د. نشوى سمير لكلاسي: لكل مرض تغذية مختلفة.. وهذه نصيحة للأمهات ولحياة صحية
حوار: سلمى عبد الله
د. نشوى سمير هي استشاري تغذية علاجية وحاصلة على بكالوريوس طب وجراحة، كما حصلت على دبلومتي معهد التغذية 2014 والأسبن الأوروبية.
أجرت “مجلة كلاسي” حوارا ممتعا ويحتوي على معلومات مفيدة جدا بخصوص التغذية العلاجية مع د. نشوى سمير.
نبذة مختصرة عن د. نشوى سمير:
د. نشوى سمير استشاري تغذية علاجية، وحاصلة على بكالوريوس طب وجراحة، دبلومة معهد التغذية 2014 ودبلومة الأسبن الأوروبية، ومختصة بالتغذية الوريدية والأنبوبية في المستشفيات، ثم بعد ذلك أجريت الزمالة المصرية التي تساوي البورد المصري أو الدكتوراة، كما حصلت على ماجستير إدارة الأعمال وإدارة المستشفيات.
الآن أعمل في مستشفى، أنشأت فريق التغذية السريرية من عام 2016، والذي يتكون من أخصائيين، أخصائي تغذية وأخصائي النظم الغذائية.
وأنشأت العيادة الخاصة بي في عام 2015، ولكن هذه كانت بدايتي عقب انتهائي من الدراسات العليا، وكان تركيزي منصب أكثر على المستشفيات والمرضى؛ لأن وقتها كان هذا مجال جديد لا يعمل به أحد، ولا أحد يمتلك شهادات تمكنه من العمل في تغذية مرضى السمنة والنحافة.
ولكن كان الحديث كتعذية علاجية هو أن نعمل في مرضى الضغط، السكر، الكبد، الكلى، الأورام، مرضى ما بعد عمليات التكميم والسمنة، تغذية الرياضيين، تغذية الأطفال وتغذية الحوامل.
هل لكل مرض طريقة تغذية مختلفة؟
بكل تأكيد، أولا هناك مرضى لا يعرفون ما الذي يعانون منه، ولكن على الجانب الآخر يوجد مرضى على دراية كاملة بالمشكلة التي يعانون منها، مثل السكر أو الأنيميا، وهذا النوع الثاني تكون رغبته هي تحديد خطة تغذية مناسبة، من الممكن أن يكون مرضه هو السمنة فقط أو النحافة فقط أو مرض من أمراض السكر، الضغط والأنيميا أو ربما يمارس الرياضة.
كل مريض حالته فردية، يكون له تقدير بمفرده، مثل التحاليل، الحرق ونمط الحياة.
هل تطلبين تحاليل من المريض قبل بداية النظام الغذائي الخاص به مع التاريخ المرضي؟
إذا كان التاريخ المرضي الخاص بمرض ما يوحي بأنه لديه مشكلة، ففي هذه الحالة من الضروري أن أطلب بعض من التحاليل لهذا المريض، أو إلقاء نظرة على أخر تحاليل له.
لكن إذا كان المريض لا يعاني من أي مشكلة، فمن الممكن أن أبدأ معه خطة علاجية، ولكن من الأفضل أن يقوم بعمل تقدير طبي بالتاريخ المرضي، خاصةً إذا كانت لديه شكوى معينة ويطلب مني الاهتمام بها.
ولكن في النهاية كل شخص مختلف عن الآخر، سواء في مواعيد الطعام أو العمل.
إذا كان الأمر يتوقف على نظام غذائي فقط فالكثير يعتقدون أنهم يمكنهم اتباع نظام معين عن طريق الإنترنت أو غيره، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، فكل حالة لا تشبه الآخرى، لا أستطيع أن أعطي نفس النظام الغذائي لجميع المرضى.
توجد أنواع كثيرة من النظم الغذائية، مثل الكيتو والماء وهكذا، حدثينا عن ذلك:
جميع هذه الأنظمة موجودة بالفعل وكل الأشخاص تتبعها، ولكنها تأتي تحت مسميات أنظمة “Fad diet”، بمعنى أن هذه أنظمة غذائية غير صحية أو غير معترف بها لدرجة أن تكون نمط حياة.
من الممكن أن تساعد هذه الأنظمة على تقليل الوزن والسعرات الحرارية أو التخلص من المياه الموجود داخل الجسد، ولكن في نفس الوقت من المحتمل أن تؤثر على مكونات في الجسد أنا بحاجة إليها، مثل نقص في البروتين، الحديد، الكالسيوم والمعادن.
إذا كنت أريد اتباع نظام غذائي معين يجب أن أحرص على الحصول منه على كل العناصر الغذائية المتكاملة، مثل الكيبوهيدرات، المياه، الألياف، المعادن، الفايبرز، الأملاح الصغيرة والفيتامينات.
ما هو أكثر شيء تضعيه في الخطة الغذائية لمرضى عمليات التكميم والتحويل، خاصةً إذا كانوا لا يستطيعون تناول الطعام؟
أولا أنا أؤيد هذه العمليات، نفترض أن التمارين والنظام الغذائي لم يأتي بفائدة مع مريض ما بعد أكثر من 6 شهور، والوزن الخاص به أصبح داخل السمنة المفرطة، هنا نحتاج إلى التدخل، ولكن بشرط، وهو أنه إذا اضطر المريض للخضوع إلى هذه العمليات فمن الضروري أن يتابع مع طبيب أخضائي تغذية.
لماذا؟ أولا ستنقص الفيتامينات التي لديه، وأيضا المعادن التي كان يمتصها جسده لم تعد متواجدة.
ومن الممكن أن يتبع عادات غذائية في النظام الخاص به فتؤدي إلى ضياع كل ما سعى إليه من خلال عمليات التكميم أو تحويل المسار، مثلا إذا كان المريض معتاد على تناول سكريات عالية ثم أصبح يأخذ كيمات صغيرة أو بسيطة فإنها ستؤدي إلى زيادة الوزن أيضا؛ لأن في هذه الحالة أصبحت الفكرة ليست في الكمية، بل في النوعية.
ما هي النصيحة التي توجييها لكل أم تعطي لأطفالها الصغار مشروبات غازية ومواد حافظة؟
التغذية في العمر الصغير مهمة جدا، يجب على الأمهات أن تهتم بها؛ لأن هذا الطفل هو الذي سننشأ عليه العادات الغذائية والمفاهيم الصحيحة، وتستمر معه طوال مراحل عمره المختلفة.
وبالتالي من الضروري أن نعطي للأم أولا تعليم صحي؛ لأن الطفل إذا تم توجيهه لتناول شيء سواء كان صحيحا أو خطأ سيستجيب فورا؛ لأنه ليس لديه وعي وعقليته ليست ناضجة كفاية.
وذلك عن طريق إخبار الأمهات أننا سنحاول إدخال أشياء مفيدة من عناصر غذائية لكل المجموعات، كالألياف، المعادن، الكيبوهيدرات، البروتين المفيد والكالسيوم؛ لأن الطفل من المفترض أن يأخذ كل العناصر الغذائية المسئولة عن نموه منذ الصغر، وبالتالي سيتعود عليها ولن يرفضها.
ومن الضروري أن نحاول إبعاد عن العناصر الغذائية التي تحتوي على سعرات فارغة، وهي التي ليست لها فائدة وفي نفس الوقت لا يأتي ضرر منها، مثل المشروبات الغازية والسكريات العالية التي لا تحتوي على أي قيمة غذائية، ولكن ليس بطريقة الحرمان، الأفضل أن نجعلها بمثابة مكافأة بين كل حين وآخر.
ولكن الأساس في يومي هو كل العناصر الغذائية التي تحتوي على فائدة من الهرم الغذائي و”My plate”، وهو عبارة عن تقسيم الطبق إلى العناصر الغذائية المفيدة، جزء كيبوهيدرات، جزء بروتين وجزء خضار وفاكهة، ذلك بالإضافة إلى كوب الماء بجانب الطبق وكوب الحليب خلال اليوم.
متى أستطيع القول على أن هذا الطفل يعاني من السمنة؟
هذا له حسابات مختلفة تماما عند الأطفال، من الضروري الحصول أولا على وزن الطفل وعمره وطوله، حيث نضع الطفل على “منحني النمو Growth curve”، و”مخطط النمو Groeth chart”يحتوي أرقام معينة لعمر معين، ووقتها نبدأ في متابعة نمو الطفل.
إذا تجاوز الطفل الوزن المحدد له وفقا لعمره فهذا يعتبر سمنة؟
على حسب مؤشر كتلة الجسم الخاصة به “BMI” و”Growth curve”؛ لأن الأطفال غير الكبار.
يتم حساب وزن الكبار بالـ”BMI”، الطول مع الوزن يساوي كام؟ من 18 إلى 25 هذا جيد، فوق 25 أو 30 فهذا مبالغ به، فوق 30 فهذا بداية السمنة؛ لأن طول الكبار يكون ثابت ولن يتغير بعد ذلك؛ فلذلك أستطيع التحكم في الطول مع الوزن، ولكن الطفل طوله متغير وينمو باستمرار واحتياجاته تزداد.
ما هي النصيحة التي تضمن حياة صحية؟
أولا: تناول وجبة الإفطار مبكرا، وهذا مهم جدا وصحي للغاية ويسهم في زيادة معدل الحرق؛ لأن يوجد ما يسمى “الإيقاع اليومي circadian rhythm”، وفيه الجسد يكون معتاد على ساعات النهار، بمعنى أن كل الإنزيمات تبدأ عملها في وقت معين من النهار.
أما بالنسبة لوقت الليل، فمعظم الإنريمات، حركة الجسد والهرمونات تحاول أن تأخذ قسط من الراحة، ذلك بالإضافة إلى الجهاز الهضمي.
لذلك عندما نأكل في وقت الليل نزداد في الوزن؛ بسبب انخفاض معدل الحركة، الإنزيمات والهرمونات.
ثانيا: تنظيم مواعيد الطعام، والذي يساعد على ضبط التمثيل الغذائي الخاص بالجسد، ويجب تناول 3 وجبات أساسية في اليوم الواحد يتخللها وجبتين خفيفتين، على أن يكون بين كل واجبة وأخرى ساعتين أو ثلاثة على حد أقصى، وبالتالي تنظيم الحرق والأنسولين.
ومن المهم تناول وجبة العشاء في وقت مبكر من الليل، مع شرب ماء بكثرة، أي من 2 إلى 3 لتر في اليوم، ويمكن الوصول إلى 3 لتر ونصف في اليوم خلال فصل الصيف.
وعلى العكس تماما لن يؤدي شرب الكثير من الماء إلى زيادة الوزن (ماء) على الميزان؛ لأن شرب الماء يساعد على التخلص من الأملاح الزائدة في الجسد، ولكنني سأعاني من الزيادة في الوزن على الميزان عند تناول الحوادق، المخلالات، فواكهة حمضية وأدوية طبية.
ثالثا: أخذ العناصر الغذائية من طعامي خلال اليوم بأكمله، مجموعات الكيبوهيدرات، البروتين، الألبان، البقوليات، الخضراوات والفواكهة.
هل للسكر الدايت أضرار؟ وهل يمكن أخذ كمية مفتوحة منه طول اليوم؟
أولا هناك فرق بين سكر الدايت وسكر الفاكهة، السكر الأبيض هو السكر المتعارف عليه، سكر الفاكهة هو “السكر البني Brown sugar” ومن المفترض أنه يمتلك قيمة غذائية أعلى من السكر الأبيض وله فائدة أكثر منه بكثير، لكن سعراته الحرارية تساوي السكر الأبيض.
أما بالنسبة للسكر الدايت، فهو ينقسم إلى أكثر من نوع، سكر دايت يحتوي على مادة “الأسبرتام Aspartame”، وهذا يخاف منه البعض بسبب المادة المسرطنة، ولكن هناك أبحاث نفت ذلك تماما من خلال التجارب، ولهذا يمكن استخدامه.
هناك سكر آخر لا يحتوي على مادة “الأسبرتام”، مثل “ستيفيا Stevia”.
ولكن الأهم في السكر الدايت أن يكون “زيرو كالوري Zero calorie”، من أجمل ضمان عدم التعرض للسعرات الحرارية من السكر، وبالتالي أستطيع وقتها تناول أكثر من واحدة أو اثنين في اليوم.