فن

في ذكرى ميلاده… ما لا تعرفه عن عبد العليم خطاب

كتبت: تقى أحمد 

 

 يعد عبد العليم خطاب ممثل ومخرج ومؤلف مصري، تتلمذ على يد يوسف وهبي، اسمه الكامل “عبدالعليم محمد أحمد شرف الدين خطاب”، ولد في عام 1913، داخل قرية سبك الأحد التابعة مركز أشمون بمحافظة المنوفية.

 

وحصل على الشهادة الابتدائية، ثم على شهادة الكفاءة، ليرحل إلى روسيا رغبة منه في إستكمال دراسته، وهناك تلقى فنون المونتاج والإخراج، وحصل على دبلوم فيهما.

 

وعقب عودته إلى مصر إلتحق بمعهد التمثيل وتخرج منه، ثم أرسلته الحكومة عام 1937، لدراسة الإخراج في لندن، ليعود إلى مصر و يقوم بالمشاركة بالعديد من الأعمال في فترة الأربعينات سواء كممثل أو كمخرج.

ومن ضمن هذه الأعمال:”علي بابا والأربعين حرامي، غرام وإنتقام”، لتتوالى أعماله بعدها وحتى أواخر السبعينيات، من أبرز أعماله “دعاء الكروان، الحرام، النداهة”، وافته المنية عام 1978.

 

نبذة عن مشواره الفني 

ظهر في أدوار سينمائية كثيرة منها دور الرجل المتعجرف الجامد غليظ القلب لكن قسمات وجهه الحادة، وصوته الجهوري جعل المخرجين يحصرونه في أدوار الشر، رغم أن هذا الشر لا ينطبق عما اتسم به من الطيبة خارج بلاتوهات التصوير.

 

رغم أنه أمتلك في ذاكرة السينما أقسى المشاهد التي عرضت على الشاشة على الإطلاق، ذلك الخال الذي يبادر ابنة أخته بطعنة كي تداري الدماء فضيحة “هنادي” في “دعاء الكروان”.

وبهذه المميزات، قدم عبد العليم خطاب، أوراق اعتماده لفرقة رمسيس المسرحية التي أسسها عميد المسرح العربي يوسف وهبي، وأصبح واحدًا من أبرز وجوهها ممثلا ومساعد مخرج للفنان يوسف وهبي، في العديد من الأفلام التي أداها على شاشة السينما، بجانب أفلامه الإجتماعية خلال فترات الأربعينيات مثل “ابن الحداد، الطريق المستقيم، رجل لا ينام، وضربة القدر”.

 

وأدت الثقافة التي تمتع بها أن يكون واجهة لمسرح رمسيس، وأحد الأبطال الأساسيين للمسرحيات التي كانت تؤديها الفرقة، والتي كانت أغلب رواياتها من روائع الأدب العالمي.

وفي نفس الجانب نجد أن معظم هذه الأعمال لم يتم تصويرها على خشبة المسرح، لكن فيلم مثل “كرسي الاعتراف”، الذي تم إنتاجه عام 1949 من بطولة  كلًا من :”يوسف وهبي، أمينة رزق، فاتن حمامة، عبد العليم خطاب، فاخر فاخر، سراج منير، وحسن الباروني”، يعطينا صورة لبعض هذه المسرحيات الرائعة التي أدتها الفرقة، والفيلم يدور حول الصراع بين الواجب والعاطفة.

 

شارك في أعمال ستوديو مصر بعد افتتاحه عام 1935 على يد الفنان أحمد سالم، فشارك في بطولة فيلم “لاشين”، المثير للجدل آنذاك، حيث تحفظت الرقابة على نهاية الفيلم الذي يحكي عن ثورة قامت ضد ملك مستبد، ما أعطى إسقاطًا سياسيًا على النظام الملكي في مصر.

 

ومن الأداء الاجتماعي التراجيدي في أفلام يوسف وهبي، انتقل إلى مدرسة أخرى، لكنها كوميدية هذه المرة، هي مدرسة “علي الكسار”، بربري مصر الوحيد، حيث شاركه في فيلم “علي بابا، والأربعين حرامي” عام 1942، والمفارقة أن هذا الفيلم شهد ميلاد وجوه فنية جديدة في الكوميديا والغناء، لعل أشهرها إسماعيل ياسين، ومحمد عبد المطلب.

 

ومن هذا البعد حيث القصص الشعبي في “علي بابا والأربعين حرامي”، واصل خطاب الظهور في ملحمة “حسن الهلالي” في نسختيها الأصلية التي قدمها أنور وجدي في “أمير الانتقام” عام 1950، أو النسخة الثانية التي قدمها فريد شوقي “أمير الدهاء”عام 1964، كما ظهر أيضًا في فيلم “ريا وسكينة”عام 1952.

 

كان عبد العليم خطاب، يؤمن بفكرة البطولة الجماعية، لذا فلا عجب أن أدواره في الخمسينات انحصرت عن البطولة، إلا أنها لا تسقط من ذاكرة المشاهد.

من منا لا ينسى دوره فى فيلم “لقمة العيش”، شارك بطولته مع: صلاح ذو الفقار، عادل خيري” ويقوم فيه بدور ناظر العزبة البلطجي ودوره فى فيلم الفتوة مع فريد شوقي، والعملاق زكي رستم، وكان من ضمن التجار الذين اتحدو للخلاص من غول السوق زكي رستم، وكذلك دور “عبد الباسط”، في فيلم “حسن ونعيمة” مع سعاد حسني، ومحرم فؤاد، عام 1959.

 

اتجه عبد العليم خطاب، بعد ذلك للإخراج بنفسه، وقدمت له السينما 3 أفلام من إخراجه وهم:”سلوى، جزيرة الأحلام، العلمين”، ولكن لم يكتب لهم النجاح.

ومن أهم أعمال الفنان عبد العليم خطاب:”الشيماء، امرأة بلا قيد، الشباك، العقل والمال، العلمين، الحرام، كنوز، المخربون، عدوية، حكاية من بلدنا، طريق الانتقام، النداهة، لقيطة، قاهر الظلام، والشباك”.

 

بالإضافة إلى:” إمرأة الظلام، البنت اللي قالت لا، طريق السعادة، أنا وحبيبي، في سبيل الحب، انتصار الحب، قتلت زوجتي، المجد، دعاء الكروان، المتهم، والهاربة”، وكان آخر أفلامه فيلم “أريد حلا”، مع فاتن حمامة، ورشدي باظة.

 

وفي أواخر أيامه انضم عبد العليم خطاب مع صديقه الفنان الكبير عباس فارس إلى جمعية إرشاد ديني تابعة للأزهر الشريف، وكانا معًا يقوما بالتوجه إلي البارات ومحلات بيع الخمور لتوعيتهم وإرشادهم بخطورة وحرمة الخمر ويدعو الشباب إلى الطريق المستقيم.

 

وفي 28 مايو 1978، توفى عن عمر ناهز 65عامًا، الفنان القدير عبد العليم خطاب، بعد أن صلى الفجر وأمسك مصحفه يقرأ القرآن الكريم كعادته ثم مات نائمًا على مصحفه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى