كتبت: سارة محمد الباجوري
دائمًا ما يترك المجرم خلفه دليل على إدانته، ولكن في بعض القضايا يستطيع المجرم الهروب غير تارك خلفه أي شئ يثبت التهمة عليه، هذا ما حدث في قضية مقتل الفنان يوسف العسال.
ولد الفنان المصري يوسف العسال في 14 مايو 1974، كان وسيمًا للغاية وملامحة أجنبية ويجيد التحدث بأكثر من لغة، لذا اختاره بعض المخرجين من وظيفته في إحدى شركات الطيران، ليجسد دور الأجنبي في الأعمال الفنية.
قدم الكثير من الأعمال الفنية منها فيلم “العمر لحظة”، “الملك فاروق”، “أماكن في القلب”، “آخر الرجال المحترمين”، وكانت آخر أعماله دور “فريناند ديليسبس” في مسلسل “سرايا عابدين” الجزء الأول، الذي عُرِض في عام 2014، وتوفى يوسف العسال قبل عرض الجزء الثاني عام 2015.
توفى يوم 19 نوفمبر 2014، بعد دخول مجموعة من اللصوص لمنزلة في مصر الجديدة بحجة أنهم محصلين كهرباء وهناك خطأ في فواتير الشقة، ويريدون مراجعة العداد مع الفاتورة.
فكان الفنان يوسف العسال داخل الشقة مع زوجته ففتح لهم الباب وذهب لغرفة النوم ليأتي لهم بالفواتير، ليجدهم داخل الغرفة يطلبون منه أن يصمت وإلا قتلوه، وحاول الهروب من الشقة، فقام أحدهم بضربه على وجهة، وواصل ضربه وتقييده، وخرجت زوجته من الحمام لتجد زوجها والمجرمين، فحاولت الذهاب للشرفة للاستغاثة بالجيران، ولكن قام أحدهم بضربها ومنعها من الصراخ، وأخذوا من الشقة 200 جنية و3 هواتف محمولة، وتمكنوا من الهرب، ورغم تفريغ الكاميرات وسؤال القاطنين في الشارع لم تصل النيابة للمتهمين وقيدت القضية ضد مجهول.
ورحل يوسف العسال ووفقًا لتقرير الطب الشرعي ب “اسفكسيا الخنق”.
وصرحت زوجته أن اللصوص سألوها عن ابنهم ذهب الراحل منذ 13 عام، ومعنى هذا أنهم يعرفون العسال جيدًا، وحاولوا إرغامي على الكلام وذهبوا لإحدى الغرف وبعثروا كل الملابس من داخل الخزانة، وظهر كأنهم يبحثون عن شئ معين.
والغريب أنهم تركوا هاتف الفنان يوسف العسال، والتابليت والشنطة الخاصين به، وحتى السلسلة الذهب المعلقة في رقبته لم يسرقوها، وحينما صرخت فروا هاربين، وتركوا رسالة غامضة محتواها: “لما يفوق أبقي قوليله المعلم كده خد حقه، بس لو أتكررت تاني هيعمل أكتر من كده”.
