مجتمع

” يجب التكاتف بين الثقافة والإعلام”….الدكتورة درية شرف الدين خلال تكريمها في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة

كتبت: نسرين أشرف 

 

كرمت إدارة مهرجان أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة في دورته السابعة الإعلامية القديرة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام سابقًا وذلك لدورها المهم في نشر الثقافة السينمائية عبر برنامجها الرائد ” نادي السينما ” . 

وانطلقت فعاليات منتدى نوت صباح اليوم الاثنين بندوة تكريم الدكتورة درية شرف الدين، وقدم الندوة الناقد الكبير طارق الشناوي.

وقال طارق الشناوي :”إن مهرجان أسوان إعتاد تكريم صناع السينما، وفي هذه الدورة يقوم بخطوة مهمة من خلال تكريم صناع الثقافة السينمائية”.

 

وأوضح أن عددًا كبيرًا من المخرجين والنقاد يدينون بالفضل لبرنامج نادي السينما في تشكيل وصقل ثقافتهم السينمائية، وأشار إلى الدور الكبير الذي قامت به درية شرف الدين في هذا الصدد ، خاصة وأنه يعتبر هذا البرنامج من أهم مصادر التثقيف السينمائي، مشددًا على أن درية شرف الدين جمعت بين النجاح والاحترام.

وأضاف : ” قلائل جمعوا بين الحب والاحترام مثل أم كلثوم وفاتن حمامة، وتنضم إليهم درية شرف الدين ممن جمعوا بين الحسنيين، فقد استطاعت أن تنتقل من نشرة الأخبار إلى برنامج نادي السينما بنفس النجاح ، وحين طلبتني مرة للمشاركة في نادي السينما أصبحت معروفًا بأنني طارق الشناوي ” بتاع نادي السينما” فالبرنامج كان تقريبًا جزءًا من المقررات الدراسية في معهد السينما واستطاع أن يصل للبسطاء ، فهذا البرنامج الاستثنائي والمعدة والمذيعة الاسثنائية درية شرف الدين هو اختيار صائب تمامًا لتكريم نموذج ريادي في الثقافة السينمائية، ويؤكد أن الاختيار جاء خارج الصندوق لشخصية في قلب الصندوق”.

 

وقالت الدكتورة درية شرف الدين إن الإعلام هو مكتشف للمواهب في مصر ويجب أن يقوم بهذا الدور ولا يتخلى عنه، ليس مادة خبرية أو مصورة فقط، بل يجب أن يكتشف المواهب.

 

وأشارت قائلة:” أن برنامج نادي السينما، يعود الفضل فيه لصديقي الراحل يوسف شريف رزق الله الذي علمني الإعداد والنقد السينمائي ، فـ أنا ويوسف شريف خريجو علوم سياسية، ولكن شغفه بالسينما والفن جعله ينحاز لهذا الاتجاه، كما دفعتني رغبتي في الإعداد للالتحاق بمعهد السينما لإعداد الدراسات العليا والدكتوراه”.

وأضافت أن الفيلم السينمائي في مصر تراجع دوره كثيرًا وأحزن الآن حين نصل لـ 17 أو 20 فيلمًا في السنة، ولذا يجب أن نرفع صوتنا لأن هذا لا يليق بمصر وتاريخها السينمائي فلا توجد لدينا قاعات سينما كافية في مصر وأصبحنا نرى أفلام السينما في التليفزيون وهو ما يؤثر على جودة الفيلم وعلى قيمته وعلى طريقة التلقي.  

 

وتابعت :”السينما فن جماعي لا ينتجه شخص واحد ولكن مجموعة من الناس وجماليات السينما الحقيقية لا تظهر على منصات التواصل الاجتماعي على الإطلاق ولا تحل المنصات محلها، هناك دول بدأت تنشئ دور سينما”.

 

واستكملت:”دائرة الإنتاج والعرض والعمل السينمائي يجب أن تكتمل، وخائفة بعد عدد من السنوات لا نجد سينما، وأتمنى أن ينتبه صناع السينما للتحديات التي تواجههم، والبرامج الفنية والسينمائية مهمة، وكذلك فن المسرح والبالية ويجب أن يكون هناك برامج تتحدث عن الأفلام العربية والمصرية بشكل خاص، فالثقافة والإعلام مجالان لا ينفصلان أبدًا و يجب أن يكون هناك تزاوج دائم بين الثقافة والإعلام في مصر”. 

 

وشددت الدكتورة درية شرف الدين على أن مصر تستحق ثقافة عالية وإعلام مهم ومؤثر في حياة الناس . 

 

وعلق طارق الشناوي قائلًا:” إن هذا حديث ملئ بالشجن والحزن، يذكرنا بالبرامج المهمة التي كانت تنشر الثقافة الفنية، العمق الإبداعي والفني ويجب أن تتسع دائرته، الحديث كبير ومتشعب، كيف تدخل إلى البيوت وتخاطب كل الفئات والعقول بطريقة تصل للجميع”،  مؤكدًا أن نادي السينما كان برنامجا مهما خلق حالة استثنائية في الحياة السينمائية المصرية . 

وقال أحمد سر الختم أحد قيادات الأشراف في أسوان إن نادي السينما كان برنامجًا مهمًا جدًا في ثقافتنا السينمائية، افتقدنا هذه البرامج الهادفة التي كانت تؤدي رسالة سامية، نحن في حالة ضجر مما تقدمه السينما المصرية، نريد نشر ثقافة القيم في السينما والمسلسلات وخاصة الرمضانية . 

 

وقال الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافه لشئون السينما ورئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، إن نادي السينما له سحر خاص، يجب أن يسجل كتراث، مقدمته الموسيقية الناس تحفظها حتى الآن، طلة درية شرف الدين وهي تحدث كل الفئات من الأمي الذي لا يعرف الكتابة وحتى الجامعي مازالت عالقة في أذهاننا .. مشروع نادي السينما كمشروع كيف بدأ ؟ ممكن تكون فكرة في عقل يوسف شريف رزق الله كيف بدأت هذه التجربة حتى تبقى بعد 30 سنة ننحني لها احترامًا.

وردت الدكتورة درية قائلة :” أسعد حين آتي بسيرة يوسف شريف رزق الله هو خريج علوم سياسية وكان يشاركني في التقديم وتراجع بعد فترة ، هو من دلني على المراجع العربية والأجنبية ، علمني فن الإعداد السينمائي، وكان مطلعًا على الثقافة السينمائية بشكل واسع فنقل الخبرات مهم من جيل لجيل، كيف تقدم معلومة لكل الفئات أنت أمام ملايين ولست مدرسًا في الجامعة”.

 

وتابعت :”فكرة التدريب الإعلامي افتقدناه لا أحد يخرج اليوم يقول أنك تستطيع ان تكون مذيعا لابد له من إعداد وطريقة محكمة لاختيار المذيعين، الجيل الجديد فيه خبرات جيدة وأداء جيد، لكن يجب أن يهتموا بالإعداد، فمن الأربعاء إلى السبت أثناء التحضير لنادي السينما كنت لا أستطيع النوم أو الأكل  كنت أكرس وقتي كاملًا لهذا البرنامج، والإخلاص للبرنامج أتى بثماره”.

 

وأشارت أن الإعلام يحتاج إلى جهد ثقافي ولغوي واجتماعي وسياسي لكي يؤتي ثماره .  

 

وقال السيناريست محمد عبد الخالق رئيس المهرجان:” كنا ننتظر هذا البرنامج ، الفيلم ينتهي ونكمل السهرة مع ناقد يشير لنا على التفاصيل، هذا الدور أصبح مفقودًا، لم يعد هناك وسيط يقدم خلفيات هذه الصناعة ، ماذا حدث ولماذا اختفت الثقافة السينمائية ؟ “.

 

وأضاف الشناوي :” تعودنا أن نهاجم المتلقي ، حتى الموسيقار عبد الوهاب قال المستمع الله يرحمه ورغم ذلك لم يتوقف عبد الوهاب عن الإبداع حتى التسعين من عمره، حيث قدم لنا أسألك الرحيلا”.

 

والإعلام مهم جدًا في توصيل هذه الرسالة الثقافة السينمائية ، فالتعليم والثقافة من الأعمدة القوية المهمة جدا في بناء المواطن.

 

وقال الكاتب الصحفي أحمد محمود إن هناك العديد من الفنانين استفادوا من هذا البرنامج بخلاف الجمهور، فهناك أعمال مصرية كثيرة مقتبسة من أفلام أجنبية قدمها نادي السينما، لا توجد ثقافة سينمائية في عمق الداخل المحلي ونتمنى أن يكون هناك العمق الاجنبي للثقافة السينمائية أيضًا مشيرًا إلى مخاطر العولمة على صناعة السينما. 

 

وقالت الدكتورة درية : “إن العولمة يمكن ان تؤدي لتنشيط والارتفاع بمستوى الوعي المحلي فانت تتنافس مع العالم وليس مع نفسك فقط ، هي تكشف أين أنت و كونها كاشفة فهذا شئ جميل “.

 

وتابعت الحديث قائلة:”حين تفتح التليفزيون الآن تجد حوالي 150 قناة عليك أن تختار هذا دافع للتقدم والتميز وليس دافعًا للتراجع، وأوضحت أن المركز الكاثوليكي للسينما هو مركز ديني ورغم ذلك كان ومازال يشكل جزءًا من ثقافتنا السينمائية ولديه أرشيف سينمائي كبير وهو مركز ديني ما يؤكد أنه لا انفصال أو عداء بين الدين والفن، هناك من يقول الفن حرام والرسم حرام والتمثيل حرام ، وهذا أمر شديد الخطورة على ثقافتنا وهذه الأصوات تريد تحويل حياتنا كلها إلى السواد”.

 

ووجه الكاتب الصحفي حسن أبو العلا مدير المهرجان التحية للمركز الكاثوليكي والأب بطرس دانيال مدير المركز لدوره المهم في نشر وصقل الثقافة السينمائية، وفي نهاية ندورة التكريم قدمت مؤسسة مصر للطيران درعًا تذكاريًا تكريمًا للدكتورة درية شرف الدين، كما قدم كريستيان برجر رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في مصر هدية تذكارية ودرع الإتحاد تكريمًا للإعلامية القديرة درية شرف الدين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى