الزعيم الذي دافع عن حقوق المظلومين.. أبرز المعلومات عن مهاتما غاندي في ذكرى ميلاده
كتبت: مايا حمادة
عبقرية وفكر “غاندي” السابق لأوانه كانت مصدراً للروحانية في الهند، تسلح الزعيم بالرفق والصبر وأصلح الناس بطريقة الرجل المسالم بطبعه والوديع بحكم تكوينه، هو الإنسان المتواضع المتقشف بالمقابل هو صاحب زعامة خاصة بموقفه والغير مزاحم لأحد على عامة وطنه ولم يزاحمه أحد عليها وإستحقها بإعتراف المستعمرين البريطانيين أنفسهم لأنه إنتصر في أصعب المعارك وهي معركة الشهوات والمطامع.
ولد “موهندس كرمشاند غاندي” الملقب بالـ “مهاتما” وهي (صاحب النفس العظيمة أو الفديس) عام 1869 بمقاطعة غوجارات بالهند لأسرة محافظة لها باع طويل بالعمل السياسي.
ترك غاندي خلال شبابه كل عمل فيه ربح مالي وترك ماعنده من مال على معونة المعوزين من المظلومين، ليسكن حيث يسكنون ويأكل مما يأكلون.
وهو بالتالي ذلك الرجل العصري بزمنه وتعليمه تعلم في أحدث الجامعات وعاش في أحدث البيئات الإنجليزية ونهل الثقافة في بلاده وفي أوروبا على النمط الحديث ولكنك تحسبه من عجائز القرون الوسطى إذا سمعت رأيه مثلاً عن الطب والعلاج.
صفاته كلها رشحته ليكون القديس الروحي، حيث تميزت مواقفه من الاحتلال البريطاني بالصلابة التي لم تلغي مرونته التكتيكية، كما وخاطب الإنكليز بجملته السهيرة “أتركوا الهند وأنتم أسياد” التي لم تعجب السلطات البريطانية لتمارس ألوان من القمع والتعنيف كان غاندي نفسه أحد ضحاياها.
لم تضعه الهند موضع الزعامة السياسية ولاموضع القيادة الإجتماعية ولكنها وضعته موضع الأبوة المحبوبة الموقرة، التي يحق لها أن تُطاع وكان كبار القوم وصغارهم ينادونه بابوجي أي “يا أبتاه”، بل وكانت ناشئة الهند تحبه وتجله وتثق به وتستحي من إغضابه لأنه ذلك القديس الذي صنع نفسه.
كما لم تنل دعوات المهاتما لإحترام حقوق المسلمين بعض الفئات الهندوسية وإعتبروها بمثابة خيانة عظمى فقرروا إغتياله في 30 يناير أي في مثل هذا اليوم من عام 1948 عندما أطلق عليه أحد الهندوس النار وتوفي على الفور.
وهكذا إنتهت حياة غاندي وهي من أبسط السير التي عرفناها لعظيم من عظماء العالم قديماً وحديثاً