم فلسطينية أرثوذكسية، تلقت دراستها الإبتدائية في الناصرة بفلسطين ، والثانوية في عينطورة بلبنان ، و في عام 1907، إنتقلت مع أسرتها للإقامة في القاهرة ، ودرست في كلية الآداب وأتقنت تسع لغات منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية و الألمانية وفي القاهرة عملت بتدريس اللغتين الفرنسية و الإنجليزية، وتابعت دراستها للألمانية و الإسبانية والإيطالية، كما عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها، وتابعت دراساتها في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة .
صالون الآنسة مي
في الوقت الذي كانت فيه المرأة لا تزال تخطو أولى خطواتها في التعليم والحرية الفكرية كانت مي رائدة التنوير في عصرها متفوقة بذلك على المفكرين الرجال و كان لها صالون ثقافي بدأ إنعقاده سنة 1913 و كان يعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع و كان يحضره عمالقة الأدب و رواد السياسة و مشاهير العلماء وأعيان البلد، كمصطفى عبد الرازق، وأحمد لطفي السيد، و طه حسين، و مصطفى صادق الرافعي، وخليل مطران و إسماعيل صبري و عباس محمود العقاد و غيرهم .
و هكذا إجتمع أعلام الدين وأقطاب السياسة و رواد النثر وفرسان الشعر في صالون الآنسة مي، و هذا تقدير للمرأة العربية التي إستطاعت جمع الرجال من حولها يتناقشون فيما بينهم نقاشًا حرًا في السياسة والأدب و الدين و الثقافة العالمية، و كان جمال مي الروحي والجسدي و كلامها الحلو ونبرتها الهادئة، وثقافتها الكبيرة، كان كل ذلك يضفي على المجلس بهاء و رقيًا وإحساسا راقيا بالجمال في أرقى تجلياته، و لم يكن أحد يغيب عن المجلس إلا لظرف قاهر .
مي زيادة و العقاد
تعلق الكثيرين من الأدباء بمي و منهم مصطفى صادق الرافعي و أحمد لطفي السيد و العقاد وإلتقت مي بالعقاد كثيرًا في صالونها الأدبي و في فترة وجوده في مسقط رأسه أسوان كانا يتبادلان الرسائل و منها :
العقاد يصف حبه لمي: الحب الذي جعلني أنتظر الرسالة أو حديث التليفون كما ينتظر العاشق موعد اللقاء
مي في رسالة للعقاد: لا تحسب إنني أتهمك بالغيرة من جبران فإنه لم يرني و لعله لن يراني و لكن طبيعة الأنثى يلذ لها أن يتغاير فيها الرجال
إستفز حب مي وجمالها شاعرية العقاد فسطر فيها أعذب الأشعار رغم أنه لم يكن بالأساس شاعرًا.
مرض مي زيادة و وفاتها
بعد وفاة والدها و والدتها و حبها الوحيد الشاعر جبران خليل جبران إنهارت مي لدرجة إنها قضت بعض الوقت في مستشفى للأمراض النفسية و لأنها لم تتزوج و لم يكن لها أقارب في مصر أرسلها أصحابها إلى أهلها في لبنان فأساوا إليها و أدخلوها “مستشفى الأمراض العقلية” مدة تسعة أشهر وحجروا عليها فأحتجت الصحف اللبنانية و بعض الكتاب و الصحفيون ، فنقلت إلى مستشفى خاص في بيروت ثم خرجت إلى بيت مستأجر حتى عادت لها عافيتها ثم عادت مرة اخرى إلى مصر .
لم تتحمل مي العيش في مصر بعد فقد الأحباب فسافرت إلى إنجلترا لتغيير المكان و منها إلى روما و لكن الحياة هناك لم تروق لها فعادت مرة أخرى إلى مصر مستسلمة لأحزانها حيث توفيت في مستشفى المعادي بالقاهرة في 17 اكتوبر عام 1941 عن عمر 55 عاماً و لم يمش وراءها رغم شهرتها و معارفها وأصدقائها الذين هم بغير حصر ، سوى ثلاثة من الأوفياء : أحمد لطفى السيد ، خليل مطران ، و أنطوان الجميل .
– وقالت السيدة هدى شعراوي في تأبينها كانت “مي” المثل الأعلى للفتاة الشرقية الراقية المثقفة وكتب الأدباء في رثائها مقالات كثيرة بينها مقالة لأمين الريحاني نشرت في “جريدة المكشوف” اللبنانية عنوانها “انطفأت مي”.